سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ

العودة   منتدي بيت العز > > >
موضوع مغلق
♥ كاتبة الموضوع ♥ مدام زهرة مشاركات 11 المشاهدات 5600  مشاهدة صفحة طباعة الموضوع | أرسل هذا الموضوع إلى صديقة | المفضلة انشرى الموضوع
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
  #1  
قديم ,
مدام زهرة
ღ صاحبه بيت ღ
✿ رقم العضوية : 281
☂ تاريخ التسجيل : Jan 2017
✿ عدد المواضيع :
✿ عدد الردود :
✿ مجموع المشاركات : 5,199
مدام زهرة غير متواجد حالياً
رواية ابرياء حتى تثبت ادانتهم .. للكاتبة ( حلم يعانق السماء )

&رواية عشق ليس ضمن التقاليد للكاتبة أسيل الباش
المقدمة..
لم تفكر مرتين وهي تخرج كاللصوص من منزلها.. تتلفت حولها ونبضات قلبها يحتد وثبها بصورة غير طبيعية.. يداها تتعرق اكثر وهي تتمسك بطرف الباب الخشبي.. تتطلع هنا وهناك لتتأكد من كونها ستخرج سالمة..
تسلّلت بقرب الجدار البني الخارجي الذي يفصلها عن منزلها.. لا يمكنها ان تتراجع الان.. ليس بعد تفكير دام لأسابيع وتخطيطات نسجتها بعقلها.. السماء الحالكة بسوادها تبعث ذبذبات من القشعريرة في حنايا جسدها لترتجف بخوف..
بعد ساعتين سيتصاعد آذان الفجر وسيستيقظ رجال قبيلتها ليقبلوا الى صلاتهم في المسجد القريب من قبيلتهم.. اما النساء فهن سيقضون فريضتهن في منزلهن.. وامها؟.. رباه امها ستولج الى جناحها الصغير لتوقظها حتى تُصلي معها جماعة.. وبعد ذلك تعدّان الافطار لوالدها وشقيقيها الاعزبان.. ولكن ان اكتشفت والدتها امر اختفائها فيا لها من مصيبة ستُقام في القبيلة كلها!“تراجعي يا خنساء! لآجل والدتك التي سيقع كل اللوم عليها!”
زمجرت مخاوفها بين زوبعة افكارها وهي تعبر الجسر الطويل القائم بين الأشجار لتصل الى السور.. ولكنها لا تقدر ان تتراجع.. حلمها ستموت ان لم تحققه.. وبذات الوقت سينشطر فؤادها الى اشلاء اذا هربت هكذا واحنت رأس والدها المرفوع دائما وادمت قلب والدتها الحنون..توقفت قبالة السور الشاهق تلهث انفاسها المضطرمة تخفرًا وذعرًا.. كانت ميقنة انه طويل ولذلك تأزرت تحت عباءتها السوداء سروالاً كحليًا واسعًا لتتمكن من التسلق كما يجب.. ولكن نقابها مشكلة! لا تستطيع ان ترفعه عن وجهها والا في حال كُشفت ستُعرف انها هذه هي “خنساء الفهدي” من تجرأت على تفجير القنابل في دماء رجال قبيلتها لتُبتَر الرقاب وتُقام الجنائز!..
اوغلت يدها عبر النقاب لتمسح قطرات العرق التي تتصبب من وجهها الشاحب.. ثم شدّت من ربطة الحقيبة النبيذية التي على ظهرها وبارتباك وضعت قدمها على حجر من السور بينما اليد الاخرى تتشبث بحجر اخر حتى تتمكن من الصعود بتريث..
ولكن.. صوت الاقدام التي تنبع من الخيول التي تقترب فاقم من حدة توترها وبعثر تركيزها على الرمال التي تحتها لترفع رأسها الى السماء برعب حقيقي ثم تحدودب برأسها الى الارض لتُقدّر البعد الذي يفصل بينها وبين الارض.. وطبلة فؤادها التي تتفنن بطرقها العنيف تصمّ اذنيها فلا هي قادرة على التحديد من اين الصوت تمامًا ولا حتى على متابعة الصعود لتهرب بنجاح!.. او حتى العودة ركضًا الى منزلها الاقرب الى هذا السور..
“يا رب احميني ولا تدعهم يكشفونني!”
همست بارتجاف وهي تحث نفسها على الصعود ولو خطوة واحدة ولكن.. ولكن اليد الخشنة التي اسكتت دعائها والاخرى التي طوّقت بطنها وسحبتها بعنف لتقع على صدر اشبه بالسور الذي كانت تعتليه اججّ من رعبها.. ودون ادراك منها تدحرجت عبراتها المذعورة على وجهها بينما تقاوم اليد التي تكبّلها بضراوة صامتة.. دون ان تتجرأ على النبس ببنت شفة.. اولاً لأن ثغرها مُقيد بيد قاسية.. وثانيًا خوفًا من ان يعرفها الذي قبض عليها فوداعًا لروحها الحالمة..
غرست اظافيرها بالذراع التي تجذبها من بطنها الى منزل تعرفه جيدًا.. وبسببه عرفت من هو الذي قبض عليها ليزهق روحها وجعًا بكل تأكيد.. تخبطت بجنون بين ذراعيه وهو يسحبها بعنف اقوى انّت له معدتها حتى كادت ان تتقيأ من شدة المها واختناقها..
لم تؤثر به الدماء التي ابجستها اظافير تلك اللبؤة المتأكد انها زوجته من يده.. فمن غيرها يتجرأ على مخالفة اوامر قبيلتهم واوامر جده (زعيم وقائد القبيلة كلها).. جده دومًا كان يحذّره بكونها اصعب مما يظن ولذلك لم يوافق على كل من طلب يدها للزواج من ابناء عمومته واخواله وغيرهم.. هي لبؤة جامحة يتحدث عنها عمومته.. ولذلك تمّ فقط زواجها منه هو..
كان عائدًا من البحر هو وشقيقه وابن عمه بعد ان باع ثلاثة سفن لقبيلة اخرى.. كان يمتطي حصانه الأسود حينما سمع لهاثًا غريبًا.. فودّع شقيقه وابن عمه سريعًا ثم تحرّك نحو الإسطبل الخاص بحصانه ليضعه به بينما يتفقد بحدقتيه الحادتين عن مصدر الصوت الذي كان يؤرق اذنيه..
واخيرًا عرف.. رأى تلك الكومة السوداء التي تحمل على ظهرها حقيبة صغيرة رقيقة تشبه أغطية الفراش.. بينما اصابع بيضاء صغيرة تتشبث في حجارة السور..
دنى منها بخطوات مسموعة ليبعث الرعب في ثناياها ويشتتها حتى لا تقدر على مواصلة صعودها فتنجح بهروبها من بين ذراعيه التي ستفتك بها بعد دقائق معدودة!..
وبعنف شديد كان يجرّها الى منزله بينما تتعثر قدميها بالحجارة التي على الارض وتهشم له يديه.. وبذات الخشونة التي جذبها بها من على السور كان يلقيها على الارض بعد ان فتح باب منزله..
اوصد قفل الباب الحديدي بينما يستمع الى بكاءها المذعور لعلّه يخمد قليلًا من النار التي اضرمتها تلك المُسماة زوجته.. ولكن عليه ان يتأكد انها هي.. رغم كل ثقته انها خنساء التي عقد قرآنه عليها قبل ثلاثة اسابيع وبعد اسبوع زفافهما سيُقام في القبيلة ليحضرها ابناء القبيلة وغيرهم من القبائل.. زواج سيحضره الالاف..
بغضب جسوري كان يزيل نقابها ليُجرح خدها الناعم وتشهق مذعورة بينما تتوهج النيران في عروقه حالما تأكدت ظنونه.. واول ما اقترفته يده هو اهداء خدها الأملس صفعة قاسية لا يقدر على تحملها الرجال منه!..
وقعت على الارض مرة اخرى، تصرّخ بآهة بكاء موجوعة بجنون.. لم تعد تشعر بوجهها من قوة صفعته.. اختنقت ببكاءها الحاد ولاول مرة تحس نفسها غير قادرة على المواجهة.. ولكنه محق وما سيفعله بها الآن اهوّن بكثير مما سيفعله بقية رجال القبيلة وخاصة والدها واخوتها الذكور..
رفعت له مقلتين رقراقتين ليكزّ على اسنانه بغضب اشوس واصابعه تمتد لتشد خصلات شعرها المشعثة بسبب عنفه بينما يصيح بصوت جهوري توسعت له عيناها برعب:
– انا قسورة؟!! زوجته تحاول ان تهرب!!! يا لقسوة عقابك الذي ستتلقينه يا خنساء!
ارتجف جسدها كعصفورة يرفرف ريشها دون ان يطير.. جاهدت ان تنطق ولو بحرفٍ واحدٍ.. ان تدافع عن حقها كما تفعل مع الجميع.. ولكنها ببساطة لم تقدر.. عنفه ارعب اوصالها.. وهي التي لم تُضرب ولو لمرة واحدة من ذكر او انثى في عائلتها! لا يُستعمَل العنف مع نساء عائلتهم.. ولكنها على ما يبدو انها ستكون الانثى الاولى التي تُعنّف!..
لم تحيد عينيها عن وجهه المتوحش.. عروق وجهه كلها نافرة الى حد مرعب..
انّت مرة اخرى بينما اصابعه تحتد قسوتها وهي تجذب خصلات شعرها الأسود حتى كاد ان يقتلعه من جذوره.. وجهيره المذعر يجلد خلاياها كالسياط:
– لماذا ستهربين؟ هل انتِ على علاقة مع رجلٍ من خارج القبيلة! اجيبي يا عديمة الاخلاق!
هزت رأسها نافية بذعر.. وهي تعي الى ما وصلت اليه افكاره بسبب فعلتها المتهورة.. وبهمس قالت من بين شفتيها المرتجفتين:
– اقسم بالله ان تفكيرك ليس صحيحًا.. انا.. انا كنت اريد تحقيق حلمي فقط.. حلمي الذي تسخرون منه جميعكم.. وتمنعوني من فعله لانني انثى!
عرف الى ما تشير اليه.. وكيف لا وكل القبيلة تعرف ما هي موهبة خنساء الفهدي التي تود اعلانها للعالم اجمعه! ولكنها تحلم.. الفهداويات اسمهن ثمين تُقتَل بسببه الارواح.. والغبية تريد ان يصبح اسمها علني يحكي العالم عنه.. هبّت الغيرة المتأصلة في اوردتهم كالنيازك على روحه وهو يتخيل ان رجل غيره ينطق بأسم خنساءه.. زوجته.. ابنة حامد الفهدي..
كل افكاره المجنونة فاقمت من عصبيته المفرطة ليحرر شعرها من بين براثنه ويسحبها الى داخل منزله ليلقيها بخشونة على الاريكة الخشبية المزخرفة بنقوش حمراء قابعة في الصالة بينما يميل بجسده الضخم عليها فيغريه لهاثها المرعوب وصدرها الذي يرتفع وينزل بخوف وارتباك واضحان..
وكم كانت جذابة لبؤته وسط ظلام منزله الذي لم يكلّف نفسه ان ينير مصابيحه وهو يكاد يقتلها بسبب فعلتها الشائنة!.. فقط اكتفى بالانوار الخارجية التي تولج عبر النوافذ الزجاجية لتساعده على رؤيتها بوضوح..
مال عليها اكثر ليتحسس بأصابعه احمرار خدها والكدمة التي سببتهما يده فتبعد رأسها بخوف وتغمغم برجاء:
– لا تخبر عائلتي.. ارجوك قسورة!
رفع حاجبه بغلاظة بينما يده تستولي على مؤخرة رأسها ليضغط عليها بقوة بينما يوافيها همسه الذي يعدها بالكثير:
– اعدك يا خنساء بان لا يعرف اي مخلوق عن فعلتك هذه.
وقبل ان تتمكن من زفر انفاسها براحة كانت تصرخ بألم بسبب قبضته التي اشتدت ضراوتها وهو يهدر باحتدام:
– لانني انا الذي سيعاقبك.. ستندمين اشد الندم على تفكيرك بتلويث اسمي واسم عائلتنا.. على تلويث قبيلة الفهدي!
– انت مجنون.. اتركني لأعود الى منزلي.
قالت وهي تدفع صدره لتتجهم ملامحه ويقول ويده تضغط اكثر على عنقها حتى تكاد ان تختنق:
– سأريك الجنون بعد الزواج يا ابنة عمي.. جدي كان محقًا بكونك لبؤة يُصعب ترويضها.. ولكنك لا زلت لا تعرفينني.. فوالله عظامك أُكسّرها دون ان يتجرأ اي احد على الاعتراض بحرف!.. مبادئ القبيلة التي وضعها جدي لا تسري كلها علي.. ولا عليك يا زوجة قسورة الفهدي!
– ما كان يجب ان اوافق على الزواج بك.. لو انني وافقت على من تقدموا لي قبلك ولم اوافق عليك كان سيكون ارحم لي.
تمتمت بكره وحقد وهي تتلوى من الوجع الذي سببته يده في مؤخرة عنقها ليفلتها فجأة ويخرس جنون لسانها بأصابعه التي امسكت شفتيها تلويهما بغضب حتى انبثقت دموعها على خديها بألم من العنف الذي يمارسه عليها..
وفجأة احست بزلزلة غريبة تكوي احشائها مع تهديده المرعب:
– انتبهي الى كلامك يا ابنة عمي.. فلسفتك في الروايات والاشعار التي تكتبينها يا خنساء لا تنطبق علي.. فإحذري من عصبيتي التي قد تؤذيك بسبب كلامك.. هذا اخر تهديد يا زوجتي المصون.
ثم افلتها بشراسة ونهض مبتعدًا عنها لتتحسس بأناملها شفتيها المنتفختين.. عليها ان تبتعد عنه.. خلال دقائق قليلة فعل العجائب بجسدها.. عنفه يخيفها.. وعصبيته وصراخه يرعبانها..
حتى النطق لم تقدر عليه بسبب قساوته معها.. تخشى ان يؤذيها اكثر فلا تصل بيتها سالمة ويُعرف انها كانت تخطط للهروب..
طالعته بنظرات حاقدة وان كانت مرتعدة ثم بترنح سارت الى مدخل المنزل لتلتقط نقابها وتضعه كيفما أُتفق.. حتى انها لم تُعدّل من ربطة شعرها الذي بعثرته اصابعه الغليظة!
عقدت حاجبيها فجأة حالما لم تجد الحقيبة التي رماها ارضًا مع نقابها بعد ان ادخلها قسرًا الى منزله.. انتبت اليه وهو يضيء احد المصابيح بيد والاخرى تمسك بحقيبتها فاقتربت منه بتردد لتحاول اخذ الحقيبة فيرفعها الى الاعلى حيث لا تصلها يدها ويقول ببرود:
– لن تأخذيها الا في ليلة زفافنا يا عروس.. وربما لا!
القت عليه نظرة غاضبة ثم بصعوبة هتفت:
– لا افهم.. ماذا تعني؟
ابتسم بشراسة ثم اردف وهو يقطع المسافة التي بينهما:
– يعني.. مم.. يعني.. ماذا يعني؟
قهقه قبل ان يجيب بما كانت تخافه:
– يعني انني سأمنعك عن الكتابة.. لا عن تحقيق حلمك فقط.. بل سأردع كل الوسائل التي تحثك للوصول اليه!
لم ترد عليه، خشيةً من تحقيق ما قاله فعلاً.. لن تعارضه الان.. هناك الاهم في الوقت الحالي.. وهو ان تعود سالمة الى منزلها لتختلي بنفسها بجناحها الصغير الذي ضمّ احلامها لسنوات..
نظرت الى الباب ليفهمها فيبتسم باستهزاء وهو يراها تُنزل الغطاء الاسود على وجهها فتغطيه كاملًا.. سار معها دون ان يأبه اذا استيقظ احد ورأهما معًا.. بجراءته المعهودة وثقته المتوحشة رافعًا رأسه دون ان يبالي لأي مخلوق في الوجود..
تلبثا قبالة باب منزلها فهمست بوهن:
– اذهب الان.. سأدخل انا.
وقبل ان تتمكن من فتح الباب كانت راحته تمسك ذراعها لتوقفها مكانها.. طالعته بخوف عبر نقابها فيميل على اذنها هامسًا:
– غدًا سأزورك بما انني زوجك.
ثم تحسس القماش الاسود الذي يواري عنه وجهها واستأنف:
– فالاهتمام براحة الزوجة واجب!
وتركها لتدخل مسرعة الى جوف المنزل، شاكرة الله ان غرفتها في الطابق الارضي.. فهكذا لا يعرف بهروبها وعودتها اي مخلوق في منزلها..
****************
طرقت باب منزل عمها ليفتح لها احمد الباب فتطرق ياقوت رأسها بخجل وتوتر ليهتف احمد مبتسمًا بحب:
– اهكذا تفعل الفتاة حينما ترى خطيبها امامها؟
– اين خنساء؟
تساءلت وهي تُعدّل من طرفي حجابها بتوتر.. وخدّاها يحمرّان رغمًا عنها فيبتسم احمد بهيام، رادفًا وهو يبتعد عن الباب لتخطو خطواتها المرتبكة الى الداخل:
– خنساء في غرفتها نائمة كالأميرات يا ياقوت.
– وخالتي خديجة؟
قالت بإرتباك اشد وهي تتقصى بعينيها العسليتين عن زوجة عمها او واحدة من بنات عمها.. او حتى عمها! وقد كان احمد متفهمًا لخوفها وخجلها الشديد من انفرادهما دون رابط شرعي يجمعهما غير انه تقدّم طلب يدها للزواج.. فدمدم وهو يتوجه الى غرفته:
– لا احد في المنزل غيري وغير خنساء.. اذهبي اليها واوقظيها.. واعدك ان امحو بنفسي خجلك هذا بعد خمسة ايام، حيث سيتم عقد قرآننا.
ابتسمت ياقوت بحب فخور وهي تبصر به ينأى بنفسه عنها ليهبها الامان والطمأنينة.. هذا هو فارس احلامها الذي حلمت به طوال طياتها.. احمد.. ابن عمها الذي تعشقه منذ ان كانت طفلة.. احمد الذي تحسدها عليه الفهداويات كلهن.. هو مغوارها العاشق الذي لم يهتم بأي من الفهداويات غيرها.. كل فتيات العائلة لم يبالي بهن كما اهتم بها.. حتى اضحى عشقه واضحًا لجدهما فنطق بكلمته امام كل رجال العائلة.. كلمة لا يخالفها كبير او صغير.. ياقوت الفهدي لن تكون الا لأحمد الفهدي.. منذ ثلاثة سنوات حيث افشى الجد بكلمته ووعده.. كانت في الرابعة عشر من عمرها.. وهو في الحادي وعشرون.. وقد كبرا الاثنان.. وهي اكثر من ستموت شوقًا ليرتبط اسمها بأسمه..
لم تبرح الابتسامة العاشقة ثغرها وهي تولج الى غرفة ابنة عمها دون ان تطرق الباب حتى.. فتشد خنساء الغطاء عليها، خوفًا ان يكون احد اخويها او والدتها.. ولكن صوت ياقوت الذي وافاها وهي تهزها جعلها ترفع الغطاء عنها بتردد فتشهق الاخرى برعب من مظهر وجهها المكدوم..
– لا تنظري اليّ هكذا.
تمتمت خنساء بحنق لتسألها ياقوت بقلق وهي تقعد بجانبها على فرشة السرير الخضراء:
– ماذا حدت لك خنساء؟ من ضربك؟
ومضت الدموع المقهورة في مقلتيها السوداوين وشعّ الحقد منهما بينما تهمس ودمعة هائجة تنزلق على خدّها المجروح:
– الحقير قسورة! فليأخذه الله!
انبسطت جفون ياقوت بخوف وهي تستقيم واقفة بحدة قبالة خنساء، مغمغمة بذهول:
– قسورة ابن عمي رفعت! زوجك يا مجنونة!
– اجل هذا الحقير.
اجابت خنساء بضيق وهي تمسح دموعها بأناملها لتتساءل ياقوت بتوجس:
– اين رآكِ حتى يضربك؟! فأنتِ البارحة كنتِ عنا في المنزل قبل ان يأتي احمد ليصطحبك بعد صلاة العشاء.
تنهدت خنساء وهي تردف بتوتر:
– البارحة كنت سأهرب!
اجفلتها الشهقة التي ابجستها ياقوت فصاحت بها بحدة ودموعها تنهمر على خدّيها لتداهمها ذكريات ما حدث بينها وبين قسورة من جديد:
– لا تشهقي هكذا.. انتِ لا تعرفين ما عانيته من قسورة وماذا ينتظرني منه! يا الله سأموت من شدة رعبي!
تحكمت ياقوت بانفعالها بصعوبة بينما تصغي الى ابجدية ما حدث من ثغر خنساء..
وما ان انتهت من السرد هتفت ياقوت بجدية:
– اشكري الله انه لم يقتلك يا مجنونة.. لو ان رجل غيره رآكِ كانت كل القبيلة ستعلم وفي الصباح سيتم دفنك!
ثم جلست بجوارها مرة اخرى مستأنفة:
– ولكن انت يا غبية الم تفكري قبل اقدامك على هذه الخطوة المجنونة! الم تفكري انهم ريثما يجدونك سيقتلونك دون ان يفكروا بسؤالك عن السبب؟! غبية جدًا يا خنساء.. جدي لو عرف كان سينهار وكذلك الامر والدتك.
ازدرمت خنساء ريقها بخوف ثم همست بصوت واهٍ:
– الحمد لله ان ما فعلته مرّ على خير.. ولكن انا خائفة من قسورة يا ياقوت.. لقد وعدني انني سأتلقى عقابي بعد الزفاف منه.. انتِ لم تري قسوته.. ولله لن تقدري على تحملها! وانا خائفة ان يردعني عن الكتابة.. بامكانه فعل كل شيء ولا احد سيقف في وجهه.
تنهدت ياقوت قبل ان تقول بهدوء:
– يمنعك عن ممارسة موهبتك اهون من ان يقتلك وتعرف العائلة عن تهورك وجنونك.
– سأقتله اذا جرّب منعي عن ممارسة موهبتي.
زمجرت خنساء بغضب وحقد لتتأفف الاخرى هامسة بوقار:
– خنساء انت عمرك حادي وعشرون عامًا.. الاكثر وعيًا وثقافةً بفتيات العائلة اجمعها.. فرجاءًا فكّري قبل ان تتصرفي.
ثم مدت يدها لتضعها فوق يد خنساء لتسندها تبثها دعمها وتابعت:
– خنساء حبيبتي موهبتك لن تعترف القبيلة بها.. غير تعلّم القرآن ممنوع ان تتعلم المرأة.. فاختصري شر قسورة خاصةً لأنك لن تقدري عليه.. الكبير والصغير يخاف منه ومن قسوته وانت تريدين ان تتحديه! واخشي على نفسك لانك زوجته الان.
هزت خنساء رأسها بضياع ولكن في صميمها تدرك انها لن تستسلم ولو تحدته.. رغم خوفها منه الا انها لن ترضخ لاوامره وليفعل ما يشاء..
******************
لقد مرّت سنة كاملة.. سنة كاملة على وفاته وهي لا تزال تعيش على ذكرياته.. لا تقدر على نسيان حبيب قلبها وشريك حياتها.. طمست وجهها في الوسادة الحريرية وهي تشهق ببكاء مكدوم.. لا يعلم غير الله كم اشتاقت اليه.. كم تتمنى رؤيته ولو لمرة واحدة.. ان تعترف له مرارًا وتكرارًا بعشقها له.. رباه كم تحبه وكم تشتاقه!
ضربت الوسادة بقبضتها وهي تهمس اسمه بلوعة.. تناجيه.. تتمنى ان يشفق عليها فيزورها في احلامها على الاقل.. لقد كادت ان تنسى ملامحه..
اطلق ثغرها آهات موجوعة مكلومة وهي تنتحب بأسمه..
“امين.. امين.. عد الي.. آه اشتاقك! اشتاقك حبيبي.. فليرحمك الله.. آه يا رب!”
ومع الثواني التي تزداد كان بكاءها يحتد فتنزلق عبراتها كالجمر وقلبها يئن بألم.. بوجع.. بشوق.. بضياع.. صغيرة هي على كل هذه المعاناة.. ولله صغيرة.. ما زالت لم تتجاوز التاسعة عشرة بعد من عمرها.. فما هذا الظلم الذي جعل فتاة بعمرها ارملة، تترحم على زوجها الشاب؟!
لا في غمرة نومها ترتاح ولا في استيقاظها ترتاح.. كل خلية في روحها تستنجد اسمه.. تناديه وترجوه بالعودة.. أغريب شعورها بكونها تحسّ ان لا حياة لها.. لا وطن.. لا اهل! لا احد لديها… تعيش الحياة دون ارادة منها.. تتمنى لو ان روحها أُخذت مع روحه..
رفعت رأسها بحدة مباغتة بعد ان صحت من ديمومتها التي تشقي فؤادها وتعتصره عصرًا بقساوة ذكريات الماضي الجميل على صوت باب ردهتها الذي فُتح.. طالعت والدتها بمقلتيها الشجيتين اللتين تحكيان حكاية من الاساطير الحزينة.. فتدمع الام وينغزها قلبها على منظر طفلتها الصغيرة البريئة، التي لا تزال في اوائل شبابها.. بل لا تزال طفلة.. وشاء القدر ان يأخذ زوجها منها فجأة وهي في الثامنة عشرة فتترمل مبكرًا..
منذ عدة اسابيع وزوجها يخبرها ان تُحدّثها حول العرسان الذي يتقدمون لها من القبيلة.. ولكنها سترفض.. تعرف ابنتها التي اذ تعلّقت بشخص ما يُصعب عليها نسيانه.. فكيف اذا كان زوجها الذي عشقته! كيف سترضى ان تتزوج غيره وهي تموت في هواه؟ وعلى ذكراه أكسجينها تتنفسه!
اغمضت اميرة عينيها بترح قبل ان تفتحهما وتدنو من طفلتها التي اعتدلت بجلستها على سريرها.. ودون ان تقدر على كبح عاطفتها الامومية كانت تضمها الى صدرها فيتصاعد بكاء حسناء ممزّقًا نياط القلوب شفقةً وحزنًا على حالها..
شاركت اميرة طفلتها البكاء وهي تهدهدها كما كانت تفعل معها حينما كانت طفلة صغيرة:
– اهدأي يا قلب والدتك.. قطّعت لي قلبي.. ارحمي نفسك يا حسناء.. ستموتين وانتِ تتحسرين على فراق المرحوم امين.
تشبثت حسناء في جلباب والدتها المنزلي وهي تنشج بآهات ادمت قلب امير بينما تفاقم هذه الآهات من احتراق وجدانها:
– آه يا امي.. قتلني فراقه.. مزّقني الى اشلاء صغيرة.. آه يا امي.. آه لو تعلمين كم اشتاقه!
شاركتها اميرة في نوبة البكاء الشديدة، غير قادرة على تلبية ما طلبه زوجها منها.. شدّت من احتضان طفلتها وهي تقرأ عليها بصوت عذب آيات من القرآن الكريم بينما طفلتها تسترسل في نشيجها ورثائها على زوجها المرحوم:
– آه يا امي.. اليوم يمر على وفاته عامًا كاملًا.. قبل سنة افجعتونني بخبر موته.. ودمرتونني.. يا ليتني متُّ معه يا امي.. يا ليتني!
لم ترد عليها اميرة وهي تتابع بدموع غزيرة قراءة القرآن وراحتها تتنقل برفق على شعرها الكستنائي الطويل مرورًا بأكتافها وظهرها لتستسلم حسناء بخنوع الى موجة النوم والكوابيس التي سحبتها اليها..
تنهدت أمها بوصب وهي تمددها بنعومة على السرير قبل ان تبجس من غرفة طفلتها ودموعها تغرق وجهها فتنتبه الى بكرها الذي زلف منها بقلق متسائلًا وهو يلثم يدها:
– ما خطبك يا ام صفوان؟ لماذا تبكين يا غالية؟
تأملته بحزن شديد.. فأكبر اطفالها واصغرهم يعانيان.. حسناء فقدت زوجها.. وبكرها صفوان زوجته مريضة بالسرطان في اخر مراحله.. لا تدري ما هذه الابتلاءات المفجعة الذي يختبرهم الله بها.. ولكنها تصبر وما لها غير الدعاء والصلاة..
ابتسمت اميرة قسرًا هامسة بحنو:
– لا شيء حبيبي صفوان.. فقط قلبي يوجعني على اختك المسكينة.. رحم الله زوجها الذي تحت التراب الان.
– رحمه الله واسكنه فسيح جنته.. جدي حدّثني انا ووالدي اليوم عن ايهم ابن عمي رفعت.. يريدونها زوجة له.. وايهم نعم الرجال.. كل رجال القبيلة يتكلمون عنه بالخير.. مكانته واحترامه الجميع يعتز بهما.
هتف صفوان بهدوء وهو يسحب والدته مطوّقا ظهرها بذراعيه الى حيث غرفة الضيوف فتغمغم الام بتوتر:
– لن ترضى حسناء بهذا الزواج.. هي لا زالت تعيش على ذكرى المرحوم امين.
– جدي اعطى كلمته لعمي رفعت.. وكلمة جدي لا يخالفها الرجال لتتجرأ ابنتك الان على مخالفتها!
هدر صفوان بعصبية تُميز رجال قبيلة الفهدي كلهم.. فتنهدت اميرة وهي تجيب ابنها بتفهم:
– صفوان بني.. اختك تعاني.. ولله اذا رأيتَ حالها قبل دقائق ستبكي عليها.. هي صغيرة على كل ما تعانيه.. ان شاء الله غدًا سأفتح معها الموضوع.. ولكن دعوها تتحسن واتركوها فقط اليوم على الأقل.
– انا سأتحدث معها امي.
دمدم صفوان بتجهم لتهمس امه بانهاك:
– هي نائمة.. كانت منهارة فاتركها اليوم يا صفوان.. وغدًا انا من ستتحدث معها.
نهض صفوان عن الاريكة، قائلا بهدوء:
– حسنًا امي، لآجلك فقط.. انا سأغادر الان.. يجب ان ارى الاطفال فآيات لن تتمكن من الاعتناء بهم لوحدها.
اومأت اميرة ودموعها تتكدس مرة اخرى بتحسر في مآقيها بينما يغادر صفوان بعد ان قبّل جبينها..
————————–
يتبع..
لم تظهر بعد كل الشخصيات الرئيسية.. ما زال “ساري” لم يظهر بعد والذي تعرفونه من الاقتباسات التي انزلتها مسبقًا وغيره العديد..
ما رأيكم بالمقدمة؟
توقعاتكم ونظرتكم حول الرواية والشخصيات؟
قراءة ممتعة..
مع حبي:
اسيل الباش


v,hdm hfvdhx pjn jefj h]hkjil >> gg;hjfm ( pgl duhkr hgslhx ) gg;hjfm hgsghl hfvdhx h]hkjil jefj pgl pjn duhkr

قديم ,   #2
معلومات العضو
مدام زهرة
ღ صاحبه بيت ღ
 
رقم العضوية : 281
☂ تاريخ التسجيل : Jan 2017
عدد المواضيع :
عدد الردود :
مجموع المشاركات : 5,199
النقاط : 1035
مدام زهرة لديها الكثير لتفخر به مدام زهرة لديها الكثير لتفخر به مدام زهرة لديها الكثير لتفخر به مدام زهرة لديها الكثير لتفخر به مدام زهرة لديها الكثير لتفخر به مدام زهرة لديها الكثير لتفخر به مدام زهرة لديها الكثير لتفخر به مدام زهرة لديها الكثير لتفخر به
افتراضي رد: رواية ابرياء حتى تثبت ادانتهم .. للكاتبة ( حلم يعانق السماء )

رواية عشق ليس ضمن التقاليد الفصل الاول
الفصل الأول..
سأطلب منكَ المغفرة
يا دمع.. الفؤاد..
لقد ارتكبت الخطيئة
ووقّعت في
فخّ.. الأصفاد..
أصفاد كالأهات تتغلغلها
الأضلاع وتزعزع.. الأكباد..
عذرًا.. لن أرضخ بعد
استنجادي منك المغفرة
فوراء كل ارتعاد.. اتقاد..
——————–
رشقته بلظى نظراتها الساخطة ريثما انفردا لوحدهما في جناحها الصغير.. فتجاهلها وهو يتطلع حوله باعجاب وقدميه تتجول في انحاء غرفتها بوقاحة..
زمت شفتيها بغضب وهي تراه يمسك بالاوراق التي تخربش عليها، بقلم موهبتها، ابجدية احاسيسها وافكارها.. بالاوراق التي تحمل خطوط افراحها واحزنها..
ورغمًا عنها تسارعت نبضاتها بخوف شديد وهي تلمح عبوس حاجبيه..
“هل سيمزّق الاوراق؟”
تساءلت في ثنايا عقلها بتخفر.. ثم استرطت ريقها وقدماها الحافيتان تقتربان منه بهدوء لتحاول سحب الاوراق من بين قبضته فيضغط على يدها بعنف موجع بينما يلقي عليها نظرة ارعبتها..

– ماذا هناك؟
تساءلت خنساء بتلعثم فيعض شفته السفلى بقسوة، قائلا بشراسة:
– اشعار حب وهيام!!

اوجعتها فرقعة عظام يدها التي تقيّدها اصابعه الخشنة فهمست بخشونة:
– اتركني.. ماذا تريد ان تشوّه ايضًا من جسدي؟

تركها بعنفوان ليوصد باب غرفتها ويعود اليها ليدفع جسدها بحدة مباغتة على سريرها فتئن وهي تكبت صراخها عليه حتى لا يقلقا شقيقها ووالدتها.. الا انها لم تتحكم بلسانها الذي غمغم بحقد:
– همجي لعين!

وقبل ان توثب عن السرير كان يطوّق جسدها بجسده فيستشري الذعر في اوردتها وشرايينها توجسًا من هذا القرب الذي يفصل بينهما.. همس قسورة بخشونة ارعدت اوصالها:
– يا ابنة الفهدي لسانك احترميه ولا تدعيني اقطعه لك.. واخبريني لمن كل هذا الغزل الذي تدونيه في اشعارك؟

– لفارس احلامي.
اجابت بتحدي فيبتسم بلؤم قاسٍ ويميل عليها، متنشقًا رائحة شعرها الأسود الطويل المفروش على وسادتها البيضاء.. مررّ ابهامه بغلاظة على جرح خدّها فتنتفض ملسوعة من لمسته.. توسعت ابتسامته المتعجرفة اكثر قبل ان يدمدم بغرور:
– اذًا هذه الاشعار كلها لي؟

تأففت بكرهٍ وهي تحاول دفع صدره الذي يكبح تحركاتها فيكبّل ذراعيها الاثنتين بيد واحدة والاخرى تسترسل بتعرّفها على ملامح وجهها بفظاظة ووقاحة..
لهثت خنساء انفاسها بانهاك قبل ان تبثق كلماتها في وجهه باحتدام:
– لم تكن ولن تكون ابدًا فارس احلامي! انتَ مصيبة ابتليتُ بها!

تفاجأت من النظرات الباردة التي رمقها بها قبل ان يفلتها وينهض عنها لتفغر فاهها بصدمة وهي تراه يُمزّق كل الاوراق التي تصل اليها يداه بجنون.. كل شيء!
اقتربت منه لتسحب البقية من بين يديه فيدفعها ارضًا بوحشية وتتابع يداه تمزيق دلائل موهبتها الثمينة.. صاحت به ببكاء وهي تحس نفسها غير قادرة على الوقوف في وجهه.. لن تقدر عليه.. مهما حاولت يبقى اقوى منها:
– اتركهم.. سأشكوك لجدي.. اريد ان اتطلق منك!

رمى الاوراق عليها بغضب فيهتز جسدها وثغرها يُرنّم آهات موجوعة ومقهورة من افعاله.. رفعها بغلٍّ عن الارض حتى ما عادت قدميها تلمس الارض! ثم تمتم بجهامة:
– الحساب بيننا كلما يكبر اكثر.. لنرى من سيقف في وجهي حينما تصبحين في منزلي! اعدك يا خنساء ان القلم لن تلمسيه في بيتي.. احلامك حتى ستكون مستحيلة!

صمتت مبتلعة الاسهم التي ترغب ان ترشقه بهم.. ليس خوفًا منه ولكن لأن موقفها حاليًا لا يسمح لها ان تتحداه بما انه هو من امسكها حينما قررت الهروب..
افلتها فجأة بحدة مبالغ بها لتقع على الارض وتناظره بصدمة ووجع.. همّت ان تنهض ولكن وقوفه امامها كالجبل الشامخ وهو ينظر إليها باستصغار كان مؤلمًا ومذلًا للغاية لدرجة انها لم تتمكن من الوقوف..

****************
دلف الى منزله والعبوس يستوطن محياه بعد ان انتبه الى أصوات طفليه العالية.. قضم شفته السفلى بغضب ثم توجه نحو غرفتهما ليعقد حاجبيه وهو يرى ابنة عمه تلعب معهما.. ضاقت عيناه وهو ينتبه لكونها دون حجاب فأخفض عينيه وصاح:
– تستّري يا امرأة.

ارتبكت وهج ثم سرعان ما كانت تلّف حجابها حول شعرها.. لم تتجرأ وتنظر اليه بسبب الاحراج الذي اختلج روحها فسألها بضيق:
– اين آيات؟

– نائمة، لذلك انا مع الأولاد.
ردّت بهدوء ليقترب ابنه الأكبر أدهم الذي يبلغ السادسة من عمره ويقبّل يده بينما يهتف:
– السلام عليكم أبي.

ابتسم صفوان لطفله وردّ السلام عليه، قائلًا:
– وعليكم السلام يا رجلًا.. هل اعتنيتَ بوالدتك اليوم؟

– لا.. الخالة وهج هي من اعتنت بها.
اجاب الصغير ليهز صفوان رأسه ويردف:
– حسنٌ.. انتبه لصوتك العالٍ في المرة القادمة يا أدهم كي لا تضايق والدتك.

– حاضر أبي.
همس الصغير باحترام لتغمغم وهج بارتباك:
– سأذهب الى وهج.

اوقفها صفوان سريعًا بصوته الخشن:
– انتظري.. سأتحدث معكِ.

كادت ان ترد ولكنه ابنه الاصغر محمود قاطعها حينما تساءل:
– هل نخرج أبي؟

– لا.. ابقى انت وادهم هنا.. سنتحدث في الخارج.
قال صفوان لهما ثم تطلع اليها واستأنف:
– تعالي للخارج يا وهج.

تبعته بتوتر.. تعرف جيدًا ما الذي سيقوله فشقيقها ووالدها تكلّمها معها مساء البارحة.. داهمت الحمرة وجنتيها مع انها تعي وتدرك جيدًا سبب طلبه هذا.. ففي النهاية هي كأي امرأة في هذه القبيلة وربما تختلف عنهن فقط برقتها وحساسيتها المبالغ بهما..

توقفت قبالته بينما تنظر الى الأرض.. قلبها يخفق بشدّة من شدة توترها.. سمعت صوته يتوغل الى اذنيها هادئًا ولكنه قويًا ذو عنجهية تميّز رجال قبيلتها عن غيرهم:
– لقد اخبرني شقيقك انه تكلّم معكِ وانك تريدين التفكير.

هزّت رأسها بصمت فاسترسل:
– تعرفين سبب طلبي للزواج منكِ جيدًا.. لو ان آيات ليست مريضة وانت لستِ صديقتها لم أكن سأقدم على هذه الخطوة ابدًا!

هزّت رأسها مرة اخرى ودمدمت بخفوت:
– أعرف.

– جيد.
علّق صفوان ثم اضاف بجدية:
– آيات تعرف بهذا القرار وهي راضية عنه لأنها تثق بكِ.

– اذا وافقت على الزواج بك هل ستطلقني بعد ان تُشفى آيات باذن الله؟
سألته بنبرة خافتة فرفع عينيه اليها:
– هذا يتعلق بكِ.. ماذا تريدين انتِ؟

حكّت طرف شفتيها وغمغمت:
– بالتأكيد أريد الطلاق.. وخلال فترة زواجي بك اريد ان نبقى كما نحن الان.. فالزواج سببه مرض آيات لا شيء اخر.

– انا موافق.. وسأعتبر كلامك هذا انك موافقة على اتمام زواجك بي.
هتف لتومئ بخجل وتهمس:
– عن اذنك الان.

****************
كانت حسناء تبكي بجنون.. لا تريد ان تتزوج فلماذا يجبرونها؟ تمسّكت بجلباب والدتها وهتفت بنحيب يمزّق الافئدة:
– أمي ارجوكِ لا اريد ان اتزوج.. لا أريد اي رجل بعد زوجي المرحوم.. لن أتزوج أيهم ولو قتلني أبي!

ضمّتها أميرة ودموعها تسيل بغزارة حسرةً على طفلتها.. حاولت ان تقنعها فليست لها القدرة على تحدي زوجها واثناء قراره.. منذ ان عرفت حسناء بطلب أيهم ابن عمها للزواج بها وهي تكاد ان تفقد عقلها..
فُتح الباب فجأة لتضمها أميرة بقوة اكبر وتهمس بتعب:
– ارجوك يا صفوان لا تضغط على أختك الان.

هتف أدهم الذي لتوه دخل قبل ان يسمع رد ابنه على كلام زوجته:
– يا أم صفوان لا أريدك ان تتدخلي أكثر.. ابنتك لا زالت صغيرة واذا نفذنا رغباتها لن يتزوجها احد.. عليها ان تعرف انها ستتزوج ابن عمها أيهم شاءت أم أبت.

– لا أريده.. لا أريد اي رجل بعد أمين!
صاحت حسناء ببكاء ليزمجر صفوان بحدة:
– لا تصرخي بوجه أبي حتى لا أدفنك بأرضك! زوجك توفى وأيهم يريدك وستصبحين زوجته.

– هذا ظلم!
جهرت حسناء بغضب فتوغلها أمها بصدرها خوفًا عليها من غضب ابنها.. دمدمت أميرة ببكاء لا يختلف عن بكاء ابنتها:
– ستتزوجه وستفعل ما تريدون ولكن دعوها ترتاح الان.

حدج أدهم زوجته بنظرات غير راضية ثم قال بنبرة صارمة:
– أميرة أخرجي من الغرفة.. اذ كانت ابنتك لا تفهم بالهدوء فهناك طريقة أخرى لتفهم كما يجب.

– أبي!
همست حسناء باستنجاد جعله يلين فاستغفر الله بصوتٍ عالٍ وغمغم:
– أخرج يا صفوان وخذ معك والدتك.. سأتكلم مع شقيقتك.

استكان قلب أميرة المذعور على طفلتها بعد ان لمحت العطف والحنان يطوف في مقلتي زوجها فخرجت من الغرفة مع ابنها ليقترب أدهم من ابنته ويجلس بجانبها على سريرها ويدمدم:
– أنظري اليّ يا حسناء.

رفعت حسناء حدقتيها الشجيتين لوالدها فيردف بتعبٍ:
– لا تتعبيني وتجعليني أقسو عليكِ.. مكانتك في قلبي لم يصلها احد غيركِ.. زواجك سيتم لأجلك قبل اي شيء اخر.. انتِ صغيرة يا حسناء.. ليس ذنبك ان زوجك توفى وانتِ في هذا العمر.. هذا قدرك واحمدي الله على كل حال.

– الحمد لله على كل حال.
همست حسناء بخورٍ ليبتسم أدهم بحنو ويقبّل رأسها ثم يسترسل:
– منذ سنة وانتِ تبكين على فراقه.. لم تعدي انتِ نفسك يا حسناء.. وانا لن أرضى ان تبقي داخل هذه القوقعة التي تحيطين نفسك بها.. لا زلتِ في التاسعة عشر من عمرك أي أمامك حياة طويلة باذن الله.. ولن أرضى ان تقضي عمرك هكذا.. ستتزوجين أيهم ابن عمك فهو من طلب يدك.. أيهم رجل يحمد به الكبير والصغير.. يكفي أنه شقيق قسورة.

لم تنبس حسناء ببنت شفّة ليتنهد أدهم ويتابع:
– حفل زواجك به سيكون بعد زفاف قسورة وخنساء بأسبوعين.

– هل سأتزوجه حقًا؟ هل سأتزوج رجلًا غير أمين؟!
تساءلت حسناء بنبرة واهية تدمي القلوب فزفر أدهم وهتف بضيق تغلغل روحه:
– أجل يا حسناء الزواج سيتم.. هذا قرار والدي أيضًا.. لا أريد أن ازيدك وجعًا فوق وجعك فوافقي بهدوء وتقبّلي حياتك الجديدة مع أيهم.

– أنا موافقة!
غمغمت بشحوب وهي تحيط نفسها بيديها لتوغل بعض الطمأنينة بقلبها.. دموعها تلبّدت ووجدانها تحطّم.. غُمامة ذكرياتها بزوجها المرحوم لا تزال تُطاردها وتُنخر عظامها وتُفتِّت بقاياها..

كان اخر ما حدث قبل ان تدّس نفسها قسرًا الى ديمومة النوم هو قبلة ناعمة من قبل والدها وضعت على جبينها.. ثم هربت الى احلامها بزوجها المرحوم وكوابيسها بإبن عمها أيهم الذي سيصبح زوجها..

****************
الغبطة تسري في كل خلية نابضة في جسدها.. ستخطب وستتزوج من اكثر الرجال طيبةً.. تكاد لا تصدق فرحتها.. بخجل شديد تتطلع الى الآساور الذهبية المرصعة بحبوب الماس صغيرة التي تمسكهن زوجة عمها، وام خطيبها وزوجها بعد يومين..
سألتها خديجة، ام خطيبها والتي تكون زوجة عمها اذ نالوا الآساور على اعجابها فاومأت موافقة قبل ان تعقد حاجبيها بتفاجؤ وقلق من صوت اقدام الخيول التي تدنو من الدكان الذي هي به..

نظرت ياقوت الى والدتها وزوجة عمها بقلق ليبدو عليهما البرود والهدوء، وكأنهما معتادتان على هذه الجلجلة التي تُنبيء بقيام معركة بعد قليل..
زفرت انفاسًا مشبعة بخوفها وهي تلوم نفسها لانها لم ترضى ان يرافقهن احمد الى السوق الذي بجوار قبيلتهن، كي يراها فقط بعد الزواج..

وفجأة.. تعالت صرختها المفزوعة حالما هاجم بعض الرجال الملثمين على متجر الذهب التي هي به.. تراجعت متعثرة بجلبابها الطويل الى الخلف وهي تحدق بالرجل المخيف الذي تقدم ليقف قبالتها..
اختبأت وراء والدتها التي رفعت ذراعيها لتمنع الرجال من الوصول اليها..
تقدم صاحب المتجر ليتساءل بخوف وهو يزدرد ريقه:
– من انتم؟ وماذا تريدون؟

لم يرد عليه اي شخص.. دام الصمت طويلًا عدا عن بكاءها المذعور.. وارتدت الى الوراء بحركة مفزوعة ما ان دفع احد الرجال امها الى الجانب لتجذبها يد بقسوة فترتطم بجسد اثار قشعريرة اشمئزاز في جسدها.. صرخت وهي تقاوم اليد التي امسكتها.. نادت على امها وزوجة عمها باستنجاد، ترجوهما بعدم تركها تغادر برفقته.. وحاولتا دون فائدة.. فرجاله يقفون امامهما كحاجز.. لم يتدخل اي شخص.. تركوه يأخذها.. وضعها على حصانه وهي تقاوم وتقاوم دون ان تقدر على تحرير نفسها من بين براثنه..

رفع لجام الحصان ثم بقوة ضربه ليعدو الحصان بسرعة وهي تبكي بل تصرخ بمرارة مذعورة.. ارعدت جسدها ذراعه التي تحيط بخصرها.. لا تريده ان يلمسها.. لا يحق له..
بكت بلا حول ووبلا قوة والرياح تعبث بنقابها وجلبابها.. لا تدري كم مرّ من الوقت قبل ان تشعر بيده ترفع نقابها بخشونة بينما الاخرى ممسكة بلجام الحصان.. وشهقت بخوف وهي تحاول تغطية وجهها عن عينيه الثاقبتين..
وفقًا لعادات قبيلتها ممنوع ان يرى وجهها الا افراد قبيلتها.. الاناث تكتفي بوضع الحجاب امام الرجال.. ولكنه ليس من قبيلتها بل هو من تجرأ وخطفها!!

حاربت بضراوة ذراعه الحرة التي تحاول تثبيت يديها.. وما ان همّت بالتحرر منه كان يخفف من سرعة الحصان لترى رجلين يفتحان بوابة خشبية ضخمة.. فأدركت بكل بساطة انها ولجت الى قبيلة اخرى.. وربما تكون هذه القبيلة احدى اعداء قبيلتها.. سار بها بين البيوت.. على حصانه.. واخيرًا توقف امام قصر كبير يقف على عتبة بابه الكبير عجوز مخيف والعديد من الرجال يقفون وراءه..

لم تعرف الى من تلجأ.. بمن تحتمي.. شعرت به ينزلها عن الحصان بعد ان نزل قبلها.. فاستفحلت الشرارة في سائر خلايا جسدها.. كان العجوز ينظر اليها بتشفي وبحقد.. وكأنه سعيد بجعلها رهينة بين ايديهم..
سمعت صوت الرجل الذي اختطفها يتعالى ضخمًا خشنًا ومخيفًا فتقوقعت على نفسها بحركة لا ارادية..
– احضرت لك يا جدي حفيدة الفهدي.. تمّ ما امرتَ به يا ابا مالك العرّابي.. الزواج سيتم.

ما ان سمعت الكلمة الاخيرة كاد قلبها ان يوثب من مكانه.. زواج!! وحب طفولتها ورجل احلامها؟! بعد يومين سيُعقد قرآنها عليه..
تلفتت حولها بضياع.. برعب.. ستهرب.. الموت ارحم لها من ان تكون امرأة لرجل غير احمد الفهدي.. فارسها الذي يكون اشهم الرجال واطيبهم.. من تحسدها كل فتيات عائلتها لحبه لها..

وقبل ان تتحرك خطوة واحدة كانت يده تقبض على معصمها بقساوة ليضعها جانبه.. هزت رأسها بذعر يشي عن مدى فجاعة ما تعانيه وهي تسمع الجد يهتف بكل سرور:
– سلّمها لوالدتك لتقوم النساء بتجهيزها لك.. هي لك يا فخر القبائل!

– هي لي منذ ان امرتني باختطافها.
قال بهدوء بارد لتصرخ مفزوعة برفضها.. هي ليست لأي احد.. لن تكون الا لأحمد:
– لا… لا… اتركني!

استفزه صراخها امام كل هؤلاء الرجال فوضع يده على فمها ليردع صرخاتها من الانبلاج..
كانت تقاوم بكل ما اوتيت بها من قوة.. تقفز وتنزل على الارض، محاولة التملص من بين قبضته.. ولكنها لم تقدر ابدًا وذراعه تطوّق جسدها كالاصفاد الصلدة..
بكت كما لم تبكي يومًا.. عبراتها وشمت على وجهها حكاية شجية قادمة ستكون بطلتها هي..

لم يبقى شخص من عائلتها ولم تناجيه.. هي ابنة قبيلة الفهدي.. ستُبتر الرقاب لآجلها.. لن يسكت اي احد من عائلتها على ما حدث..
اغمضت عينيها والاحساس بالذل والمهانة يتشعشع في روحها دون ادنى رحمة.. القاها بكل عنفوان على الارض الخشبية..
رفعت رأسها ودموعها لا تزال تسيل على وجنتيها.. رآت العديد من النساء.. واغلبيتهن ترتسم على وجوههن تعابير الشفقة.. هي يُشفق عليها؟!!! هي ياقوت الفهدي!

عضت شفتها السفلى بقسوة حتى تذوق لسانها طعم الصدأ اللزج فلم يفاقم ذلك الا من غلّها وكرهها لكل افراد هذه القبيلة.. احست بيد ترفعها عن الارض بنعومة فوقفت ليقابلها وجه فتاة تماثلها في العمر ربما..
لم تبالي بالتمعن بوجهها وهي تسمع صوته وهو يكلّم والدته الهادئة..

– امي الشيخ سيأتي بعد ساعتين.. احرصي على تجهزيها بنفسك.. اما بالنسبة للامور الاخرى فعمّاتي وشقيقاتي هن من سيتكلفن بهم.. والجميع يعرف ما عليه فعله.
هتف بجدية لترد هي بقهر وبصوت حاد:
– لن اتزوجك.. انا بعد يومين يجب ان يتم زواجي من ابن عمي احمد.

تجاهلها تمامًا لتحاول ان تركض وراءه وهي تراه يخرج عكس كيفما دخل.. ولكن فتيات عائلته التفوا حولها كما يلتف الكفن بالميت لكي يمنعنها من الهروب!

****************
وصل خبر ما حدث الى قبيلة الفهدي.. هرولت أم ياقوت باكية الى منزل حماها تبكي وتصيح ان ابنتها أُختطفت.. لقد أختطفوها أمام حدقتيها بكل سهولة.. تجمهر الرجال فصاح عبد الله بحدة:
– اين الفتاة يا أم معتصم؟ من اختطفها وما هذا الجنون؟

– ياقوت.. ياقوت.
هدرت سماح أم ياقوت بجنون ليهتف الجد بغضبٍ ووعيد:
– ليس الا هم.. ليس الا هم!

– هل تقصد قبيلة العرّابي؟
تساءل شقيقها معتصم باحتدام ليومئ الجد بانهيار:
– بالتأكيد هم واذ لم تكن قبيلة العرّابي السبب فبالتأكيد قبيلة الشهداوي.

دخل أحمد راكضًا بعد ان وصله الخبر من أمه وهدر بقهرٍ:
– خطيبتي يا جدي.. خطيبتي ياقوت.. لن أرضى على اي رجل في هذه القبيلة ان تغفو عينه قبل أن نعيدها.. لا يهمني الثأر او غيره.. خطيبتي يجب ان تعود.. بعد يومين عقد قرأننا.

– أين قسورة؟
تساءل الجد بتعبٍ ليرد عبد الله:
– ألم تبعث قسورة بمهمة تجارية الى قبيلة أخرى؟

ضرب الجد عصاه بالأرض وهو يكاد أن ينهار.. قسورة ليس هنا وهو يتكئ عليه ويناقشه بمثل هذه الأمور الخطيرة.. هو الوحيد الذي سيستطيع ان يتفق معه ويتفاهما كيف سيعيدان ياقوت من أي قبيلة سواء كانت بقبيلة العرّابي أو الشهداوي.. ولكنه ليس موجودًا!..

****************
رشقت نفسها بنظرات حاقدة موجوعة وهي تطالع انعكاسها في المرآة ذات الاطار الخشبي.. ترتدي الفستان الابيض لرجل غيره.. لاحد اعداء قبيلتها.. الزينة تغطي وجهها.. وهي تكره ان تضع الزينة.. تكرهها بشدة.. وشعرها الكستنائي الذي اخبرها احمد كم يتمنى ان يراه سيراه غيره.. ولن يتمكن من رؤيته في يوم من الايام!!

تركوها لوحدها، تنعي حظها.. ترثي نفسها.. تندب هي وقلبها.. تركوها تجوف في نهر الاحزان.. لم تبكي لأن عليها ان تبدو قوية امامه.. فهي في النهاية واحدة من اناث قبيلة الفهدي المعروفات بقوتهن وجبروتهن..
تدعو الله ان يحدث اي شيء ولا تصبح زوجة هذا الغريب الذي خطفها.. هذه القبيلة كلها غريبة عليها.. لا عاداتها نفس عادات قبيلتها.. ولا اسلوب افرادها مثل اسلوب قبيلتها..

اضطربت خفقاتها حتى كادت ان تبكي وان ترمي بعهدها لذاتها على جدار الكذب والخذلان فور ان سمعت قفل الباب الخشبي الذي يرتفع الى الاعلى.. دخلت والدته لتواجهها بثبات.. بشموخ جاهدت على ترسيخه.. لم تأبه بكونها تماثل امها سنًا.. لم تأبه بكونها كبيرة وعليها على الاقل ان تبدو مهذبة..
واضطربت وتخبطت اعصابها ما ان تقدمت منها والدته لتقف قبالتها قبل ان تنزل طرحتها البيضاء الشفافة على وجهها..

ازدردت ياقوت ريقها بينما تسمع والدته تغمغم بنعومة وكأنها لا تدري انها مغصوبة على هذا الزواج!
– منذ الان ستنادينني أمي.. واذا لم ترغبي بذلك بامكانك مناداتي بخالتي هدية.

– لا اريد ان اتزوجه.
همست ياقوت بنبرة مخنوقة ودمعة قاسية تنزلق على خدّها فتلسعه حرارتها.. ثم اضافت وهي تتلقى الصمت من والدته:
– انا مخطوبة.. واحب خطيبي.

شهقت فجأة ووالدته تضع كفها على فمها تمنع كلماتها من الخروج بينما تحذّرها بهمس جاد:
– اياك! اياك ان تتفوهي امام اي شخص هنا بما تنطقين به الان.. لن يرحموك.. لا تستفزي ساري فترين قسوته.. هنا الرجال لا يعرفون معنى الرحمة.. لن يكترثوا بكونك انثى ناعمة!

توسعت عيناها برعبٍ فاسترسلت والدته بتوتر:
– الرجال ينتظرون.. الزواج سيتم الان.. و…

– وماذا؟
سألتها ياقوت بقلب يكاد يوثب من صدرها فتمتمت هدية بخوف:
– وسيتم التأكد بعد الزفاف مباشرةً من كونك عذراء!

شحبت.. شحبت برعب حقيقي وتقلصت معدتها بوجع لا يطاق.. كيف تهرب؟! تطلعت حولها بذعر وهي تتقصى عن شيء او لا شيء! همست بأسمه مرة اخرى.. ترجو الله قبله هو ان يحميها.. لا تريد ان تصبح زوجته.. لا تتحمل..
لم تشعر بذراع والدته التي التفت حولها.. لم تشعر بالدقات والاصوات التي تطالبهما بالخروج لان المأذون ينتظرها.. كادت تفقد وعيها حرفيًا.. كادت تختنق.. وكم تمنت ان تموت في هذه اللحظة!

تطلعت الى السيدة المتوترة والخائفة لتعانقها برعب وتهتف برجاء:
– خالتي دعيني اهرب.. ارجوك! انا.. انا لن اقدر على الزواج به.. الموت ارحم لي.

– سيقتلونني! كلمة اي رجل هنا لا تتجرأ اي امرأة على مخالفتها والا تدري اي عقاب ستنال.. لذلك ارجوك اذا كنتِ تودين العيش بسلام لا تعارضي.. ولله انا رغم سنوات عمري الخمسين ارتعب منهم جميعًا!
همست هدية وكأنها بهذا الكلام ستخمد مقاومتها بدلًا ان تهيجها.. هزت ياقوت رأسها بحركة هستيرية ثم بعنفوان ابتعدت لتفتح الباب الذي اوصدته هدية فيقابلها وجه الفتاة الناعمة وثلاثة نساء..

– ابتعدن!
صرخت في وجوههن ليجفلن للحظة قبل ان يستمعوا الى صوت طفل صغير يخبرهم ان ساري سيدخل.. التفتت بحركة تلقائية الى الوراء لتهز والدته رأسها بقلة حيلة فتطئطئ ياقوت والصداع يحتد برأسها ناهشًا كل عظمة في جسدها..

لم تتطلع اليه.. تخشى ان ترى ملامحه القاسية فتبكي امامه فيعرف انها ترتعد كورقة بالية.. وقف امامها لتتراجع عدة خطوات الى الوراء حتى انها دخلت الغرفة التي كانت بها..

– هيّا وافقي.. الرجال في الخارج ينتظرون.
هتف بصوت خشن وهو يقترب أكثر منها.. فما كان منها الا ان تبتعد اكثر فتتعثر قدميها ببعضهما..

– قولي انك موافقة بصوتٍ عالٍ يا ياقوت.
كرّر وقد نفذ صبره لتهز رأسها بلا وهي تقول بصوت مخنوق:
– لا اريدك!

سمعت تمتمته الغاضبة وكأنه يجاهد على عدم اعطاءها رد فعل يؤذيها..
– انت مضطرة ان توافقي والان.. ان تتزوجيني الان ارحم لك من لاحقًا.. امني بذلك.

– انتظر ساري.. ستوافق.
همست والدته بتوتر فتطلع ساري الى ياقوت التي ترتجف.. مدّت هدية يدها لياقوت وهي ترجوها بكلمات مبهمة ان توافق.. ولكنها لا تريد.. لا تريده.. والافظع انها لن تقدر على الهروب.. ضغطت ياقوت على يد هدية ورفعت رأسها بتحدي فرفع ساري يده وكأنه سيصفعها فتصيح بموافقتها ثم تبتعد متقهقرة الى الوراء..

لم يبالي بابتعادها عنه ليقترب منها ويلتقط يديها الاثنتين بيد واحدة فتنظر اليه بعينين متوجستين ووجه شاحب.. وبالاخرى رفع طرحتها البيضاء لتزغرد والدته وعماته الحاضرات..
تطلعت بخوف الى عبوسه ونظراته التي لم تفهمها قبل ان تشعر بقسوة ضغطه على يدها اليمنى.. تلقائيًا نظرت الى يدها وخاصةً الى الخاتم الذهبي الذي يلتف حول بنصرها منذ سنة تقريبًا.. منذ ان طلب احمد من خنساء ان تعطيه لها لترتديه..

رفعت عينيها بتحد اليه فيضغط اكثر حتى صرخت بوجع وسط صمت الجميع.. وبلمحة خاطفة كان يخرج الخاتم من بنصرها ويلقيه باشمئزاز على الارض حتى هز اعماقها صوت ارتطامه بالارض..
حاولت ان تحرّر يديها من أسره وهي تصرخ به ان يتركها.. بكت دون ان تقدر على كبت دموعها المرتعبة وهي تحاول دفعه.. سال الكحل الاسود على وجهها ملطخًا خديها الاحمرين بخيوط سوداء..

– اخرجي امي لو سمحتِ.
هدر باحتدام لتزداد مقاومتها له، رافضة كليًا فكرة بقائها معه في غرفة واحدة.. ولوحدهما..

– آه!
صرخت بوجع ما ان دفعها على الارض.. وشهقت بمرارة علقمها كالسرطان وهو يقبل عليها بجسده ليرفعها من ذراعها بيده بغضب وهسيس انفاسه يضرب اذنها فتحتد خفقاتها وثبًا..
هتف وهو يمسك يدها اليسرى بعد ان اخرج خاتم الزواج من جيبه ليضعه في بنصرها:
– منذ الان انت تنتمين لي.. لعائلة العرّابي.. لقبيلتنا.. قبيلة الفهدي لا اريد ان اسمعك تنسبين نفسك اليها والا…

– لا تهدد.
زمجرت بعصبية وهي تضربه بيدها الحرة على صدره فلا تهزه قيد انملة.. ثم استأنفت بثوران وعبراتها تنهمر وتنهمر دون توقف ودون اكتفاء:
– انا اكرهك.. لا اطيقك.. انا من عائلة الفهدي.. انتمي لقبيلتي التي ولدت بها.. وخطيبي وزوجي هو..

قاطعها، ضاغطًا بغلٍ على فمها.. فتقاوم ذراعه بوهن.. لم يتبقى بها طاقة.. احداث اليوم انهكت كل خلية نابضة الى الان في جسدها.. والان هو وعائلته وتأثيرهم عليها؟! ارتخت بين يديه ليبعد يده عن فمها ويقول:
– لم ننتهي بعد يا ياقوت.. لا زلنا لم ننتهي.. بعد انتهاء الزفاف سننقابل.. واريدك ان تكوني هادئة مع النساء وتتقبلين التهنيئات بابتسامة.. هل فهمتِ؟

– لا.
اجابت باكية وهي تهز رأسها برفض ليزفر انفاسًا متوقدة بلهب الغضب ويهدر وهو يكز على اسنانه:
– بل فهمتِ.. خبر زواجي بك سيصل بعد دقائق معدودة لقبيلة الفهدي.. وانا متشوق جدًا لأعرف رد فعلهم.

– سيقتلونك وانا لن اقرأ عليك حتى الفاتحة!
جهرت باحتدام ليبتسم باستهزاء ويبتعد عنها هاتفًا:
– احلامك واسعة كخيال الفهداويات حقًا.. ولكن هنا سنعيدك نحن الى ارض الواقع لتعرفي كيف هي الحياة الواقعية حقًا.

ثم بخطوات باردة خرج من الغرفة لتخور قواها وتجلس على الارض، تنشج بصوت يقطع نياط القلوب.. هرعت والدته اليها لتنهضها عن الارض فتشبثت بجلبابها ويحرّر ثغرها آهات ترحة.. همست ياقوت بانهيار:
– اكرهه.. ليته يموت.. ليته يموت.

– كفى!
هتفت امه ولم يهون عليها ان تسمع دعواتها على ابنها.. فابتعدت عنها ياقوت بحركة انفعالية وهي تستوعب ببطء بحضن من كانت..
اقتربت واحدة من النساء لتعدّل لها زينتها فأبعدت يدها باشمئزاز وهتفت:
– لن اضع اي زينة.. انا اقرف منها.

تطلعت النساء الى بعضهن لتغمغم شقيقته عائشة:
– دعوها تفعل ما تشاء.. هذا عرسها هي.

حدجتها احدى النساء بنظرة غاضبة لتقول عائشة بتوسل:
– عمتي رجاء ارجوكِ يجب ان نخرج.. الضيوف بانتظارنا.

تبرطمت العمة رجاء قبل ان تخرج بضيق..
بعد ان ساعدت عائشة ياقوت بغسل وجهها خرجتا لتجلس ياقوت دون اي تعبير على مقعد مُزيّن خصيصًا لأجلها كونها العروس.. تبادلت النسوة الكلمات الممتعضة بينما يرمقن العروس باستهجان!

جاهدت ياقوت على توطيد تماسكها حينما دنت منها واحدة من بنات اعمام ساري.. بادلتها ياقوت النظر بجمود لتتمتم الفتاة بضيق:
– لستِ جميلة.. اي عروس تخرج بمظهرك المشعث هذا؟!

ثم اضافت وهي تسحبها من يدها لتوقفها:
– وفقًا لتقاليد قبيلتنا عليكِ تقبيل يد جدتي ويد ام زوجك بعد دخولك.. لذا اذهبي وافعلي ما عليكِ فعله.

ترددت بخوف.. هل تقاومهن الان وهي وحدها! قبيلة كاملة.. ابتلعت ريقها وهي تستمع الى تهاليل النساء وهن يرقصن ثم بخطوات متعثرة بفستانها الثقيل سارت برفقة الفتاة..
توقفت قبالة الجدة قبل ان يستشري الاحساس بالذل والجدة ترفع يدها لها باستهزاء.. ازدردت ريقها مرة اخرى.. ولكن مع احساس مفعم بالمرارة.. مع غصة خانقة تخدش الحلق بلا رحمة..

لم تقبّل يدها بل بالكاد سمحت ليدها بلمس شفتيها الحمراوتين قبل ان تفعل ما فعلته تمامًا مع والدة ساري والتي تبدو رحمةً لها امام هذه الجدة التي تغلف ملامحها القسوة والجبروت..

عادت الى مكانها وهي تسمع بتشوش اصوات الطبول التي تُدق في الساحة الخارجية.. اصوات طبول وضربات تضرب بالخشب ربما.. وايقنت انهم يدبكون بانتصار وهي.. وهي تموت ببطء!..
وفجأة ران الصمت التام وصوت طلقات نارية يدوي صاخبًا مرعبًا.. وكم تمنت ان يكونوا اصحاب هذه الطلقات النارية افراد قبيلتها.. حاولت ان ترى ما يحدث من النوافذ الزجاجية ولكن التفاف بعض النساء حولها وكأنهن يخبرنها بكل صراحة “مصيرك هنا.. هذا مكانك بعد الان!” ردع كل محاولة منها لتأكيد امنياتها وظنونها..

وبالفعل لم تخطأ وفي الخارج توافد رجال قبيلة الفهدي والغضب يعمي بصيرتهم..
توقفت الطبول ووقف الرجال بكل تحدي امام رجال قبيلة الفهدي.. فصاح جد ياقوت بعصبية:
– اين انت يا فواز؟

– امامك يا ابن الخال.
ردّ فواز بقوة وهو يقف في المقدمة.. ثم اضاف بابتسامة ملتوية:
– اما تحضر زفاف حفيدتك من حفيدي بصمت او تغادر بصمت.. والا تعرف ما الذي سيحدث يا كريم.

– اعد اليّ حفيدتي.. والا اعدك ان تشهد عينيك بنفسك الان مزجرة دماء.
زمجر الجد كريم بضراوة وهو يضرب بعكازه الخشبية على الارض فيهتف فواز ببرود:
– حفيدتك امرأة حفيدي.. هي الان تنتمي لقبيلة العرّابي.

– عليه ان يطلّقها.
كان الصوت الذي يحترق قهرًا هو من صاح بهذه الكلمات.. فتقدم ساري ليقف بجانب جده ويقول بقوة:
– لن اطلّقها ما دمت على قيد الحياة.. فلا تتدخل يا احمد وابقى بعيدًا.

– بل ستطلّقها وسأتزوجها انا.
هدر احمد بعصبية وهو يقترب بسرعة ليلكم ساري على وجهه.. وهنا فارت الدماء بغلٍّ والرجال يتعاركون..

– دعه يطلّقها.
هتف كريم بتحذير وهو يواجه فواز بعنفوان.. فاقترب فواز اكثر باستفزاز ودمدم بجمود:
– بعد ان تنجب طفلًا قد اسمح لحفيدي بتحريرها من ذمته.

– فواز..!
صرّخ كريم باحتدام.. وانهارت مع صرخته حصون ثبات ياقوت لتقف بعصبية وتقول:
– سأخرج.. يجب ان اخرج.. ابتعدن عن طريقي.

ضربت الجدة بكفها على المقعد الضخم التي تجلس عليه وهتفت بغضب:
– ابقي مكانك يا فهداوية ولا تثيري اعصابي.

لم تأبه ياقوت بتهديدها لتدفع الفتاة التي وقفت امامها بحدة وتخرج راكضة بعد ان انزلت على وجهها طرحتها البيضاء.. اضطربت وتقلقلت قوتها وهي تبصر بعدد الرجال الذين يتشاجرون.. تصببت دموعها بغزارة وهي ترى رجلها وحبيبها يتشاجر بضراوة مع من اصبح زوجها.. همست اسمه بثقل وهي تقترب منهما.. ابجدية اسمه كانت كالملح تهطر على جروح قلبها فتلسعها بقسوة.. بكت وهي تُردد اسمه وتقترب.. وكان اول من انتبه لها احد الصغار ليصرخ باستنكار:
– العروس هنا.. العروس هنا.. ودون حجاب!

تدريجيًا هدأت الضوضاء لتطالعها الانظار قبل ان تشعر بصوت جهوري يطلب من الرجال ان يخفضوا رؤوسهم.. توترت اكثر حالما اقترب منها جدها ووالدها لتحاول ان تركض اليهما فتمنعها يد قاسية جذبتها عنوةً الى صدر من صخر..
ارادت ان تصرخ.. ان تركض الى والدها فتتشبث به وترجوه بالحماية.. ارادت ان تقبل يد وقدم جدها كي لا يخرج من هنا دون ان تكون هي معه.. ارادت ان تهفو الى خليل القلب فتتوسله بالنظرات ان يحرّرها من ذمة الرجل الذي تزوجته قسرًا.. ارادت وارادت.. ولكن الضغط الذي احرق جسدها بنار الاشمئزاز والنفور ردعها حتى من مجرد التفكير بشيء غير التحرر من هذه القيود الفولاذية..

– ابي..
صرخت ياقوت برعبٍ وساري يسحبها بقوة الى جناحهما في منزل والديه.. قاومته بتخبط.. بجنون.. بكل قواها.. فما كان منه الا ان يحملها ويقول بهسيس مرعب:
– سألقنك درسًا سيُحفر في عقلك طالما حييتِ.

شهقت دون ان تقدر على تحمل المزيد وهو يرفع لها طرحتها بعنف حتى تمزق البعض منها بعد ان دخلا الى الجناح.. ارتجفت كريشة هشة وهو يقترب منها بعاصفة اشبه بعاصفة رملية تشتت حتى الانظار!
امسك ذراعيها بخشونة لتهز رأسها يمنةً ويسرة والذعر يتفشى في خلاياها، كابحًا كل محاولاتها حتى بالتفكير..

– انا.. انا..
همست بانهاك ليقول بصوت اجش بعثر ما تبقى منها على كتاب عنوانه “حياتك كالسراب”:
– ابكي.. اصرخي.. لان هكذا ستثبتين انك اصبحتِ زوجة ساري العرّابي قولًا وفعلًا.. اصرخي يا ياقوت.

وبالفعل صرخت.. ووصل الصوت الى الاسفل حيث تقبع النساء.. والى الساحة حيث يقبع الرجال ولا زال ما حدث مطبوعًا في دفاتر العقل وكأنه أُلصقَ تمامًا.. وجاءهم الصراخ الان لتتفرقع الافكار المتوجسة في العقل كما تتفرقع المفرقعات النارية.. وتأكيدًا على الافكار التي اخذت تنهش العقول هتف فواز بابتسامة ماكرة:
– الفتاة اصبحت فعليًا امرأة ساري العرّابي.. واذا أردتم التأكد بامكانكم التأكد حتى يخرج ساري ومعه دليل عذريتها.

لم يتحمل احمد ما يقال عن من كانت ستصبح زوجته.. لم يتحمل فكرة انها صارت لغيره.. امتلكها رجل غيره.. عروس احلامه لم تعد له.. ويسألونه عن قهر الرجال وهو لم يجرّبه الا الان.. جمر يكوي الاحشاء.. نار قائظة تسري في دمائه فتهيجه وتحثه على ارتكاب الجرائم والقتل بافظع الصور.. هي الحبيبة.. من تمناها طيلة حياته.. منذ ان كانت تلهو في ضواحي قبيلتهما وهي طفلة في الخامسة من عمرها.. منذ ان كانت تختبئ بقميصه خوفًا من عقاب شقيقها ووالدها لانها تخرج دون حجاب..

امتطى حصانه محاولًا قدر الامكان ان يصم اذنيه فلا يسمع الصراخ الذي فتّت عظام رجولته.. ثم بانفعال مشاعره غادر تاركًا وراءه قلب انثى يذوب من شدة حرارة النار التي تحرقه.. ودموع حفرت على الخدّين كلمات لن يفهم معناها الا من هو سببها..

——————–
يتبع..
تفاعلوا حتى أستمر..

رأيكم يهمني؟
في الشخصيات والأحداث…؟

قراءة ممتعة..
مع حبي:
أسيل الباش
مدام زهرة غير متواجد حالياً  
قديم ,   #3
معلومات العضو
مدام زهرة
ღ صاحبه بيت ღ
 
رقم العضوية : 281
☂ تاريخ التسجيل : Jan 2017
عدد المواضيع :
عدد الردود :
مجموع المشاركات : 5,199
النقاط : 1035
مدام زهرة لديها الكثير لتفخر به مدام زهرة لديها الكثير لتفخر به مدام زهرة لديها الكثير لتفخر به مدام زهرة لديها الكثير لتفخر به مدام زهرة لديها الكثير لتفخر به مدام زهرة لديها الكثير لتفخر به مدام زهرة لديها الكثير لتفخر به مدام زهرة لديها الكثير لتفخر به
افتراضي رد: رواية ابرياء حتى تثبت ادانتهم .. للكاتبة ( حلم يعانق السماء )

هي ليست بذلك الثقل ،، اذن لم لا يستطعن حملها ؟!
هل باتت سمينة الى هذه الدرجة ؟!
أم انهن لا يمتلكن القوة الكافية لحمل فتاة لا تستطع مساعدة نفسها قليلا ؛


لحظة .. ما هذا !
كيف رفعت فجأة بهذه الخفة ،، إذن لقد استمدوا القوة و نجحوا في حملها !
لا .. يبدو ان من حملها هو شخص واحد .. و كبيـر !!

فما تشعر به هو ذراعان قوية احداهما تحت ركبتيها و الاخرى خلف ظهرها !
تجمـد الشعور عندها و كانت على وشك الاغماء مرة اخرة عندما سمعت صوته الرجولي و هو يصرخ بإخته الصغرى : ميييس بســرعة فتحيلي باب الغرفة !!



اصابتها رعشة مستميتة وهي تقلص جسدها على قدر المستطاع ،، كيف أتى ؟!
ومن سمح له بالتجاوز لهذه الدرجة ؟!
من سمح له بحملها ؟!
الحقييييير ،، استغل الموقف !

فجأة شعرت بجسدها يهدأ على مفرش ناعم ،، تداخلت الاصوات من جديد و هي استسلمت لنفس اليدين التي بدأت هذه المرة تعديل وضعيتها على السرير
شعرت بـ قوة كهربائية تسري في شرايينها إثر ما سمعته من كلام حولها " خلـــص عمر يوم هاهية اطلع ،، هسة بلكت " عسى " نقعدها و ننطيها شوية مي و شكر " سكر "



عمـــر ؟!
بالتأكيـد إنه عمر ،، لكنها لم ترد ان تصدق ما تفكر به ،، وهاهي الآن عليها ان تتعايش مع الوضع ؛
وصل سمعها صوته البآرد وهو يقول بشدة : طبعا رح تتخربط اذا صارلها 3 ايام كلشي مماكله ولا شاربه ،، حتى علي هم احسن على الاقل حط له لقمه بحلكه " فمه "




لتقل والدته من جديد و لم يخفى عنها اوردة ولدها التي برزت في عنقه المتضرج بالإحمرار : كافي يوم لتصير عصبي ولتلومها ،، شتريدها تسوي ؟ اخوها و كتلوه قدام عينها شلون تريدها تاكل ، ياللا اطلـ ـ ـ...!



قاطعها بنفس الحدة و هو يتحرك بغرفة والدها نحو الثلاجة الصغيرة و كأنه على ثقة بإنه سيجد ظالته هنا : هسة " الآن " انطيها مغذي و اطلع !



والدته استنكرت وهي تنقل نظراتها لهذه الممدة على السرير بجانبها احدى عماتها التي قالت برفض : وانت تعرف تحط لها مغذي ؟ .. روح صيح " نادي " أبو عمار جوارينكم هوه مضمد " معاون طبيب " و يعرف !



زفر بغضب و قال من غير ان ينقل نظراته لها .. كان مشغول بتحضير المغذي : اني دارس 4 سنين طب و اعرف شدا اسوي !!




تغضن جبين العمة بإنزعاج حقيقي و تمتمت بكلام غير مسموع سوى لتلك الممدة بالقرب منها والتي مازالت جملته ترن في عقلها !

اذن حتى الان يهتم لإمرها هذا الـ " عمر " ..!
حتى انه يتابع ادق اخبارها ،، كم تكرهه .. !
ولـكن لحظة ...
ماذا تقصد والدته بقولها " اخوها " ،، يا الهي .. رحمتك ،، هل ذاكرتها تخبرها الحقيقة ام ماذا..؟!




بحركات سريعة استطاع عمر تحضير كل شئ بتمرس و مهارة بسيطة ،،
كان يشعر بقلبه يكاد ان ينفجر من شدة التوتر و الرعب عليها !
لم ينفك ان يقلق بعد ان سمع صرخة والدته في الهاتف مستنجدة به بعد ان رأتها تسقط امامها بكل ارهاق !

و بإعتباره اقرب صـديق لعلي ،، و اخ كبير لمصطفى " المرحوم " فكان معتادا على الدخول لهذا المنزل سابقا
فلم يجد صعوبة في الولوج مباشرة الى حديقة المنزل ثم الى المطبخ بعد ان صرخ لإعطاء النساء فرصة لفتح طريق لمروره !

نعم لقد اخفق !


كل مرة يقول إنه لن يبين لها ما يشعر ،، و هاهو الآن يشتعل نارا خوفا من فقدانها ،
لم يرها منذ الليلة المشؤمة .. ليلة إستشهاد والدها ،، و قد صدم الآن من مظهرها الذابل و هي مستلقية على الارض بلا حراك و والدته و امرأة اخرى تحاولان حملها !

عندما تقدم افسحتا له المجال حتى يبدأ بعمله المتوجب عليه ؛
لا يعلم مالذي عليه ان يفعل !
إنه مشوش .. مشوش جدا !


اكمل تحضيره للمغدي تساعده بذلك ميس التي تشعر بقلبها يكاد ينزلق من بين ظلوعها من هول الموقف ؛
صوت النساء و توافدهم الى الغرفة و انواع الصراخ و النحيب قد ذكرها بموقف لا ينسى ،، منذ سنين ثلاثة .. عندما فقدوا والدهم على يد القوات الأمريكية ،
هذه الامور اصبحت ملازمة لكل عائلة عراقية ،، فلم يسلم منها غني او فقير !


عمة لينا رفعت كم قميص ابنة اخيها المرحوم و مسكت ذراعها بقوة خفيفة تسمح لـ عمر ان يزرقها بالإبرة اولا ؛
الا انه قال بشئ من التوتر لم يلحظه احد : بله زحمة عليج ايـدج شوية !


إبعدت يدها و استقامت واقفه لتسمح له بالعمل الحر وهي غير راضية بتاتا عن الوضع ،، هذه العائلة تتصرف و كأن المنزل لهم ،، و كأنهم من باقي افراد العائلة !

و المشكلة الاكبر هو تعلق لينا الشبه خفي بـ والدة هذا المغرور ،، فهذا ما اتاح لهم فرصة السيطرة اكثر !

عندما ابتعدت تلك المرأة اخذ مكانها وهو يجلس بهدوء ،، اعطى الابرة لأخته و رفع ذراع لينـآ و احس برجفتها السريعة ،، اذن هي واعية لما يحدث ،، تبا .. سيواجه مشكلة حقيقية لو كانت حتى الآن تخاف زرق الابر !
بإهتمام ربط الشريط حول زندها ليضغط عليه مانعا تدفق الدم لذراعها و مبينا لـ اوردتها بشكل اوضح !

اخذ الابرة من يد اخته و انتبه لحركتها السريعة وهي تفتح عينيها و تحاول ان تسحب ذراعها منه بخوف واضح و وجهها يحمل كل معاني الالم والارهاق : وخـ ـ ـر .. مـ ـآ أريـ ـ ـد



نعم هذه لينا التي يعرف ،
عنيدة متكبرة ،، باردة واحيانا عصبية ..!
لكنها رغم كل شئ طفلة قلبه التي يعشق كل التفاصيل الخاصة بها
كره نفسه لإنه استنتج ردة فعلها مسبقا .. متى سينسى الامور المتعلقة بهذه الطفلة الانثى ؟!


أحكم قبضته على ذراعها و قال بصوت اكثر برودة عن ذي قبل : إششش .. متوجع ولا شي ،، بطلي سوالف الزعاطيط " الاطفال "



نمى الحقد في قلبها اكثر و لكنها ترجمته بدموع متألمه وهي تهمس بحدة و كره .. و لم تقف محاولاتها عن ابعاد يده : قلت ماااريييد وخـ ـ ـ!!

اسكتها بنظرة واحدة وهو يهمس بدون إهتمام : وراية شغل خليني اخلص و اروح يللا فضيني !



صدمتها جعلتها تهدئ و تستكين !
اغمضت عينيها بقوة وبانت التجاعيد فوق جفنيها الاحمرين ، كيف يتجرأ و يكلمها بهذه الطريقة ؟!
تبـآ له من رجــل ،، تبــآ له !!

تأوهت بدون شعور و مدت يدها الاخرى لتمسك بيده في محاولة فاشلة لإيقافه ؛
تسمرت نظراته لأجزاء من الثانية عليها ثم سيطر على نفسه و ابعد نظراته وهو يقول لإخته التي لم تبتعد عنهما و سمعت كل الحوار : وخري ايدها خليني اشتغل !


ميس نفذت ما طلب و لينا استسلمت لها بإرهاق من جديد ،، عندما اكمل عمله و قبل ان يقوم من على السرير قال لإخته بهدوء وهو يلاحظ الدموع التي ترسم خطوط متموجة على وجنات حبيبته المكسورة : هاهية ميس عوفيها !

كم تمنى لو ان بإمكانه الطبطبة عليها و مواساتها ،
ليته فقط يمسح هذه اللآلئ التي تحرق قلبه بنار تسعر !
لكنها هي من رفضت قربه ،، فهو اذن عليه ان يرفض حتى التفكير بتهوين مصائبها .. فـ لتفعل ما تشاء و لتصبر كما تشاء و لتواسي نفسها بنفسها !

كان على وشك الوقوف عندما سمع همستها الحارة وهي مغمضة عينيها حتى الآن ،، و خنقه صوتها المرتجف و كلمتها التي اصابته بالصميم : أكـرررهك !

هدأ صوته اكثر من المعتاد وهو يقف قائلا لـ والدته و كإنه لم يسمع شيئا وهو يفتح الرباط الذي حول زندها : يوم ساعة و نص و اجي اوخره !!

امه اقتربت منه وهي تنقل نظرها لتلك الباكية : صار ماما ،، عود اخلي اختك تخابرك " تتصل بك " تذكرك !

بانت نظرة سخرة عنيفة في عينيه النرجسيتين ،
و هل يحتاج الى من يذكره بشأنها ؟!
هذه الحبيبة العنيدة .. هه و كأنه ينقصه امرا اخر لتهديه هذه الكلمة !!

تبا لها و لقلبه و تبـآ لـ علي الذي لولاه ماكان ليعرفها !
بل تبا لبيتهم الذي يستأجرونه من والدها ،، فهو السبب الأول بقربه منها !

لكنها الآن قد اسدت له معروفا كبيرا ،، فـ من غير ان تدري ، أعطته الدافع الأكبر لينهيها من قلبه !
و لـ ترى وجهه الحقيقي .. من الآن ولاحقا
سينهي ليــن منه ولن تشغله هذه الفتاة من جديد حتى لو كان الإنشغال بينه و بين نفسه !
لن تهمه بعــد الآن !
ولن يحزن على فقدانها لـ والدها و اخيهآ في أقل من ستة أشهر و بأقسى الطرق !!
ليس بعد ما تفوهت به

نهَـآيةْ البرآءة الأولَـى


حِــلمْ
مدام زهرة غير متواجد حالياً  
قديم ,   #4
معلومات العضو
مدام زهرة
ღ صاحبه بيت ღ
 
رقم العضوية : 281
☂ تاريخ التسجيل : Jan 2017
عدد المواضيع :
عدد الردود :
مجموع المشاركات : 5,199
النقاط : 1035
مدام زهرة لديها الكثير لتفخر به مدام زهرة لديها الكثير لتفخر به مدام زهرة لديها الكثير لتفخر به مدام زهرة لديها الكثير لتفخر به مدام زهرة لديها الكثير لتفخر به مدام زهرة لديها الكثير لتفخر به مدام زهرة لديها الكثير لتفخر به مدام زهرة لديها الكثير لتفخر به
افتراضي رد: رواية ابرياء حتى تثبت ادانتهم .. للكاتبة ( حلم يعانق السماء )

" البـرَآءةْ الثآنية "





أطفال بغداد الحزينة يسألون
عن أى ذنبٍ يُقتلون
يترنَّحون على شظايا الجوع
يقتسمون خبز الموتِ ثم يودعون
الله اكبر من دمار الحرب يابغداد
والزمن البغيض الظالم
الله اكبر من جبابرة الحروب على الشعوب
وكل تُجَّار الدم
بغداد لا تتألمى
بغداد انت فى دمى
عار على زمن الحضارة أى عار
هل صار ترويع الشعوب وسام عز وافتخار
هل صار قتل الأبرياء شعار مجدٍ وانتصار
يا قبلة العشَّاقِ يا جُرحي المرير
ألقى جراحك فوق صدرى
عانقى قلبى الصغير

للشَـآعِر فآروقْ جويده




الرجال اوقات العزاء ،، يتخذون لهم مجلسا مؤقتا تحت ما يسمى بالـ " جادر " وهو عبارة عن شبه خيمة كبيرة تنصب لمدة ثلاث ايام حتى انتهاء العزاء

و اما النساء فـ مكانهم هو منزل المتوفى ،، تواسين بعضهن الأخر ،، وقسم منهن يهتم بالطبخ و ترتيب الطعام للنسوة
اذ ان الرجال يتم الطبخ لهم في حديقة المنزل من قبل احد الطباخين الرجال ايضا وهذا هو الدارج في مجتمعنا

عندما افرغ من مهمته خرج من المنزل وهو يشعر بالفتور ،، لم يمر وقت طويل منذ ان نصب جادر ابو علي امام منزله و على طول الفرع السكني ..!

والآن قد نصب من جديد لولده الاصغر " مصطفى "
لا يستطيـع ان يمحو صورته الاخيرة من ذاكرته ،، لقـد أستشهد على ايدي احدى الجماعات المتطرفة التي هدفها بث الرعب بين صفوف المواطنين و تفريقهم عن بعض بحجة اختلاف الطوائف و الأديان


تبـآ لهكذا وضع ،، أين الحكومة الانتقالية من كل ما يحدث ؟
بل اين القوات المحتلة التي تطلق على نفسها اسم قوات التحرير ..!
ولكن ،، فلنتكلم بعقلانية ،
فهم عندما قرروا احتلال العراق و بغــداد بشكل خاص لم يكن في تفكيرهم اي شئ سوى سلب هذه البلاد نفطها و تدمير شعبها الذي عاش حروب لا تضاهى منذ ثمانينات القرن العشرون !

فلم يكن يهمهم لا اسلحة دمار شامل او غيرها ،، فهم ليسوا بأغبيـآء ،، و يعرفون حق المعرفة ان البلدان العربية اضعف من إنها تقاومهم ،، على الاقل في الوقت الحالي !



عندما خرج من خلف سور المنزل و اصبح امام " جادر " الرجال تنفس بعمق ،، كم شاب و رجل و حتى طفل و إمرأة فقدوا حياتهم في ظل هذه الظروف ؛
و كم عائلة تفرقت ،، و حتى ازواج انفصلوا بسبب الطائفية و العنصرية التي دبت في البلاد منذ 2003

قد مضى على الاحتلال 5 سنين حتى الآن ،،
و الوضع على حافة الإنهيار !
لا احد يعلم ما سيحدث و ما ينتظرهم الا الله تعالى ،، و عسى ان ينصرهم قريبا


قابله عند المدخل ' حيدر ' ، إبن عمة علي ،،آلذي سكن هو و والدته مع علي و اخوانه بعد إستشهاد ابيهم !
لا يعلم لم لا يرتاح لهذا الرجل ، بل لا يطيق اسمه حتى

كــلآ .. ليست هي السبب !
و ليس قرب حيدر منها هو الدافع لكرهه له ؛
عليه ان يتوقف عن هذا الغباء
بالطبع سيفعل .. لكن لا شئ يأتي بسرعة
سينسـآها .. بالأخص بعد ما قالته منذ قليل ، فقط يحتاج القليل من الوقت ،، و سينساها بالتدريج ،، بالأحرى هذا ما يتمنى ،، و يرجو ان انتقالهم القريب الى حي اخر سيسهل المهمة عليه كثيرا


حيــدر نقل نظره من حيث اتى عمر و قال بشئ من الحدة وهو يرفع حاجبه بإستنكار : عمر ؟ جنت جوه بالبيت ؟!



لم يتكلم لإجزاء من الثانية ثم قال بهدوء و هو يعطي المنزل نظرة سريعة تثبت له ان الكثير من الشباب يدخلون الحديقة من اجل نقل الاكل بين " مطبخ المنزل حيث تعمل النساء " و بين الجادر ،، يتحركون بفوضوية هنا و هناك وهذا ما يحدث اوقات العزاء ،، و لاشئ يدعو للريبة فيه : أي



حيدر احس بالنرفزة الخفيفة وهو يقول بشئ من الحدة : شعندك ؟!


تحرك غير آبه وهو يرد : ما عندي !


هو متأكد من إن حيدر معه كامل الحق ليسأله ،، و لكنه هو من لا يطيق رؤيته او التحدث معه بطبيعية !

و لاداعي لذكر السبب مرة أخرى ،، فهو أكيد من انكم سأمتم قصته الفاشلة !

عندما دخل عند الرجال توجه مباشرة لـ علي ،، الذي يبدو عليه الهم الشديـد
الحزن احيانا يبكينـآ
و احيانا اخرى يصرخنا
و احيان كثيرة يخرسنا بقسوة
فـ عنده تتعطل الحواس و تتبخر الطاقة !
و كل هذا بسبب شئ واحد
هو حبنا لمسبب الحزن !

و هنا كان علي مصعوقا !!
لا شئ سوى الصدمة يعبر عن حالته
منذ ان علم بالخبر ،، و توجه مباشرة لموقع الحدث ، و هو غير مصدق
فـ كيف يكون حال اخته التي كانت مع اخيه في اخر موقف له ؟!
هي من احتضنته و تلطخت بدماءه العطرة !
هي من نسيت حزنها على ابوها بسبب خوفها على اخيها الصغير
مدللها و مدلل ابيها !!


تبـآ لهم من اناس لا يعرفون لغة أخرى غير سفك الدماء و لا يتقنون فن غير استخدام الاسلحة ،،

لا نملك شئ سوى قول " حسبنا الله و نعم الوكيل "


التفت بشكل خفيف ليقول بصوت خشن لهذا الذي جاء توه : وين جنت ؟!


انها المرة الثانية التي يوضع بهذا التحقيق السخيف : جوة ،، جنت احجي وية امي بالتلفون و عاطت " صرخت " و قلتلي افوت .. و من فتت لكيت اختك متخربطة ،، انطيتهه مغذي لإن اكيد منخفض ضغطها و السكر !



هز رأسه متفهما و ابعد انظاره وهو يهمس : زين منها متخبلت ورة الي شافته !



ضغط على فكيه وهو لا يستطيع محو إبتسامة مصطفى المراهق من باله
و فجأة تتبدل هذه الصورة بإخرى و هو غريق بدمه ؛

يا الهي ،، الطف بهم ،، فهم عبادك الضعفاء
يـآ رب ،، قصتهم واحدة من الاف ، و قد تكون الابسط !


تكلم من جديد عندما لمح عمه يؤشر له ليذهب عنده : هذا هالمرة شيريد !

عمر نقل نظره حيث يشير صديقه و وجد ابو محمد ينظر بإتجاههم ،
لم يقل شيئا في البداية ،، لكنه تحدث بعد ان استنتج ان علي لا نية له بالتحرك : علـــي قووم عيب عليك تخلي الرجال هيجي .. مهما يكون عمك !


التفت له بحدة و قال بصوت مصرور : لا تقول عمممك ،، طيح الله حظه من عم ،، أنسالهياه اني ؟ أبوية شهرين ميت و اجه يطالب بورثه هذا الكلب ،، و ياريييت الورث مال ابوهم ،، هوه تعب ابوية و شقا عمره يصير لليسوى والميسوى



عمر مد يده ليضغط على ذراع رفيقه و هو يقول بهدوء : ميخالف ،، الناس هسة ميعرفون شي ،، لتخليهم يقولون انت الغلطان و متحترم عمك



نقل نظره ليـد صديقه و قال بحدة اقوى : قلت لك لتقوول عمــك ،، و زين رااح اقوم ،، دنشوف نهايتها ويه هالأهل الـ ....!!



تلفظ بسباب غير مناسب للوضع الذي هم فيه وجعل عمر يبتسم بخفة وهو الذي يعشق طباع علي النافرة ؛

طيلة وقته يقول له " الله يساعدها التاخذك ،، أمها داعية عليها بساعة استجابة ، و لا لو اني عندي 10 بنات و انت اخر رجال بالدنيا هم ما انطيك مره ،، و الله تطيح حظها "

و كإن علي يهتم لمثل هذا الحديث ،، فـ عمر هو القائل و المستمع ؛





وقف علي بتثاقل و توجه نحو عمه الأكبر بعد والده " ابو محمد " و افسحوا له كرسي بجانب عمه أبو عبد الله الذي قال حال جلوسه : أختك شلونها ؟!



تنفس ببطئ و توارت له صورة لينـآ بدماء مصطفى ،، يا اله السماوات ،، متى سينسى هذه الصورة ؟!

قبل ان يقول شئ تحدث حيدر الواقف بالقرب : اسألوا عمر ،، هوه يعرف أحسن !!



صمــت عنيف حل على الجميع
عمر شعر بالنار تسعر بداخله .. و شياطين الارض تتراقص من حوله ماذا يقول هذا الحقير ؟!
كييييف يتجرأ ؟!

وقف باللحظة وهو يصرخ بصوت مكتوم و كان على وشك الانقضاض عليه لولا عمه الذي وقف بسرعة كجدار بينه و بين حيدر : شقلــــت ؟؟ هاااا ؟؟ عيييد الـ قلته ياااكلـــب ،، إذااا رجاااال و طااالع من ظهـــر ابوووك تعيييده



بسرعة و خوف من الفضيحة ابو عبد الله مسك كتفه يمنعه من الحركة اكثر وهو ينقل نظره للجالسين و ابو محمد زجر حيدر بقوة : حييييدر انجب و احترم نفسسسك ،،


ثم نظر لـ علي بشزر وهو الذي لا يطيق طبعه الناري : و انت تخبببلت ؟؟ هذا هم حجي ينكااال ؟؟ صرت انكس " اتعس " منه بهالحجااية

ونقل نظره لحيدر و من ثم لـ علي وهو يكمل : لتفضحونه بين العالم .. و تخربون العزا !


و أكمل مشيرا لحيــدر : و انت يا زماال " حمار " حساابك بعدين على هالحجاية الطايح حظها



علي كان حتى الآن غير مستوعب لما قاله هذا الاحمق ،، كيف يجرؤ على مثل هذا القول ؟!
و من اين يعلم ان هنالك " شئ " بين عمر و لينـآ ؟!

وهو بالاصل لا يوجد اي شئ غير ما اراده هو ولكنه لم يـحدث و السبب اخته الغبية !
و الان من اين عرف هذا الحقير هذه المعلومة السرية ؟!
تبا لقرار عمه بجلوس عمته الارملة و ولدها معهم في منزلهم ؛
اصبح الامر لا يطاق ما دام ابنها المبجل بدأ بالتجسس على افعالهم و امورهم الخاصة ؛


عليه ان ينهي هذه المهزلة ،، لن يجعل غبي كهذا يحطم صورة اخته الوحيــدة !
سيواجه الجميع و يرفض الامر بكل قوة
و ان اراد شيئا لن يستطيعوا الوقوف بوجهه

و ان تتطلب الامر سيأتي بوالدته للجلوس عندهم لكي لا تبقى اخته وحيدة في المنزل وقت خروجه ،، وخصوصا في اوقات مبيته في الخارج

فهي هذه المشكلة التي جعلته يوافق على مجئ عمته و ولدها الحقير
و رغم هذا فهو انتقل نهائيا لهذا المنزل من اجل اخوته و لإنه لا يعرف ابن عمته هذا
فـ بالتأكيد لا يأمنه على اخته و منزلهم !
حتى وان كان مصطفى موجود ،، فهو بالطبع لن يسد مكانه

ولكن الآن ،، ستبقى ليــن وحدها معهم ،، و هذا امر مستحيــل ،، و لكن طبيعة عمله تحتم عليه الغيابات الكثيرة بعيدا عن المنزل وقد يقضي ليالي في المستشفى !

و عليه ان يتصرف و بسرعة حيال هذا الامر ؛

سحب نفسه بعنف من عمه و قال بإسلوب لا يقبل المناقشة : خل هذا الكلب يعرف شيحجي بعدين اجي يمكم


و تحرك خطوة مبتعد لكنه عاد ليقول بحزم : من اليوم ما اله كعدة ببيتنا ،، و خل ياخذ امه وياه ،، أني رح اجيب امي تكعد يم لينا و نفضها و الله لا يعوزنا عليكم " يجعلنا نحتاجكم "



لا تصدموا ،
فهذا هو علي
اعصابه تستشيط لأتفه الاسباب و اسخفها ..!
و لكنه بالتأكيد لديه دافع مسبق و قوي يجعله ينفعل لهذه الدرجة ؛

و هو ببساطة لا يحتمل اهل ابيه
و الوضع نفسه بالنسبة لأهل امه !

فلنكن واقعيين ، هو لا يحتمل اي انسان !
لكن الحياة تجبره ان يتعايش مع البعض
كـ جدته والدة امه
و ايضا امه و زوجها واولادهم ،
و بالطبع لن ينســى الإبنة الغبية لـ هذا الزوج

فهي من جعلته يكره حياته اكثر ،،

ومن ايضا ،،؟
لينـآ و مصطفى و ابيه !
و مع فقدانه للـ رجلين لم يتبق من يحتمله غير لينا !
و بالنسبة للأصحاب
فـ هنا فقط يهدأ البال
و يحل السكون و ترتسم البسمة الخفيفة على الثغر ؛
فكيف لا و الامر بخصوص عمر و آلن !

هم اصدقاء الطفولة ،، لطالما كانوا الثلاثي المشعوذ
برغم ابتعادهم عن بعض في السنوات الاخيرة الا انهم مازالوا يــد واحدة لا يتفرقون عند الشدة !
مدام زهرة غير متواجد حالياً  
قديم ,   #5
معلومات العضو
مدام زهرة
ღ صاحبه بيت ღ
 
رقم العضوية : 281
☂ تاريخ التسجيل : Jan 2017
عدد المواضيع :
عدد الردود :
مجموع المشاركات : 5,199
النقاط : 1035
مدام زهرة لديها الكثير لتفخر به مدام زهرة لديها الكثير لتفخر به مدام زهرة لديها الكثير لتفخر به مدام زهرة لديها الكثير لتفخر به مدام زهرة لديها الكثير لتفخر به مدام زهرة لديها الكثير لتفخر به مدام زهرة لديها الكثير لتفخر به مدام زهرة لديها الكثير لتفخر به
افتراضي رد: رواية ابرياء حتى تثبت ادانتهم .. للكاتبة ( حلم يعانق السماء )

كم شهد هذا الشارع الذي يضم الآن عزاء اخيه مشادات و خلافات و مصالحات بينهم هم الثلاثة !


كم من هدف سجل في الملعب هذا و الذي تتمثل شباك مرماه دوما بباب بيت ابو سارة !
و كم من صرخة انزعاج و تعنيف قد حصلوا عليها من اباءهم و من رجال الحي ايضا وحتى من قبل ام سارة التي استشهدت منذ شهرين على اثر إنفجار حقير ..!

كانوا منفرين فالافعال التي كانوا يقومون بها لا تناسب جو المنطقة المتحضرة التي يسكنوها !

الا ان قدرهم رسم لهم دروب مختلفة ؛
فهو ،، ذهب مع والدته التي طالبت بوصـآيته بالسلم و نجحت بالحصول عليه .. و حتى بعدما تزوجت لم يحاول والده اخذه منها ،، و كان دوما يتساءل عن السبب ،، فأبيه ليس بالرجل الضعيف المغلوب على امره ، فلم رضي له العيش تحت ظل رجل اخر ؟!


لا يعلم وعلى الارجح لن يعلم ذات يوم !
لا ينسى ابدا نظرة والده عندما تخرج من الثانوية ونجح في الحصول على المعدل الذي يسمح له دخول كلية الطب التي طمح لها والــده و دخلها ،، و رغم كل البرود الذي يحيط جوه الاسري ، كان يشتعل كالموقد عند دراسته .. و اصبح الامر أفضل جدا بإنتساب عمر ايضا الى نفس الكلية ،،الا ان عمر قد قرر فيما بعد و بعد صراع طويل مع الجميع ان يترك سلك الدراسة و يتخلى عن حلمه الاول ،، من اجل ان يدير محل والده الذي يعنى ببيع الهواتف النقالة !
كيف له ان يفعل العكس و هو ليس له اعمام يساعدونه او حتى اخوال " ينشد بهم الظهر "
كيف له ان يعيل امه و اخواته ؟!
وضع امام مفترق طرق جعلته بنظر الكثير بلا فائدة ، و بالتأكيــد اخته لينا من بينهم ..!!


بينما آلن سافر مع والــده للسويد برغبة من والده .. و هناك قد انتسب بإحدى كليات الهندسة التي لا يعلم ماهيتها حتى الآن ..!

و لكنه عاد بالأمس ،، والوضع لا يسمح بسؤاله عما حدث له !



و الآن بعد ان إلتم شملهم من جديــد يريد عمر الاحمق ان يترك الحي !
كيف يسمح لنفسه ان يفكر هكذا ؟!


هو بالسابق لم يكن يطمئن على اخويه بسبب وجود عمته و ابنها الاحمق بقدر اطمئنانه لوجود عمر واهله
فكيف الحال الآن و لينا اصبحت وحيدة ؟!
لينا الغبية ياليتها وافقت بالزواج من عمر
كان الآن قد فرغ من مشكلتها المستعصية !


فأمر توجب وجود شخص اخر معها في المنزل هو امر محتم ،، و لكن من هذا الشخص ؟!
هو متأكد من ان والــدته لن تطيل الجلوس اكثر من يومين ،، ولا احد يستطيع لومها او لوم ذلك المسمى بزوجها في ذلك

فكيف تنتقل لبيت قد حواها في ما مضى ،، حتى و ان تغير بنيانه او غاب صاحبه ،، يبقى هو بيت الدكتور صفاء ؛ زوجها الأول ،، الشهيد الذي قتل و هو يدافع عن بيته و ماله

فهنيئا له هكذا شهادة تقربه من الله عزوجل ،، و إن شاء الله ترزقه جنات النعيم


دلف الى خارج الجادر ليتنفس قليلا ،، آه يا مصطفى !
هنيئا لك ايضا ايها الصغير ،، فكلنا سنموت يوما ما ،، و لكننا نطمح لحسن الخاتمة
و ها انت ذا و والدك قد حصلتم عليها بإذنه تعالى



اخرج علبة السجائر من جيب قميصه الأسود ،، و اخرج احدى المستطيلات التي من شأنها قتله و قتل الملايين غيره ؛
عندما كان مراهق ،، في سن مصطفى رحمه الله ، و بدأ بإختلاس النظر لهذا الشئ ،، لم يكن محاطا بالمراقبة في بيت والدته ،،
بالإضافة لـ كون زوج والدته إنسان بعيد كل البعد عن الاخلاق فكان اسوء قدوة قد يقتدي بها !

واثناء احدى زياراته لهذا المنزل اكتشف والده جريمة تدخينه و يذكر انه حينها حطم فكه لدرجة منعته من الكلام او الاكل لمدة اسبوع

يال هذه الذكريات التي تعصف بمخيلته ، فلو كان هذا حاله فما هو اذن حال اخته ؟!


وهي التي حصلت على حياة طبيعية فيما عدا وفاة والدتها بمرض خبيث و عمر أخته لم يتجاوز ال10 سنين !

ليـــن ،،
لم لا يستطيع تذكرك من غير ان تتداخل صورتك مع رفيق دربه ؟!
لا يعلم بالضبط السبب الذي يجعله دوما يفكر بهما كـ شخص واحد !
تبا ،، عليه ان يمحو هذه الصورة من باله
فـ أخته بينت موقفها العدائي تجاه عمر و اثبتت له انها ترفض الارتباط بشخص ليس له شهادة طبية !
فكيف بشخص ليس له شهادة بالأساس ؟!
بالإضافة لكون عائلة عمر من العوائل الـ تحت متوسطة بقليل ، و إبنة ابيها تريد ان تعيش كالسلطانة

الغبية !
لن تحصل على شخص بنصف ما يمتلكه عمر من رجولة و اخلاق ،، و فوق كل شئ حب لها

فهو يجيــد كشف الالغاز و فك العقد الخافية ،، و هو على يقين بإن عمر يتمنى لين لكن كبرياءه تحول بينه و بين الجهر بذلك


يتمنى من قلبه ان يهدي الله لينـآ ، فإنها لو دارت الارض مرتين لن تجد كهذا الـ " عمر " حتى ان حيــدر الغبي قد أحس بذلك

تبااااا لعقله ،،
الم يقل منذ قليل انه سيمحو هذه الصورة التي تجمعهم من رأسه ،،
كفى احلاما و كأنه مراهق !
و يال مراهقته هذه ،، فـ حتى في أحلامه هو لا يختار نفسـه !
يشعر انه الان افضل بكثير عن قبل ساعات

يدعو الله من قلبه ان تتحسن اخته ايضا
فـ إن نفسيتها قد تحطمت اثر ما حدث ،، و عسى ان لا ترافقها مضاعفات في المستقبل !







.
.
.







جلجت ضحكته في المكان ثم قال بصوته المتحول قليلا لكونه على اعتاب الرجولة : صدك قشششمر " بلهاء " ،، اكو وحدة يخطبوها تقول ' لا شكرا ما اريد ' .. ههههههه ،، ليييش دتقدملج قوطية بيبسي ؟!



ثم عاد ليضحك ملء شدقيه ،، بصدق ابتسمت و هي غير آبهة للموقف الغبي الذي وضعت فيه
فالاهم الآن هو ابتســآمة هذا الذي يعاقب نفسه منذ شهور
بعد ان صدق غباء فكرة كونه هو قاتل ابيه ..!

يحق له ان يفكر هكذا بالأخص ان عمره يضعه في موقع انتقالي حرج
حمدا لله انه لم يسمع كلام النساء في أيام العزاء الأولى و الا كان سيجن !!!

همست بإحراج و هي تنقل نظراتها بين المتسوقين الذين انتبهوا لهم : اششش نصي ' وطي ' صوتك فضحتنا


سعل بخفة و الإبتسامة البشوشة ما زالت تزين محياه ، بعدها تنهد و هو يقول بشئ من الندم : يااابه ' تستخدم بمعنى ياااه ' ،، من شوكت 'متى' مضااحك هيجي ' هكذا ' ضحك !



ازدردت ريقها بشئ من الصعوبة و هي تهمس بخفوت بعد ان لمعت عينيها بإلم حقيقي ،، لـ دقائق فقط نسوا وجع ارواحهم المحتاجة : يللا خلصت مسواق ' المشتريات ' ،، اروح ادفع اني لو انتتته ؟!


أجاب بإبتسامة فاترة و هو يبتعد عنها خطوتين : إنتي طبعا اني منيلي ' من اين لي ' حال الظيم حااالي !


عادت البسمة لوجهها الكئيب و اجابته بشقاوة : هااا بدينا نتبجبج ' نبكي ' ..؟ مو اني عفت شنتايتي بالسياارة ادفع انته هسة وانطيك بعدين



ما زالت كلمة ' شنتايتي ' تثير استياءه اذ انه قال بإنزعاج لطيف : انجبي بللا ،، قووة تسوي نفسها ناازكة ' رقيقة '


رفعت حاجب وهي تعيد خصلة من شعرها للوراء بغرور يلازمها اكثر الاحيان : لا بللا ؟ حبيبي اني النزاكة و الرقة كلها ،، بس انته اثول غير !


ضحك بإستمتاع اشتاقه وثم توجه للمحاسب لـ دفع تكاليف المشتريات و إخته سبقته لسيـارتها ،، اخذت مكانها بجانب السائق و بدأت بشكل تلقائي ترتب اوراق محاضراتها التي رماها اخوها منذ قليل على المراتب الخلفية
وهي تقذفه بسباب خفيف على ما فعله !

جمـــدت يدها عندما سمعت الضجة في الخارج ،، لا اراديا دب الرعب في اعماقها و ترجلت من السيارة مسرعة بعد ان تركت اوراقها بإهمال على مرتبتها !

انتابها الفضول و القلق من شكل المارة وهم ينظرون بخوف بالاتجاه الذي خلفها ،، تلقائيا التفتت هي الاخرى و اصابتها صدمة عنيفة و هي ترى 4 افراد ملثمين بالأشمغة و يرتدون ملابس مدنية ويحملون أسلحة لم يسبق لها ان ترها على ارض الواقع !

شعرت بإن يدين تدفعها بقوة و بشكل لا ارادي تحركت مع هذا الرجل الكبير الذي صرخ بها : بتتتي وخــري منااا ،، بسرررعة فوتي ' دخلي ' لهذا المحل


اتبعت ما قال وهي ترتجف من الرعب ،، و الرجفة الكبرى بسبب القلق على اخيها ،، هذا ما بيض اطرافها و منع الدم من الوصول لـ دماغها المصدوم !

مصطــــفى ،، ايييين هووو الأن ؟!!!!

إنه هجوم مسلح ،، كثيرا ما سمعــت به ، و لكنها لم تتخيل ان تعيش رعبه ،، حتى عند استشهاد والدها فهي لم تر المجرمون ،
و الان الخوف على اخيها جعلها تتفتت
اصابها صداع مفاجئ جعلها تتكئ على احد ارفرف المحل و لم تهتم للحاجيات التي سقطت اثر حركتها
كان المحل مضطج بالنساء و الاطفال الذين لم يكفوا عن الصراخ ،
نفس الرجل الذي ادخلها هنا اوصد الباب الحديدي للمحل و قال برعب بان على صوته : قولووا يا الله ،، لتخافون ان شاء الله هسة يولون ' يذهبون بطريقة سب ' ،، الله لا يرضى عليهم ولا يوفقهم دنيا و اخرة !


احدى النساء والتي كانت حامل و معها طفلتها كانت تتكلم بالهاتف و عندما اغلقته توجهت بسرعة نحو الباب وهي تقول لمالك المحل : بلا زحمة عليك افتحلي الباب ، رجلي ينتظرني براس الشارع ،، فدوووة لعينك فتحه بسرعة !



حاول منعها و هو يعلم ما الممكن ان يحدث لها لو اصرت على الخروج : ابووية انتظري شوية ،، هســة ' آلآن ' يروحون لتخاافين .. خابري رجلج و قوليله يبتعد عن المنطقة لحدما يهدا الوضع وانتو هنا برقبتي ان شاء الله ميصيرلكم شي !



لم تقتنع و لم ترض ،، بالعكس قد اصرت اكثر و بدأت تنتحب من شدة الرعب ،، حاولت النساء تهدئتها و لكنها كانت مرعوبة جدا و لم تنفك ان تردد انها تريد الخروج !

في النهاية بدأت النساء بإقناع صاحب المحل بالسماح لها بالذهاب ما دامت مصرة .. و ان شاء الله سيحميها رب العزة

لم يكن راض ابدا ،، و لكنه فعل ما تريده ،، فتح لها الباب وهي تحركت بسرعة و يديها مشغولتين ، إحداها تمسك طفلتها ذات السنين القليلة ،، و الاخرى مشغولة بالعبث بالهاتف الخليوي !


اغلق الباب خلفها من جديــد ،، و عندها فقط فاقت تلك الصامتة من صدمتها ،
تقربت بإتجاهه و هو قال بسرعة : خلص بعد محد يطلع


ارتجفت الكلمات وهي تهمس : عموو الله يخليييك خليني اطلع ،أخوية براا ،، و موبايلي مو وياية ،، بس اريييد اشوفه الله يخليك عوفني اطلع


قبل ان يقول شئ سمعوا صوت الاطلاقات النارية التي انطلقت مع صرخات الجميع
انكمشت على نفسها و احست بقلبها هبط للقاع !

صارت تردد لا اراديا : يممة مصطفى حبيبي الله يحفظك ،، لا يااربي دخييلك لتفجعني بأخووية ،، الهــي احفظلي اخوووية !


تعددت هذه المرة اصوات الرصاصات و ازدادت معها انتحابات النسوة الاتي لم تسكت السنتهن عن الدعاء و ذكر الله تعالى


الموقف مهول ،، و جعل الجميع يبكي من شدة الخوف ، فكيف بحالها وهي التي عاشت هذه التجربة من قبل ؟!
ومن فترة قصيرة نوعا ما !
ازرقت شفتاها و اصيبت بالدوار وعلمت ان ضغطها قد انخفض ،، لكن لا مجال لها للتفكير بحالها الآن ،، فما يحدث خارجا هو الاهم ،، و نسبة الخطر التي قد يكون اخاها متعرض لها هي ما تشغلها


اصفرار لون بشرتها جعل الرجل يسحب لها كرسي صغير و هم حتى الان يقفون قرب الباب الموصد : قعدي بابا .. شكلج راح تتخربطين ،، لتخافين ان شاء الله ميصير لأخوج شي ،، هسة هوه هم فات فد محل و ختل ' أختبأ ' بيه



منذ ان قال لها هذا الرجل ' بابا ' وهي تشعر بوخز بقلبها الموجوع !
يا الهي .. لم تندمل جراحها حتى الآن ،، و لا تعتقد انها ستندمل يوما ،، فلا تفجعها من جديــد ،، يارب ،، إلطف بعبـآدك !


مرت حوالي الربع ساعة و الكل على اعصابه ،، و الهواتف النقالة لم تتوقف عن الرنين و هي تشعر انها على وشك ان تفقد وعيها بسبب الاجهاد النفسي الذي دمرها

المشكلة انها لا تحفظ ارقام الهواتف ، و الا كانت استعارت اي هاتف من هؤلاء النسوة و اتصلت لتطمئن على اخيها !!


فجأة تداخلت الاصوات و اصبحت ' حرب شوارع ' بين المتطرفين و بين رجال الشرطة الذين وصلوا توا لموقع الحدث !


في النهاية كل شئ لابد له ان ينتهي !
و هذا ما حدث

فـ بعد كل الرعب و الارهاب الذي عاشه الجميع ، أعلن رجال الشرطة بواسطة مكبرات الصوت ان المجرمين قد رحلوا و بعضهم الاخر قتل
و سمحوا للناس بالخروج من مخابئهم !

تسابقت النسوة بإتجاه الباب للولوج الى الخارج بعد ان فتحه الرجل المسن لهن !
وهي بقيت جالسة في مكانها لـ ثواني تخاف الذهاب و رؤية ما لا تستطع تحمله ..!
فقلبها مشبع بالألم و لا تتخيل انها ستنجو بعد اي صدمة اخرى

بعدها توكلت على الرحيم و هي تتبع الخارجات و قلبها يخفق بتوجل
عندمـآ اصبح الجميع في الخارج تعالى الصراخ و النحيب بعد ان رأوا المنظر الدامي الذي امامهم ؛
القتلى على الارصفة و الدماء ترسم دجلة و فرات أخريين ؛
رائحة البارود اشبعت مجاريها التنفسية و جعلتها تسعل و هي تمسح دموعها التي نزلت من اثر الموقف المهول ؛
و أكثر شئ اثر بها هو تــلك المرأة التي اصرت على الخروج من المحل للحاق بزوجها !
فهي ايضا مرمية و حسبت في تعداد الشهداء ،، و الاكثر ايلاما هي فتاتها الصغيرة التي لم يصبها مكروه غير رؤيتها والدتها تقتل اما عينيها !
انى لحياتها ان تكون بعد ما رأت ؟!

احست بقلبها يعتصر الما لحالها ،، و كانت على وشك الذهاب عندها لحملها و الربت على رأسها واحتضانها إن تطلب الامر ،، الا انها لاحظت امرأة كبيرة في السن تتولى المهمة ؛

سمعت صوت يناديها من الوراء و ارتاح قلبها و هي تستدير بسرعة و انفاسها لاهثة ؛
كان على الجانب الاخر من الشارع و لا تدري مالذي يفعله هناك !!

عبر الشارع الذي اغلق من قبل رجال الامن و هي تحركت مسرعة بإتجاهه و كل خلية بجسدها تنتحب بسبب لحظات الرعب و القلق اللذان عاشتهما في هذه الدقائق ؛
الآن فقط شعرت بمدى حبها لأخيها .. فكانت على وشك الجنون خوف فقدانه
و لكن قبل ان يصل اليها ،، و في منتصف الشـآرع ، سقط مغشيا عليه !

هي الاخرى سكنت عن الحركة ، و بدأ الناس بالتراكض من جديد و دب الرعب في قلوبهم مرة اخرى



سمعت صراخ و بكاء و نحيب !
سمعت طلقات نارية جديدة !
سمعـــت و سمعت و سمعت ؛
لكن عقلها بات غير قادر على الاستيعاب بعد ما تراه من فرع من فروع دجلة ينبع من جسد اخيها !!

شعرت بيد رجالية قوية تحاول ان تسحبها و هذا ما اعاد لها وعيها بشكل جزئي ، صرخت برجل الأمن الذي يحاول ان يبعد هذه الفتاة عن منطقة الخطر و لم يكن يعلم انها رأت مقتل اخاها للتو !!

دفعته عنها بقوة و بصرخـــة وآحـــــده تلتها صرخات اصبحت تردد اسمه وهي تركض المسافة المتبقية بينهما ،، تدفع بجسدها هذه ،، و يدها تضرب هذا ليبتعدوا عن طريقها !
تريد ان تعلم ما حدث !!!
تريدكم ان " تقرصوها " لكي تأكدوا لها إنها في كابوس كريه افقدها شقيقها الوحيــــد ؛

انهارت ارضا جنب جثته و اصبحت تهزه بعنف و بكاءها يفتت الحجر !
اقترب منها رجال الشرطة مسرعين و قليلا من المدنين اذ ان الاغلبية تواروا عن الانظار بعد ان حذروهم الامن بوجود قناص مسلح يعسكر فوق احدى العمارات السكنية !


بقيــت على هذا الحال تنوح و تضربه من اجل ان يعطيها اي امل بحياته ؛
ثيابها السوداء التي ترتديها حزنا على ابيها قد غرقت بالدماء الطاهرة !
حتى وجهها و شعرها تلونوا بالاحمر القاني ،، كانت على وشك ان تستفرغ بسبب رائحة الدماء و البارود و التشتت النفسي و الجسدي المسيطران عليها ؛
سمعت رنين الهاتف في جيب اخاها ينبأ عن مكالمة ،، لم تنتظر شيئا و لم ترد على اسئلة الرجال الذين حولها
اكتفت بإخراج الهاتف من مكانه لترد بسرعة بعــد ان رأت المتصل
صوت نحيبها مع حشرجته بانا لذلك المتصل الذي احس بقلبه يهبط لسـآبع ارض بعد سماع قولها : عممممممممممممر ،،، كتلوووواااا مصطفـــــآآآآآآآ ... اريييييييد عليييييييييي اريييييييداااااا ،، عممممممــ ـ ـ ـ .... كتلووووووه ،، آآآه مصطفـى ماااااااات !!




؛


نهضت مرعوبة من نومها القلق و اصبحت تضغط على صدرها مكان قلبها علها تهدأ ثورته هذه

وضعت يديها على خديها المتورمين و احست بحرارتهما ،، و بسائل دافئ يجري فوقهما بـ غزارة !
لم يكن حلما ،، و لا حتى كابوس
ما رأته كانت الحقيقة المرة التي حدثت معها و مع اخيها ؛
الكــآرثة التي جعلتها تعاني من انهيار عصبي طفيف ،، و لكن الانهيار النفسي كان حادا ،، و حادا جدا ايضا !


بدأت تنقل نظراتها في غرفتها المقلوبة رأسا على عقب ، ثبتت عيناها على الجدار و لم تر الا السواد الحالك الذي جعلها تشك في سلامة مقلتيها او ذاكرتها !
فما تتذكره هو ان حائطها بلون البنفسج ،، اذن من اين اتى هذا اللون الاسود ؟!
هل فقدت بصرها ام ماذا ؟!




لم تعلم كم بقيت على هذا الحال ،، و لكنها اسدلت جفنيها على عينيها الزيتونية اللون وتنفســت بهدوء بعد سماعها صوت الاذان يــهدأ من روعتها و يطمئن قلبها !
لا تعرف ما الوقت الان ،، و هل هذا اذان العشاء ام الفجر ؟!
فهي مجهـدة و ليس لها القدرة حتى على ابسط الامور مثل رفع هاتفها لإكتشاف الوقت !
تنهـدت بتعب و إرهآق ،
الوضع في المنزل بعد وفاة والدهآ رحمة الله عليه لآ يطآق ،
بالأخص بعـد وجود عمتها و ولدهآ حيدر ،
تتمنـى من قلبها ان تحصل لهـآ معجزهآ تبعد عنهآ الجميييع ، الجميع الآ علي . أخوهآ غير الشقيق !
تكورت على جسدهآ بـ تعب نفسي و بـدأت تنتـحب !
يـآ ألهي . إنهآ تعبة بحــق !!
لآ تستطــيع تحمل كل مآ حدث لهآ في هذهِ الفترة ،
في ظروف أشهر فقــط إنقلبت حيآتها رأسـآ على عقب ،، خســرت حيآتها الطبيعية التي كآنت تعيشهآ مثل الجميع
كيف لهآ أن تستمـر بهذا الوضع الكريه ؟!
لن تتحمل وجود عمتها و إبنها بعد الآن .. وهو امر غير وآرد بالتأكيــد ،
فهي على ثقة بإن علي لن يســمح لهذا الأمر بالأستمرآر ..!!
كيف تبقـى معهم و هو أغلب الوضع خآرج المنزل ؟!
لو كـآنت جدتها على قيد الحيآة .. أو اي شخص أخر بإمكآنه البقـآء معها من غير أن يشعرهآ بإنها غريبة و ليست هي إبنة صـآحت المنزل !


آه .. وفوق كل شئ ، درآستها التي لآ تجد لها الوقت الكآفي او العقل المهتم !
و هذا الشئ قد أثر سلبـآ في نفسيتهآ ،
فمآ تطمح له اكثر من شهآدة بكآلوريوس ،
هي تـريد بإذن الله أن تتخرج و من ثم تكمل درآسآت عليآ .. كمآ كـآن حلمهآ منذ أول دخولها للـكلية !
سمعت صوت هآتفهآ ينبـأ عن مكآلمة جديدة ، مـدت يدهآ بدون أن تحرك جسدهآ ،
سحبته من فوق الـ " كوميدينة " والآن فقـط فتحت عينهآ ، عندمآ رأت المتصل إبتسمت بخفـة وهي ترد بصوت مبحوح : هلوو عمري ؟!


وصلهآ الصوت الـنآعم لـ صديقتهآ " رُسل " : حيـآتي هلووو بيج .. ها شلونج هسـة ؟!


لم ترد على الفور ، فلآ طآقة لهآ للحديث : الحمدُ لله .. عادي ماشي الحآل .. إنتو مناوين ترجعون ؟ تره والله لعبت نفسـي .. محتآجتج حيييل !


رسل على الطرف الثآني شعرت بالوجع يزدآد في قلبها .. بان الضعف على صوتها وهي تهمس : لييين .. تعرفين الوضع انتي .. اهلي كلهم مرتآحين هنا .. عبالك كاعدين بالعراق ولآ حاسيين بغربة .. و الأمان ما شاء الله عدهم .. فأكيييد مرح نرجع هسه .. والله قلبي عليييج مثل النار .. بس قوليلي شسوووي ؟؟

شهقت كمية كبيره من الهوآء و نزلت دمعتهآ بضــعف .. لم تستطـع الرد ،
في الأونة الأخيرة بآتت لآ تعرف نفسهآ ،
فليســت هي من تبكي لأتفه الأسبآب ، ولكنهآ وبعد أستشـهآد أبيهآ أصبح قلبها مهشمآ جدآ ،
و لآ يحتمل أي وخزة !

رُسل شعرت ببكآءهآ و بكت هي الأخرى بـضعف حيلة : حبييييبي اروووحلج فدوووة لتبجييين .. والله أعــرف حااالتج و حاااسة بيييج بس شــأأأقدر اسووويلج ؟؟ ولج حموووت واني مو يمممج والله !!


لم تقل شئ أيضآ .. و أستمرت رُسل في موآسآتها ولآ تسـمع شئ غير تشآهيق متفرقة من ليـنآ ،
في النهآية لينـآ همست بـخفوت : الساعة ببيش هسه ؟!

عقـدت حآجبيها بشئ من الـتوتر ، كيف غيرت الموضوع بهذه السرعة ؟
إذن هي في مرحلة العودة لشخصيتها القوية الأولى ،
هذا أمر جيــد و بشآرة خير إن شاء الله !




.
.
.











أغمض عينيه وهو يستـند على المقـآعد الجلـدية المصفوفة في صآلة منزلهم ذو التصميم المرتب ،
بالأحرى منزل علي و أخته !
كم حآول معه علي من أجل ان يغير فكرة إنتقـآلهم لمنطقة أخرى .. معزيآ بذلك إحتيـآج لينآ لوجودهم قريبآ ،
كم يكره صديقه هذا .. هو يعلم أين هو الجرح بالضبط .. و مآ زال يرش الملح عليه بدون إهتمآم ،،

هم يمتلكون منزلآ في أحدى المنآطق المتوسطة .. و لكنهآ في الجآنب الأخر من العآصمة .. في مآ يسمى بالـ رصآفة ،
و لكنهم منذ كآنوآ صغـآرآ عآشوآ في هذهِ المنطقـة ، في كرخ العآصمة !


و هم يؤجرون منزلهم هذاك ،، و يستأجرون هذا !

و الان و بعد ان تخرجت ميس من الثانوية ،، و بلغ عمرها الـ18
اصبح بإمكانهم بيع منزلهم و شراء اخر ،،
و لكن بالطبع نقوده لن تكفي لشراء منزل في هذا الحي !
فقـرر بعد التشاور مع والدته ان يتركوا المنطقة و يشترون بيت بسيــط في منطقة قريبة و بالطبع يجب ان تكون منطقة تحوي اناسا من طائفتهم ،، فهذه اهم فقرة يجب ان يضعها في الحسبان قبل البحث !


هــذا ما امسى عليه حالنا ،، حتى مناطقنا قسمت ،، و بيوتنا هجرت قسرا ؛ فأصبحت الجماعات المتمردة تخطط لجعل منطقة كاملة خاصة لطائفة معينة و تبدأ بتهديد الاخرين ،، و قتل بعض الضحايا كـ عبره لمن يعتبر و يخاف ،، و بالتالي تجبرهم على هجر بيوتهم و اهلهم و جيرانهم الذين كانوا كـ عائلة واحدة في يوم من الايام



و بما ان أشغاله اكثرها في جانب الكرخ ،، و من الصعب عليه مع اهله بين ليلة و ضحاها ان يتحولوا الى جزء بعيد لا يملكون فيه اقرباء او حتى معارف ،، فعلى نطاق بحثه ان ينحصر اكثر ..!!

و لكن هنالك دوما ما يشغله ،، و ما يؤرق مضجعه !
احسنتم ،، فـ لقد حزرتم
و هل يوجد غيرها ما يشقيه في حياته ؟!

لا يعلم كيف ستكون حياتهم الآن و ماهو الحل الذي يخطط له علي ،، فهو بالطبع لن يترك لينا بمفردها مع عمتهم و ابنها !
هذا امر مستحيل ؛
و لكن ما حله ؟!
أعانه الله .. فهو الان في موقف لا يحسد عليه مطلقا !

سمــع صوت والدته التي دخلت الصالة للتو : ها يوم عمر اجيت ؟


إبتسم ثم قال بخفة كعادتنا بالرد على هذا السؤال التقليدي : لا بعدني بالطريق ،، شوية و اوصل تريدين شي أجيبه وياية ؟


إستغربت مزاجه المرتاح ،، وهذا ما جعلها تتنفس بهدوء و هي تقترب من جلسته لتجلس على المقاعد التي امامه : هيجي تضحك على امك ؟!


بإبتسامة لم تختف حتى الآن : يووم دنشاقة ' نمزح ' وياج صايرة متتحمل شقة كفاح خانوم !



هي معتادة على اسلوبه اللطيف بالتعامل ،، فياليت ربنا يرزقه ما يشاء ؛
حتى و إن تعسف احيانا بقراراته ،، و ازعجها احيانا اخرى بعناده
يبقى دوما الشبل الذي بقي لها من اسدها الراحل !

لم ترد لوهلة ثم قالت لتختبره : هسة عوفنا مني و قلي شسويت على البيت ؟ لقيت مشتري ؟


هز رأسه قليلا و هو يتنهد بعد ان تذكر ما ينتظره : إي يوم لقيت ،، بس غير لازم اول شي القي بيت النه نشتريه حتى نبيع هذاك ،، مو مال نستعجل !


هزت رأسها بتفهم و قالت ما كانت تنوي عليه منذ البداية : و بيت ابو علي ؟! نعوفهم و نروح صدق ؟!



التقلص في ملامح وجهه اكد لوالدته ان ولدها ليس من السهل عليه نسيان تلك الفتاة !
يظنونها لا تعلم ،، لكنها تعرف ،، و قبلهم جميعا
و ربما قبل ان يعلم هو حتى !

فكانت دوما بالنسبة له لين الطفلة المدللة ، رغم فارق السن القليل بينهم والذي لا يتجاوز الـ 5 سنين و لكنه كان وقتها يلعب دور الاخ الكبير جدا بالنسبة لها


و كثيرا ما تخوفت من تتطور مشاعر ابنها ،، و لكنها لم تستطع فعل شئ لمنعه من الالتقاء بصديقه ؛
و حتى ان لم يلتق بعلي ،، فمجرد وجودهم في المنطقة ذاتها يعني وجود مشاعر ابنها تحت الخطر !


انتظرت طويلا حتى قال بعد زفرة : واحنه شنقدر نسويلهم ؟! و قابل همه محتاجينه ؟! و اصلا بعد لهسة اني ما لاقي بيت ،، خلي القي و الله كريم



ردت بسرعة : يمكن علي مو محتاجنا ،، بس لينا تحتاجنا ،، خطية البنية منهارة ،، لا تستعجل بالنقل هسة خلينا ولو شهرين !



لا تستغربوا ما فعلت ،، انها امرأة اطيب من المعتاد ،
صحيح انها تعلم بإن لينا غير مناسبة كليا لإبنها و ابتعاده عنها خيرا له ،، الا انها تعلم ايضا بإن هذه الفتاة تحتاج وجودهم في الوقت الحالي
فمهما كان هم اقرب عائلة لهم من عوائل الحي !


استقام واقفا و قال بشئ من البرود : لينا متحتاج احد ،، باجر عقبة بس ترجع تداوم رح تنسى و تتأقلم !



هزت رأسها رافضة : لا .. صدقني هية صايرة ضعيفة ،، الله يساعد قلبها ،، شلون تحملت تشوفه قدام عيونها بدمه ؟ والله مااعرف .. زين منها مصارت مخبلة !


لا ،، مالذي تفعله والدته ؟!
بدأت تستلم الامر عن علي و ترش الملح ؟!
انه يريد ان ينسى تلك اللحظة عندما اتصل فيها على مصطفى و سمع صوتها المفجوع وهي تنقل له الخبر ،، يومها اتصل بعلي مباشرة ليــذهب لمكان الحادث ،، اما هو فكان في احدى المحافظات الشمالية يعقد صفقة صغيرة لترتيب استيراد الاجهزة الكهربائية في محل والده الذي اصبح اكبر عن ذي قبل
فهو الان لا يقتصر على بيع الهواتف النقالة ،، و انما توسع نطاقه ليشمل تنصيب شبكة انترنت تكفي الحي بأكمله ،، و طموحه لم يتوقف حتى الان
و ان شاء الله لن يتوقف ؛
فـ إن صار كل شئ حسبما يريــد ،، بإذن الله حياته ستتغير ، وللافضل !
لكنه يحتاج الكثير من الوقت ،، و لن يبخل على نفسه به !



لنعد حيث كنا !
وحيث عقله و قلبه يمكثان طيلة الوقت
فـ والدته محقة ،، خيرا منها إنها إستطاعت ان تصبر و إحتملت هول المصيبة !
لا يستطيع سوى الدعاء لقلبها عن ظهر غيب !


تبا للعاشق الغبي !
فـ هو دوما ما يخلف بوعوده عندما يتعلق الامر بمحبوبته
كل مرة يقول ىسينساها ،، و يجد نفسه يبـدأ من جديد في دوامتها غريق


عندما طال سكوته قالت والدته : الله يصبر قلبها و يهدي عمتها عليها ،، طبعا حاستها ابد مو مرتاحة ،، والله لو تقول لـ علي يشوفله جارة ' حل ' لإن ميصير تبقى وية الولد و امه وحدها خطية مترتاح ،، و حتى حرااام


في محاولة لـ قتل الاشواق فقط اجاب بحدة : و أني شعليه ؟! هوه اخوها و ادرى بمصلحتها ،، يللا يوم اني صاعد أنام ،، قولي لبناتج يقعدوني فد بالعشرة ، و اذا جتي ملك لتخليها تجي تقعدني هية و بتها المخبلة ..!


إبتسامة رائعة هي كانت الرد الوحيد على كلامه

يتهرب دوما ، و لا يعلم ان عشقه مفضوح !
اعانه الله على نسيانها ،، فهذه الفتاة متعبة جدا ،، و نمط حياتها يختلف كليا عنهم ولن تستطيع ايضا تقديم شئ لـ ولدها
و عمر يستحق انثى تهتم به ،، و ليس اخرى يهتم بها !

ما هذا التناقض الآن ؟!
لا تعلم .. كل ما تريده هو الصبر و الراحة لقلب لينــآ ،، و لكن بعيـدا جدا عن عمر !

دخل المنزل الذي تربى فيه ،، و سمع صوت يكرهه و بشــدة يستلم شرف الترحيب به : علــــي اجيييت ؟!


لم يهتم ان يرد او حتى ان يلتفت لها ،، اما هي فأصرت و تقربت اكثر منه وهي تقول بصوت مغنــج : البقية بحياتك ،، إن شاء الله اخـ ـ ـ...!

قاطعها بدون اهتمام و هو يلتفت هذه المرة : الله الباقي ؛ وين امي ؟!


توترت و شعرت بنظراته تخترقها لتعذبها اكثر و تزيد اصرارها بالحصول عليه اكثر : بالصالة جوة ،، بيبيتك ' جدتك ' هنا !

لحظـــة ،، كيييف نسي هذه المخلوقة ؟!
جدتـــه !!
نعـــم فـ هي بالضبط ما يحتاجه ؛
عندما جاء كانت نيته ان يأخذ والدته معه لمنزل ابيه لكي تبقى مع لين حتى يجد حلا ؛
و لكنه الآن وجد الحل مبكرا !
فـ جدته ' ام امه ' حتى و ان لم تقرب للينـآ ،، ستكون خيارا سهلا ،، و مناسبـا جدا
و لمعرفته لجدته هو متيقن من موافقتها !


و لكنه لا يعلم ان كانت اخته ستوافق على هذا القرار ،، و بكل صراحة هو لا يهتم

فكل ما يريده هو ان يريح رأسه و لو لـ فترة قليلة من كل هذه الضغوط ،
و يعتبر هذا الحل الامثل !

سيأخذ معه جدته التي تسكن مع خاله في احدى المحافظات الغربية و لن يهتم لأي شخص اخر !
و لتفعل عمته ما تشاء

مسكينة ،، تظنه سيلين و يغير رأييه بشأن جلوسها مع ولدها في منزلهم
فقد نادته منذ قليل و قبل ان يأتي الى هنا و قالت له " عندي عتاااب ويااك .. هيجي علي ؟ تطردني اني و ابني من بيتكم ؟! .. شسمعت علينا ؟ لو شسوينا الك لو لأختك ؟! و فوقاهه مطردنا بالفاتحة ' العزاء ' و قدام الرياجيل ؟ "

و بطبيعته اللا مبالية رد عليها بدون اهتمام حتى بزيادة الكلام فهو لم يطردهم امام الرجال كما تقول ،، و لكن يبدو ان ابنها الاحمق ،، قد اضاف الكثير من التوابل الحارة لما حدث " عمه انتي عالعين و عالراس ؛ بس ابنج ما اله طبه ' دخله ' لبيتي ،، مو بعد ما اكل ..... ،، و قوليله خلي بس يجرب يعيد مثل هالحجي حتى يشوف شغله ! و مثل مقتلج ،، تريدين تبقين هلا بيج متريدين كيفج اني رايح اجيب امي تقعد يم اختي و الله يسهلها "

تركها تشتعل من الغضب !
و لم يهتم ايضا ؛
و هاهو الآن غير مهتم بهذه التي قالت من جديد : علي جوعان ؟! تريد غدا ؟

لم يجبها وهو يتحرك في القصر الكبير الذي لا يعلم كيف أسس و هل بنيانه حلالا ام لا ..!
فعلاقته مع المدعو زوج امه ، و والد اختيه الصغيرتين غير جيدة ابدا !
و لا يوجد بينهم اي تواصل ودي ،
و لكنه كثيرا ما يشك بأمر هذا الثراء ، الذي وصل اوجه بالأخص بعد 2003

و لنكن واقعيين ،، ما دام هذا الرجل مشترك في السلك السياسي ، فـ هذا يعني ان معظم ما يفعله هو ' سرقة و نهب اموال الدولة '

هو لا يهمه الامر كثيرا ، فإن مصاريفه كانت تقع على عاتق والده سابقا و بعد ان تخرج منذ عام من الآن اصبح هو المسؤول عن نفسه و رفض مساعدة ابيه !

و هكذا هو قد ضمن لنفسه عدم الاستهلاك الغير قانوني للأموال ، فـ ثقته بوالده و مبادءه لا حدود لها !


والـــده ،، كم اشتااقه ؟!
كان مرشح لمنصب رئاسة احدى الجامعات قبل استشهاده بفترة قليلة ؛
و هذا ما جعله يشك بإن الرئيس الحالي للجامعة هو وراء قتله ، لـ غرض استلام هذا المنصب الفعال ؛
لم ينس قسمه ابدا حين قاله عند جثة ابيه !
و لكنه لا يملك فعل شئ ،، فهو غير متأكد من القتلة ،
هل هم جماعات هدفها بث الرعب و الفشل في صفوف المواطنين

ام افراد عميلة عند القوات الامريكية هدفها نشر الفساد الاداري و التنفيذي !
ام احد الدكاترة الذين يتنافسون مع والده لنيل المناصب

فأي من كان من هؤلاء ،، تعســآ لهم !
و سيأتي اليوم الذي سيذوقون فيه بشاعة عملهم


نهَـآيةْ البرآءة الثآنيةِ


حِــلمْ
مدام زهرة غير متواجد حالياً  
قديم ,   #6
معلومات العضو
مدام زهرة
ღ صاحبه بيت ღ
 
رقم العضوية : 281
☂ تاريخ التسجيل : Jan 2017
عدد المواضيع :
عدد الردود :
مجموع المشاركات : 5,199
النقاط : 1035
مدام زهرة لديها الكثير لتفخر به مدام زهرة لديها الكثير لتفخر به مدام زهرة لديها الكثير لتفخر به مدام زهرة لديها الكثير لتفخر به مدام زهرة لديها الكثير لتفخر به مدام زهرة لديها الكثير لتفخر به مدام زهرة لديها الكثير لتفخر به مدام زهرة لديها الكثير لتفخر به
افتراضي رد: رواية ابرياء حتى تثبت ادانتهم .. للكاتبة ( حلم يعانق السماء )

البرآءة الثـآلِثَةْ


خَنجَــرٌ بِينْ أظلعيِ
يكَـآدْ يغمينيِ ألمَـآ ،
إنهُ الـ خُوفْ من الحقآئقْ الحَقيرةْ
التيِ يخفيهآ إنآس مكآنهمْ لآ يُفترضْ أن يتجآوز الحظيرةْ


حِلمْ



سلامٌ عليك على رافديك عراق القيم
فأنت مزارٌ وحصنٌ ودارٌ لكل الأمم
اصلى لأجلك فى كل حين
وامسح عنك هموم السنين
لماذا اراك حبيبى حزين
ويعصر قلبك هذا الألم
هنا المجد أمَّ وصلَّى وصام
وحجَّ وطاف بدار السلام
فبغداد تكتب مجد العظام
وما جفَّ فيها مداد القلم
سلام لأرض تفيض عطاء
وعطر ثراها دم الشهداء
فهذا حُسينٌ وذى كربلاء
إلى العزِّ صارا لساناً وفم.
عراق العلوم ونهر الادب
ستبقى تراثا لكل العرب
وتبقى الى المجد اما واب
واكليل حب لخير الأمم
بأورَ وبابل عهد انتماء
لمهد الحضارات والانبياء
تشرف بحمل اسم رب السماء
لتبقى اعز واغلى علم














مر ثلاثة اشهر على إستشهاد شقيقها ، وها هي مجبرة على التأقلم على غيابه و عيشها مع اخيها الأكبر و جدته

إنها امرأة صارمة جدا ،، و لكن كبر سنها في بعض الأحيان يجعلها طيبة بعض الشئ ،، او هذا ما تشعر به هي على الأقل

تستغرب علاقة علي اللطيفة بجدته هذه ،، و هو الذي لا يتعامل بإحترام مع اي شخص !!
و لكنها تعزي السبب لكون هذه الجدة تحبه بصدق و تحاول إرضاءه حتى و لو لم تكن مقتنعة بأوامره المتطرفة !!


تجولت في ممرات الكلية بعد ان اكملت العمل الذي اوصاها به علي ،، و هي كارهه للوضع الغبي الذي هي فيه
هذا ما يحدث دوما عند ذهاب شخص ما الى كلية اخرى ،، يكون مراقب من كل جانب و من كلا الجنسين ؛

فالفتيات تنظر لها بغبطة ،، و الشباب واضح على ملامحهم الإعجاب !
لا تعلم يعجبوا بماذا هؤلاء الحمقى ؟!
فهي حتى الملابس التي ترتديها سوداء داكنة ،، مكونة من قميص فضفاض يعتلي بنطلون مناسب لأخر صيحات الموضة !

وشعرها مرفوع لأعلى بطريقة سريعة و حتى وجهها خالي من مساحيق التجميل ؛ اما عيناها و التي هي الشئ الوحيد الملون فيها الآن فـ كانت تخفيها بنظارة معتمة من ray ban
لكن يبدو عليها رغم كل شئ الرقي و الأناقة ،، فيبدو ان هذا ما اجتذب انظارهم


سمعت صوت يناديها من يسارها فإضطرت للإلتفات و بظرف ثواني تغيرت ملامحها و بانت على شفتيها شبه ابتسامة وهي تقف في مكانها منتظرة الفتاة تتقدم منها مع مجموعة من الفتيات الأخريات ،

ردت السلام الحار من قبل تلك الفتاة بطريقة هادئة و محترمة . ولم تستغرب معرفة هند بإستشهاد شقيقها وابيها ،، فنحن في زمن الفيسبوك الذي سمح بتقوية الإتصالات بين المعارف و الأصدقاء بشكل خاص : هلو حبيبتي ،، حيااتج الباقية ،، الحمد لله على كل حال


حمدا لله انها مازالت ترتدي النظارة و الا كانت دمعتها السابحة في قزحيتها ستبان لهم ،، أكملت بهدوء سلامها الرسمي على بقية البنات التي لا تعرفهم من قبل !



هند سألتها بإبتسامة لطيفة : خير شعندج بكليتنا ؟!



بنفس الهدوء اجابت : علي اخوية محتاج تأييد من الكلية انه هوه جان طالب هنا ،، و هو ما عنده وقت يجي فدزني ' أرسلني ' أجيبلهياه !



لتقل الاخرى بشئ من الفرحة : اوووه علي صار دكتور هسة .. بعد منو يقدر يحجي وياه ،، هو بلا شي ميتحاجه ' قليل الكلام لغروره ' هههههه



ابتسامة لينا توسعت بخفة ،، علي ،، كم انت احمق لتترك خلفك هذه النظرة الغبية !
ثم قالت احدى الفتيات بسرعة : هننننند ،، ولج لتقولين هاي اخت علي صفاء ؟؟ الله علييج ؟


تغيرت نظرة لينا ،، فيبدو ان اخاها قد اجتذب انظار الغبيات بتكبره هذا ،،
هند اجابت بسرعة حماسية : إيييي لج لعد اني صار ساعة شدااحجي ؟

أكملت الاخرى وهي تنظر للينا بنظرات تقييمية و كانت على وشك سؤالها عن سبب ارتداءها الأسود الا انها غيرت رأيها : و شلووونه هسة وين تعيين ؟! اكييد ببغداد لأن هو شاطر كولش ما شاء الله !!



أومأت بالموافقة وهي تريد ان ينتهي هذا اللقاء بأسرع ما يمكن ،، عليها ان تعود مبكرا للمنزل ،، فهنالك محاضرات متراكمة تنتظرها على مكتبها !


تدخلت اخرى بشئ من الحذر : هممم زين عمــر صديق علي شلونه ؟ مناوي يرجع للدراسة ؟!



رفعت حاجبها بدون شعور و من غير ان تعرف سبب إنزعاجها اجابت بحدة : ما اعرف !


لم تنتبه اي واحدة على الاسلوب العدائي الذي تكلمت به لينا ،، فأكملت هند على كلام صديقتها : لا عفية حرامات يبطل نهائيا ،، و الله احنه معرفناه ولاحجينا وياه لإن هوه واخوج اكبر منا بسنتين ،، ومن صاروا بالرابع هو ترك وشقد انقهرنا عليه ،، ما شاء الله شقد حلووو اصلا يجننن و كشششخة ،، زين هسة شديشتغل ؟!



ما بهن هؤلاء الغبيات ؟
هل فعلا يعجبهم عمر الاخرق ؟!
فليحتفظوا به ،، هنيـ ـ ـئآ لهـ ـ ـم ،، فهي لا تريـ ـ ـدهـ ..!
ما هذا الشعور الحارق الذي يريدها ان تصرخ بهم و توقفهم عن الكلام ، تبــــآ لـ عمممممر ،، تبـآ له

و ايضا ما هذه النكتة ؟!
عمر و الجمال و الـ ' كشخة '؟!

أجابت ببرود بعد ان سيطرت على اعصابها : ما اعرف عنه شي ،، بس هه عمر حلو ؟ ضحكتوني !


ليعترضن بسرعة و خصوصا تلك السمراء ،، اول من سألت عنه : دروووحي لعد منو حلو ان شاء الله ؟! اصلااا يمووت و بنات الكلية كتلوا روحهم عليه ،، حتى الاكبر منه همين ميتين عليه و احلى شي بيه ثقيل فدووة لله ميعجبه العجب !


كان هذا كلام هند ،، و الذي جعلها تستشيط من الغضب ،، لهذه الدرجة اصبح عمر ذو اهمية ؟!
و ان يكن ،، فهو الان بعد فقدانه شهادته لا يعتبر شئ !
لاتهم شخصيته او حتى جماله كما يقلن


نفرت بغير ود ; حجييج شقد متناقض هند ،، يعني علي مجان يعجبكم لإن شايف روحه و .... هذا كاتلين نفسكم عليه وهو نفس الشي!



لتقول المعجبة بسرعة و ملامحها محمرة : لاآآ طبعا مو نفس الشي ،، عمر محترم كلش وية العالم ،، بس ميحب يقترب من البنات الي يعرفهم معجبات بيه ، بس اخوج اصلا ضارب الناس كلهم جلاق ' ركلة قدم '


ضحكت البنات على تشبيهها بالرغم من اعتراض هند و تلك المعجبة بعلي حسبما ترى هي !
يال تفاهة البنات

اهم شئ بالنسبة لهم فلان شخصية و هذا جميل ، و الاخر ' كشخة '


وهي الان عقلها مشغول بشئ واحد ،، محاضراتها التي تنتظرها و هن ......؟!
يتغزلن بـ هذا و ذاك امامها !
و يال غباءهن ان كان عمر بالنسبة لهم فارس الاحلام ،، كم تمقته !!


اعتذرت منهم بهدوء راغبة في الذهاب لتقل هند من جديد : كملتي شغلج ؟ خوما محتاجة شي ؟!


ابتسمت برقة خفيفة و عيناها تقيم السمراء من جديد : اي خلصته ،، تسلمين


واردفت موجهة الكلام للجميع وانظارها مازالت على نقطة واحدة ،، هذه الجميلة التي يبدو انها معجبة بعمر : فرصة سعيدة بنات و استأذنكم


إبتعدت عنهم وهي تفكر في خصال عمر ؛
مالـــذي جعل ' كل البنات كاتلين روحهم عليه ' ؟!
ما هو الشئ الذي يملكه ليسلب لبهن فيه ؟!
ههه .. غبيات !

لا يعلمن ما يريد هذا العمر ،، و ما يعشق ايضا !
عمـــر يريدها " هــي " ،، و ' هي ' فقط
و لكنها لن تكن لشخص غير قادر على جعلها عيش الحياة التي عاشتها في ظل والدها
إنها إنسانة متطلبة ،، و طموحة ،، و لن تدفن احلامها بإرتباطها برجل لا مستقبل لديــه

رجل نذر حياته لأمه و أخواته و نسي نفسه ؛
لن تكن لـ عمر حتى لو كان هذا اخر شئ تفعله في حياتها
لن تستسلم لـ علي
فهي ليست بغبية ،، بل انها اكيدة بأن اخاها سيفاتحها بالموضوع بعد فترة
حتى لو لم يكن عمر راضيا
فـ علي سيجبره
و بما إنه يتمناها ،، فـ لن يفوت فرصة الحصول عليها
و لكنها تقولها من جديـد لن تكون لـ عمر يوما
وهو لن يكون لأخرى ،، لإنه سيظلم اي امرأة يقترن بها و حتى وإن فعل .. فـ لن يستطيع العيش معها لفترة طويلة
فـ قلبه ملكها هي ،، و هي واثقة من هذا الأمر






.
.
.





قآحلــة ' تلك ' آلمسـآحة التي تحتــل صدري !!










إبتسم مؤيدا لكلام اخته : إيي والله يوم ،، خطية البنات روحهم طلعت من قعدة البيت ، إسبوع الجاي ان شاء الله عندي روحة لأربيل ،، تعالوا وياية غيروا جو



اربيل هي منطقة سياحية في شمال العراق حازت على المرتبة الثانية عالميا بعد تركيا لطبيعتها الخلابة

والدته اعترضت مباشرة : لا طبعا ما اروح ،، تريد اخذ خواتك و روحوا


تدخلت بعصبية و قهر : اييييييي ماامااا والله حرام عليج ،، محبوسن عبالك قرودة ،، و انتي تدرين احنه منروح مكان بدونج ،، هالمرة نروح للشماااال ؟!


لتكمل الاخرى بنفس الغيظ : والله حجي مييس صحيح ،، عمرنا مطلعنا طلعة مثل الاوادم ،، ماما هاي مو حاالة !


ردت بدون اهتمام : والله انتو تتعيقلون ' تتملقون ' .. اخوكم وياكم روحوا و تونسوا الا اني شنو ؟ على اساس اني حقعد اونسكم ؟ هوه اني قلبي خلصان خلوني فدوة لعينكم ، و اذا تريدون قولوا لملــك بلكت ' عسى ' رجلها يقبل و تجي وياكم هيه وياه و هيج اتطمن عليكم !



قال موجها الحديث لأخواته : هم صدق أنتو شكو مجلبين بامكم ؟ زعاااطييط ' اطفال ' ؟



الوسطى زفرت بضجر : افففف ترره تضوجون الواحد ،، و انته عمر افندي تدري منطلع بدون ماما فلتقعد تسوي نفسك معاجبيك


لم يرد الا بإبتسامة و قالت أيــة مكملة لحديث اختها : اي هوه شعنده الاخ ؟ بس يضوج يخابر جماعته و يطلعون احنه بس الماكليها



ميس اعترضت و بصوت مرتفع : انجبببي بللا .. و الله بس اني طايح حظي بينكم ،، انتي هم خانم شعندج ونسة و طربقة بالكلية



اجابتها والدتها بسرعة و انزعاج : مييس ماما حلمانة انتي ؟ كاافي تخاامة ' رغبة بالخروج ' ،، عندج نت و عندج تلفزيون وعندج موبايل قعدي وية صديقاتج و سكتي .. ترة منسيت حجيج مال الصبح فلا تاخذين راحتج كولش



لم تقل شيئا بل وقفت من مكانها و تحركت غاضبة بإتجاه السلم ،، متبوعة بعتاب لطيف من عمر لوالدته : شبيها ام عموري ضايجة ؟ و شعجب كسرت بخاطر ميوسة ؟!



نظرت اليه و لسان حالها يقول ' لو تعرف شقايله ميووسه انت هم حتنقهر منها '
انتظر ردها قليلا ثم اردف : كفاااح خااانم شبيج ؟ شكلج معجبني من اول مرجعت من الشغل



تنفست بتعب ثم قالت وهي ترى نظراته المتساءلة نحو اخته : مابيه يووم بس تعبانة ،، البارحة عزلت الغراض و قلبي لهسة يحرقني ،، عمر هايه منطقتي و جواريني و صعب عليه اتحمل فراقهم ،، فاتحملوني هالفترة



هز رأسه بهدوء و تناهى لمسمعه همس اخته لـ أمه : يعني علساس هوه هسة مو ميت من القهر



هل هو مفضوح لهذه الدرجة ام ماذا ؟
اكملت اخته لتثبت له التباسه بفهم الموضوع : هوه هم طول عمره وية علي و آلن و هسة حيعوفهم !
تباا لعقله الاحمق الذي لا يفكر الا بشئ واحد و الادهى يعتقد ان الجميع يشرفون على تفكيره و يعلمون ما بداخل جمجمته

وقف ببطئ وهو يحاكي امه : حبيبتي ادري صعبة ،، بس تعبنا من الايجار ،، و احنا من زمان بس جنا نريد البنات يكبرون حتى نشتري بيت و نستقر ،، لإن كافي !


تدخلت ايه بهدوء : حقك والله عموور ،، خصوصا انو ابو علي توفى الله يرحمه و اكييد انته دتنحرج من ابنه !


ذكية هذه الفتاة ،
تمتم بخفوت : حرامات ممستفادة من عقلج هذا بالدراسة !



ضحكت بخفة مغيرة الجو الكئيب : رجعناااا .، ياابة والله دراستي حلوة و حابتها ،، انته شعليك ؟ اصلا رح اكون اول اعلامية بالعائلة !



رفع حاجبه بشئ من الحدة : احلمي ،، بس تاخذين الشهادة قبل ' مباشرة ' لبيت رجلج ،، اني اريد اخلص منج خوما ناوية تبقين على قلبي ؟!



والدته قالت بسرعة و ابتسامة لطيفة رسمت على محياها : يمممة اسم الله على بنتي ،، إن شاء الله ربي يدزلها قسمة تصفن الكل ،، و يخليها تعيش اميرة ،، وهية تستاهل كل خير فدوة لقلبها شو اخلاق و جمال و ادب !


ضحك بسخرية ومن دواخل نفسه ، ثم توقف بعد ان رمت اخته جهاز التحكم الخاص بالتلفزيون بإتجاهه : عممممممر لتضحححك ،، علساااس مرتك احلى مننني حتصير !



كانت الابتسامة على وشك التجمد ،، إلا انه ببراعة ماهرة استطاع المحافظة عليها و هو يمسك الجهاز قبل سقوطه ارضا : طبعا احلى منج و تسوى راسج هم !



تدخلت والدته بلوم : عمممر ،، انته ليش بس تكسر بخاطرها ؟ دشوفها و الله تنحط على الجرح يطيب ، دشوف شكلها ؟ يمكن بكليتك جان اكو هيجي جمال ؟!



لم يهتم كثيرا وهو يغيضها اكثر : القرد بعين امه غزااال .. و بعدين انتي هم ضوجتي ميس فأني لازم اضوج حبيبة قلبج !



اجابت بشئ من الحدة : ميس غلطاانة ولازم تتعاقب ،، بس اييية شسوتلك هسة ؟!




ابتسمت أيـة و التي تعشق اهتمام والدتها النابع كـ رد فعل نحوها بإعتبارها إبنة بارة جدا و جدا !
و تستحق و بجدارة المعاملة الخاصة التي توليها لها امها
ثم اردفت : عموور حبيبي عمرك 25 و تغااار ؟ تررة عييب عليك



لم يجب فهو بالفعل يغار في بعض الاحيان !
اكتفى بإبتسامة لطيفة و تحرك بعدها بإتجاه السلالم . ليصل له صوت والدته محذرة : عمممر مو تروح لاختك اللوقية ،، خليها تحس بغلطها



لم يسأل ماهو خطأها فهو متأكد من مصداقية والدته ،، و لكنه لا يستطيع ترك طفلته الصغيرة منزعجة كثيرا ، لن يحتمل !


بعد وصوله الطابق الثاني توجه مباشرة لغرفة اختيه الواقعة امام غرفته ،،
فتح الباب بعد طرقه مرتين .. ابتسم عندما رأى عبوسها و هي تنظر بإتجاهه : شدعووة كلفت نفسك ؟ جان تأخرت بعد و نسيتني



لم يتحرك بل قال بهدوء : ليش مزعله ماما ؟


بضيق اجابت وهي تستقيم من جلستها على سريرها المنفرد : اييي والله مقلت شي ،، بس حجيت على لينا وهيه عصبــت و رزلتني ' عنفتني ' !


يده الممسكة بوكرة الباب ثبتت لثواني ثم قال متسائلا : ليش شبيها ؟
مدام زهرة غير متواجد حالياً  
قديم ,   #7
معلومات العضو
مدام زهرة
ღ صاحبه بيت ღ
 
رقم العضوية : 281
☂ تاريخ التسجيل : Jan 2017
عدد المواضيع :
عدد الردود :
مجموع المشاركات : 5,199
النقاط : 1035
مدام زهرة لديها الكثير لتفخر به مدام زهرة لديها الكثير لتفخر به مدام زهرة لديها الكثير لتفخر به مدام زهرة لديها الكثير لتفخر به مدام زهرة لديها الكثير لتفخر به مدام زهرة لديها الكثير لتفخر به مدام زهرة لديها الكثير لتفخر به مدام زهرة لديها الكثير لتفخر به
افتراضي رد: رواية ابرياء حتى تثبت ادانتهم .. للكاتبة ( حلم يعانق السماء )

مرتين .. ابتسم عندما رأى عبوسها و هي تنظر بإتجاهه : شدعووة كلفت نفسك ؟ جان تأخرت بعد و نسيتني



لم يتحرك بل قال بهدوء : ليش مزعله ماما ؟


بضيق اجابت وهي تستقيم من جلستها على سريرها المنفرد : اييي والله مقلت شي ،، بس حجيت على لينا وهيه عصبــت و رزلتني ' عنفتني ' !


يده الممسكة بوكرة الباب ثبتت لثواني ثم قال متسائلا : ليش شبيها ؟


Like
fatmeh, أمة الله, صبا العلي and 7 others like this.

*انفاس المطر* غير متواجد حالياً أضافة تقييم إلى *انفاس المطر* تقرير بمشاركة سيئة رد مع اقتباس إقتباس متعدد لهذه المشاركة الرد السريع على هذه المشاركة
قديم 18-08-12, 05:15 PM #6

*انفاس المطر*
نجم روايتي وباحث بفريق عمل شخصيات صنعت التاريخ وعضو الموسوعة الماسية لقصص من وحي الأعضاء

alkap ~

الصورة الرمزية *انفاس المطر*

? العضوٌ?ھہ » 166222
? التسِجيلٌ » Mar 2011
? مشَارَ?اتْي » 1,388
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
? نُقآطِيْ » *انفاس المطر* has a reputation beyond repute*انفاس المطر* has a reputation beyond repute*انفاس المطر* has a reputation beyond repute*انفاس المطر* has a reputation beyond repute*انفاس المطر* has a reputation beyond repute*انفاس المطر* has a reputation beyond repute*انفاس المطر* has a reputation beyond repute*انفاس المطر* has a reputation beyond repute*انفاس المطر* has a reputation beyond repute*انفاس المطر* has a reputation beyond repute*انفاس المطر* has a reputation beyond repute
¬» مشروبك cola
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي
يال سخرية الوضع ،، لم يسأل اخته ما قالت ،، فما يهمه فعلا هو ' حال تلك ليسأل عنه '

قالت بدون اهتمام وهي تمسك بيده لتدخله الغرفة : شمدريني هسة عوفنا منها ، حباااب مدام اجيت تعال شوفلي اللاب توب شبيه ،، طييح حظي مديشتغل !



عقله ما زال مشغولا بها ،، و لكنه لا يريد ان ينتبه احد لما فيه ،، يكفيه ملك و نظراتها ، و علي و سخريته !
قال بعد ان استعاد السيطرة على نفسه : طبعا انتي فيروس مو بشر ، احنا لازززم كل شهر نعطل شي و تعال يا عمر شوفله جارة ' حل '




ابتسمت بدلال و هي تترك يده ليجلس على السرير ،، فصلت اللاب توب عن الشاحن و جلبته له بسرعة و نشاط و كإنها نسيت تماما ما حدث منذ قليل : طبعاا حبيبي كم ميوسة عندك ؟؟



بسخرية رد بعد ان فتح الجهاز و انتبه للـ دمار الذي خلفته اخته : وحدة و شااالعة قلبي ' بمعنى مؤذية '





.
.
.




تذوقت الطعام بشهية خفيفة ،، شهية افتقدتها منذ مدة ،، جدة علي طباخة ماهرة !
و تحمد الله على هذا الامر فلولاها كانت هي و اخوها حتما سيموتان على اثر الجوع ،، فهي ليست من هواة المطبخ و عمله !


بإبتسامة قالت للجدة : عاااشت ايدج بيبي البرياني رهيب !



الجدة اجابت بتعالي طفيف : بالعافية بيبي ،، هالعطلة ان شاء الله اقعد اعلمج ،، باجر عقبه منو ياخذج و انتي متعرفين تسوين شي ؟!


بنفس الابتسامة لكن بطريقة مختلفة : لا عيني شكرا ما اريد ،، اصلا اني ما اتزوج شلي بشلعان القلب !



بثقة اجابت : أنجبي ،، كل بنية نهايتها الزواج لتعيدين هالحجي الي ما منه فايدة ،، و بعدين تريدين تبقين على قلب اخوج ؟! هوه هم يريد يشوف نفسه و يفتح له بيت و اذا انتي بعدج ما رح يقدر يعوفج



بالطبع ستقول هذا الكلام فـ علي هو حفيدها و ليست هي !
لم تهتم بالامر كثيرا و حولت اهتمامها للسلطة و هي تقول : هممم شوفي الزلاطة شلون تخبل بيبي ،، حتى لتقولين مااعرف شي ،، و ورة الاكل الجاي ' الشاي ' منو يسوي مو هم اني ؟! تره بيه امل !



الجدة ردت وهي غير ابهة لما قالته : غصبا عليج تتزوجين و اجي لبيتج و تسويلي برياني انتي !


ضحكت ساخرة و لـ ثواني فقط تراءت لها عيناه و هما تسترقان النظر لها !
و تداخلت معه اصوات المعجبات الغبيات
بسرعة ابعدت صورته عن بالها و هي تأخذ شهيقا حارا لتخرج زفيرا محرقا كارها لما فعلته

الجدة ابتسمت و هي تكمل اكلها بعد قولها : لتتنهدين ،، الي الله كاتبه حيصير ان شاء الله


كانت الملعقة على وشك السقوط من بين اصابعها الا انها تماسكت من غير ان تحاول الرد بالكلام !



بعد ان اكملوا غداءهم كانت هي من يغسل صحون الغداء والجدة تجلس على احدى الأرائك في مطبخهم الكبير جدا و المكون من جزءين احدهما تحضيري و الاخر يمثل جلسة مريحة بوجود التلفزيون !


تستغرب مدى عصرية حياة هذه الجدة ،، فبعمرها المقارب للـ 65 تجدها مهتمة بنفسها جدا !
تختلف اختلافا كبيرا عن جدات الفتيات اللاتي تعرفهن ، فهذه تهتم بأناقتها و مظهرها و بالرغم من ذلك تجد ان احترامها لسنها فائق

فهي غير متصابية ابدا ،، و لكنها تحب الاعتناء بمظهرها وفقط !
حتى انه حقائبها و احذيتها ذات الكعب الواطئ هي من ماركات عالمية و بأسعار عالية جدا !!


لكن طبيعة الحياة تختلف بين الجميع و هي ما جعلت هذه المرأة بهذا الشكل
لا تعلم لم فكرت بأيام وجود عمتها ام حيدر هنا !

لقد كانت مقيدة جدا ،، حتى انها كانت تحاول تناول الطعام بغرفتها و على انفراد ،، يالها من ايام عصيبة حقا ،، فقدت وقتها شعور الانتماء لهذا المنزل و كإنها ضيفة ثقيلة فيه ،،
الشئ الوحيد المسلي انذاك هو وجود مصطفى رحمه الله




تنبهت لـ صوت مزمار سيارة علي ،، قالت بضيق و هي تغسل يدها : اففففف ،، يعني ميقدر ينزل هوه يفتح البااب ،، شقد مكرووه !



جدته نظرت لها بشئ من الحدة : روووحي انتي شناقصج ايد رجل ؟ و بعدين هوه تعبان جاي روحه طالعة بهالحر


مسحت كفيها ببجامتها الصيفية ولم تحاول الانخراط في محاورة عقيمة مع هذه المرأة
و كإنها هي الغير متعبة ،، فهي ايضا لم تعد من الكلية الا منذ ساعتين

توجهت نحو الباب الخارجي و في طريقها تفقدت نظافة سيارتها المركونة في الموقف !
كم تتمنى لو يكون القادم هو والدها !
اليست هذه سيارته ؟ فلا يحق لغيره الركوب
لم علي لم يرحم ضعفها و شدة احتياجها لإبعاد هذه السيارة و مزمارها عن المنزل ؟!
فهي لا تحتمل سماع هذا الصوت و الامتثال لطلب السائق ان كان غير والدها

و لكن هذه مجرد امنيات حبيسة لصدرها و لـ كبرياءها التي ترفض الخذلان و التنازل !
فـ هي لن تقول شيئا ، و لكنها تتمناه ان يفهم ،، حتى و ان طالت مدة فراق والدها
ستبقى كلما سمعت هذا الصوت و رأت هذه الـ ' جيب ' ستتذكر رجلا واحدا


فتحت له الباب من غير ان تظهر للمارة ،، بمهارة اعتادتها ،، ولكنها كانت متأكدة من انه سيتضايق من خروجها بهذا الشكل

فـ حتى ان لم يقل فهو واضح جدا بالنسبة اليها
يحاول أن لا يجبرها على الحجاب او الالتزام ،، فقد فعلها مرة بوجود والدها و صدم من عدم موافقة ابوه على هذا الامر
فكما قال سابقا انه لا يريد ان يجبرها على شئ هي لا تريده و لا تستطيع تحمله !
و كان على ثقة بكونها ستأتيه يوما زافة له رغبتها بالحجاب !
لكنها لم تفعل ،، و هو استشهد قبل ان يفرح بخبرها



عندما ركن سيارته او بالاحرى سيارة والدها خلف سيارتها ترجل منها و وجهه احمر من فعل الشمس القوية ؛
لا شعوريا ابتسمت بسبب تكشيرة وجهه و عصبيته الواضحة ، و كأنه يفكر بالعراك مع الشمس هذه المرة !


رمى عليها السلام بدون اهتمام و تحرك قبلها لـ جهة المطبخ ، سلم على جدته التي استقبلته بحفاوة شديدة ،، و توجه مباشرة ناحية الموقد لكي يكشف عن نوعية الغداء كعادة اغلب رجالنا !

و عندما اعجبه جدا قرر ان يأكل وهو في مزاج غير هذا !
إذ انه تمغط بتعب : اوووف يااابة تكسرررت اليوم ،، الكلب ابن الكلب المدير اليوم شاايش ' هائج ' علينا خلا الكل يتراكض


ضحكت لينا بتشفي وهي تعود لتكمل عملها ،، اصابها الضجر عندما قالت جدته بإهتمام : سووودة علييية يووم ،، هسة اختك تصبلك غدا و تغدا و نااام !



بنفس الارهاق اجاب و اشعر لينا بالارتياح : لا مو جوعان هسة ، اروح انام ومن اقعد اكل و بعدين اروح لبيتنا من زمان مراايح

اكمل وهو يتحرك من جديــد : تريدين تجين وياية تشوفين امي ؟



اجابت جدته بتعقل : واختك وين تروح ؟



عاااد لها شعور عدم الارتياح و كإنها عبء ثقيل في هذا المنزل الذي كان قصرها هي و اخوها !

قال وهو يقف متابعا حركات لينا بدون اهتمام : تجي ويانه ،، قابل وين تروح ،، ساعة و نرجع



اجابت من غير ان تلتفت بإتجاههم متظاهرة بإنغماسها في الغسيل : عندي كوز بااجر ما اروح ،، روحوا وحدكم !



كانت على ثقة بإنهم لم يتركوها بمفردها ، و لكنها ارادت الاغاظة وحسب !
لكنها لم تنجح اذ انهما لم يهتما لما قالت ،، فإجابة الجدة كانت مقتصرة على : بااجر الصبح من تروحون للدوام ان شاء الله وصلني يم امك ،، و الظهر لينا ترجعني من ترجع



كان حلا روتينا اعتادوه منذ فترة !
هز رأسه مقتنعا و كان على وشك الخروج من المطبخ عندما تذكر ما اوصى به اخته اليوم ،، فتوقف ليلتفت لها متسائلا : صدق لين جبتي التأييد ؟


وهي على نفس وضعها اجابت : إييي حطيته بغرفتك فوق !



إبتعد علي من غير حتى كلمة شكر ، و عادت الجدة لتتابع التلفزيون ،
أما هي ،، فـ إشمئزت من عقلها الذي عاد لـ يرن بكلمات السمراء الجذابة !



.
.
.












كانا هما الاثنان يقفان كـ مراهقين عند باب بيت عمر ،، يتكلمان بحماس شبابي بشأن مباراة أمس ؛
الشئ الوحيد الذي يفرقهما هو ' مباراة الكلاسيكو '
فأحدهما مدريدي و الأخر كتلوني كما يقال !


و مثل كل مرة ينتهي الامر بمشادة كلامية عنيفة قريبة للشجار ينهيها عمر بتعقله الدائم ،، ليحاول علي اشعالها من جديــد !


في النهاية قرر الإستسلام ،، فـ لديه امر عليه اتمامه ،، يجب عليه الذهاب لبيت والدته و رؤية أختيه !

قـآل بهدوء مفاجئ بعد ان كان يصرخ منذ قليل : يللا اني رايح ،،من زمان مشايف يسر و ضي



هز رأسه متفهما بعدها قال عند رؤية سيارة تدخل بداية الفرع السكني و تقترب عندهم : ولــي خلصني ،، اجا آلن حبيب قلبي ،، و الله مشتااقله الكلب فد مرة ميسأل !



التفت علي بإتجاه السيارة ليقول بـ برود : ****



ضحك عمر ملئ شدقيه ،، بالوقت الذي ركن ألن سيارته بالقرب و الابتسامة على محياه : هلا والله بالشباب الزينة ،، طبعا عرفت راح القاكم على هالحالة بعدكم دايحين ' كلمة رجالية بمعنى صايعين ' مو بيدكم !!


ضحك عمر و ضربه علي على كتفه ثم تبادلا السلام الأخوي ؛
ثم اقترب من عمر و حدث المثل و هو يقول : انتو محد يقدر يطيح حظ صداقتكم بس الكلاسيكوو ،، هههههه



ليقل علي بسخرية : غير إنته خواف مداخل ويانه بهاي الحرب



فأجاب بتهديـــد : أبووو حسيــــن اغااااتي ' كلمة رجالية بغدادية تدل على الاحترام ' و تااج راسي الورد ،، لتخليني اشغل هالعضلات عليييك !



عمــر تدخل مسرعا عندما رأى نظرات العلي الغير مبشرة بخير : يمعوود الن كبرنا على هالخبالات ،، سكتوا لتفضحونا بالمنطقة !



ضحك ألن و علي شعر بذلك الخامد في قفصه الصدري يعلن عن إنقباضة قاسية !
كم يكره الذكريااات و يمقتها !


بهذه اللحظة فقط رن هاتفه ،، اخرجه من جيبه من غير ان يتحرك و قرأ اسم المتصل ' لييين '

بشكل تلقائي رفع عينه بإتجاه منزلهم ،، و لم يلحظ هذه الحركة غير عمر الذي كان منتبها لكل ما يفعله اخوها !

رد بعد ان ابتعد خطوتين عن اصدقاءه : ها ؟ شتريدين ؟!



وصله صوتها متمردا ،، و يعزي السبب لقلة ذوقه بالكلام : اقلك حباااب اريــد كتاب golden frank عندي سمنار ' مناقشة ' و قلولنا لاازم نطلع الموضوع منه ،، علاااوي الله يخلييك جيبليااه !


إستخف بكلامها كثيرا : و منيين اجيبلجياه هسة ؟!


ضعف صوتها وهي تشعر بقلة الحيلة : شمدريني لعد اني ليش مخابرتك ؟! دشووفه انته بلكت عندك بالبيت !


أجابها بدون اهتمام : لا ماعندي ،، شوفي بمكتبة ابوية اكيد عنده !


قالت بعصبية من بروده : دووورت و ملقييت ،، علــــي لازم تجيبلياه والله اقلب البيت اذا مجبته !



رفع حاجب بإستهتار : روحي قلبي من هسة لإن مراح اجيب شي !!



و اغلق الخط بدون ادنى شعور بالذنب ،، و قبل ان يعود لرفيقيه وصلته رسالة كان متأكد من مرسلها
' جنت متأكدة هيجي حتقلي ،، اني لو ابوية واخوية موجودين جان محتاجيتك ،، شقــــد اكرررررهك '



إبتسم بخفة بعد أن اتم القراءة ،، ما كانت تشعر وهي تكتب ما كتبت ؟!
تريد لوي ذراعه هذه الصغيرة !
عقلها مازال بعمر العاشرة ،، برغم سنها الذي اقترب من الـ 20


ما يهم الآن إنها فعلتها ،، قد لوت ذراعه !
و لكنه في كل الأحوال لن ينفذ لها مطلبها ،، لإن الوقت الآن متأخر ،، لن يجد اي مكتبة طبية !!


ألن كان يحدث عمر عن غرابة سفرته للسويــد ، و غرابة عودته ايضا ؛
إلا انه لاحظ شرود عمر وعدم إهتمامه بما يقول برغم حواسه المتيقضة ، هذا ما جعله يقول : عمممر شبيك ولك مو صارلي ساعة دااكل ***


علي و ألن لا يستطيعان التحضر وترك الالفاظ السوقية ،، و هو لا يستطيع مسك نفسه عن الضحك عند سماعهما يشتمان !
و لكن هذه المرة كان باله مشغولا بمحادثة علي و أخته ،، فبعد رؤية نظرة علي لبيتهم تأكد بإنها هي المتصلة ؛

يا ليته يعلم ما تريد ،،
استنكر امنيته المخذولة تلك و أجاب ألن ; ما بيييه شي ،، اقلك ليش متفوت ' تدخل ' جوه ؟ علي يريد يروح لبيتهم يشوف خواته واني وياك نبقى و سولفلي على راحتك !


أعجبته الفكرة وقال بعد ان نقل نظره لعلي الذي تقدم عندهم : احسن ميجي صاحبك هذا ،، ما اريد اشوهله وجهه


لم يجبه ولا بحرف لاذع كعادته و هذا ما استغربه الاثنان ،، و لكن عمر وجدها فرصة ذهبية ليسـأل : خيير علي شبيك ؟!


بعد ان كان يعبث بهاتفه رفع رأسه : هااا .. لا مابيه ،، بس هاي لينا تريد كتاب و ضوجتني !



كانت إبتسامته على وشك الظهور ،، ليت كل امانيه تتحقق بهذه السرعة ،، فلو كانت هكــذا لن يفكر الا بأمنية واحدة ،، و واحدة فقــط ،، يريدها أن تشتعل حبا له ،، حتى و إن لم تكن نصيبه ،، لا يريد غير إحراقها كما يحترق هو لـ ذكرها !



قال ألن متسائلا : لينا اختك ؟ شتريد كتابيش ؟ عربي انكليزي حااضر اني !


قالها بمزاح ليقول علي بإنزعاج : دوولي ' بمعنى روح ' شقد بطران ،، ولك هسة هية بالصيدلة و شالعة قلبي ،، وهسة صايرة نار تريد الكتاب



حتى الامنية لا تتجرأ بالنمو ،، فهاهو اخوها يذكره بالفرق بينهما !
فهي ستصبح بعد سنين معدودة ' الدكتورة الصيدلانية ' ،، و هو سيبقى كما هو ؛
و هذا هو الxxxx الذي اجهض الأمنية !!!


ألن اجاب : ايي عفية سباعية ' بطلة ' ،، زين يا كتاب ؟ و وين اكو مكتبة مفتحة هسة ؟ هاي السوالف تلقاها بباب المعظم والصبح لازم


تمتم بهدوء بعد ان اعاد هاتفه بجيبه : أدري ،، بس ....!!


لم يقل شيئا ،، لا يستطيع الافصاح عن طعنة اخته ،، حينها فقط تكلم الصامت : علي يا كتاب ؟ بلكت عندي



نظر له بشئ من الشفقة ،، عمــر ؛
لن تنفك إن تهتم بها ،، و هي لن تتنازل عن قرارها و تهميشها لوجودك


اخبره اسم الكتاب فقال عمــر بعد ان شعر بالراحة تغزو قلبه ، و كيف لا يشعر بها وهو يحل مشكلة الفتاة المدللة و يهدأ من غضبها قليلا : إييي عندي ،، إنتظر قبل لتروح لبيتكم اجيبلكياه !


تركهما مكانهما وتحرك بهدوء للداخل و إبتسامة خفيفة على وجه علي تشيعه !
لم يتأخر طويلا اذ انه عاد و اعطى الكتاب لـ علي الذي قال من غير ان يأبه لوجود ألن : اقرا عليه الفاتحة ،، ما اضمن اختي اذا عرفته كتابك شتسوي بيه !



بحــدة اجاب : لتقلهـــآ كتابي ،، عليك الله علي لا تصير زمال وتقلها ،، عوفها بحالها مو طيحت حظها بتصرفاتك هاي !



لم يفعل شئ سوى القهقهة المثيرة للنرفزة بالنسبة لـ عمر ،، و الغير مفهومة بالنسبــة لـ ألن !!


اخذ الكتاب وتوجه لمنزلهم وهو غير مرتاح لفكرة انتقال عمر و اهله بتاتا ؛
فلن يستطيع وقتهـآ الاطمئنان على اهله في حال غيابه ،، و لكن ليس بيده حيلة ،،
حاول كثيرا ان يثني رفيقه عن هذا الشر ،، و لكن عمر كان مصرا و مصرا جدا ؛
و ها قد قرب موعد انتقالهم ،، و عودة التوتر بالنسبـة له !


عندما دخل المنزل وجد جدته تقرأ القران في المطبخ ،، لم يشأ مقاطعتها لكنها هي من توقفت قليلا لتنظر له بتساؤل : ها يمة شبسرعة رجعت ؟ شنو مراح تروح ؟!



قال بهـدوء وهو يتجول بإنظاره : هسة اروح بيبي ،، بس وين لييينا ؟


الجدة : فوق دتقره !



صعـد مباشرة لها و قلبه ينبأه بوضع لن يعجبه ،،
وجد بابها مفتوحا فــدخل مباشرة وهو يقول : هاي الكتاب وجبنالجيااه !



إستغرب عدم وجودها بالغرفة ، الامر الذي جعل الشك يدب في أعماقه ،،
ترك الكتاب على رف المكتبة و تحرك الى الخارج بسرعة ،

هذا ما كان يغشاه !
كيف لم يفكر بالأمر ؟!
أخته ليست ضعيفة ولا طفلة غبية كما يظن احيانا
بل انها شرسة تعيـــد الصاع صاعين !

وقف عند مدخل غرفته و استند بكتفه على حافة الباب وهو يرى التحدي بعينيها ،
نقل انظاره على الارض ثم لها : هاي شسويتي ؟



رفعت كتفيها بدون ادنى إهتمام : ولا شي ،، بس شكيت ' مزقت ' التأييد الي مثل الزمال رحت سويتلكياه والشمس حرقتني بس لإنك طلبته مني ،، فهاهية هسة ارتاحيت .. العين بالعين والبادي اظلم !



برغم صوتها الهادئ كانت في الداخل مرعوبة من عصبيته التي إن ثارت لن تجد ما يخمدها ؛
و لكنها تظاهرت بالقوة و السيطرة و لم تغيير من موقفها ؛

و هو بالفعل استشاط غضبا ،، و لكن يبدو انها تقرأ شئ من القرآن الكريم لتهدءته رغما عنه ،، فهاهو لا يستطع الصراخ بوجهها ولا يستطيع تأنيبها
فهو بالفعل كان ' الاظلم ' ،
و ردة فعلها كانت من جنس العمل ،، و مناسبة جدا !!

رفع سبابته بوجهها ليهدد و لكن بهدوء : باااجر يااا زماااااالة ، تروحين مرة لخ للطبية ' كلية الطب ' ،، و تجيبيلي تأييد لاخ ، و لا والله يا لين اجيج للكلية و قدام ' امام ' جماعتج أطييح حظج ،، مو شايفتني زعطوط تلعبين وياية ،، و جبتلج الكتااب بغرفتج ، بس مثل مقتلج اذا باجر التأييد مو يمي بنفس الكتاب اكسر راسج !



ابتعد عن المكان وهو يغلي غيظا ، الا انه تماسك ولا يعلم السبب بذلــك ،
بينما هي فـ توجهت مسرعة لغرفتها غير أبهة بتهديده الأحمق ،،
عندما دخلت الغرفة لا شعوريا ابتسمــت براحة عميقة وهي تزفر الهم الكابت على صدرها

فـ هي لم تكن واثقة بكلام علي والآن فقط هدأت ،، لكنها عندما اقتربت لا اراديا نزل فكها السفلي بشكل كوميدي ،،
أيعقل ان يكون هذا كتابا ؟!
يبدو ان وزنه بحدود الـ 10 كيلو غرام ،
يا الهي ،، كيف ستستطيع حمله ؟!
أو بالأحرى كيف ستستطيع البحث فيه ،، إنه مرعب !!


ضحكت بدون شعور عندما تذكرت تهديد اخوها ،، قال انه سيكسر الكتاب على رأسها
و بعد رؤية شخصه المبجل هي أكيدة بإنه لن يصبه مكروه غير تلوثه بدماء رأسها الذي سيتهشم تحته !


الفكرة اصابتها بالإشمئزاز ، إنها تخاف الدم ،، تخافه جدا
فـ تأريخها مع هذا السائل سيبقى عالقا في مخيلتها ولو بعد مائة عام !
اولا دم ابوها المغطي ارضية موقف السيارات ،، و من ثم دم مصطفى المغطي جســده !


اخذت نفسا عميقا وهي تحاول ان تتناسى الألم الذي له وقع الطرق بالمسمار في عضلة القلب
الم يدميها ،، و يمزقها لأشلاء مبعثرة !


بعد أن اطمأن قلبها لوجود ما تحتاجه ،، عادت لغرفة اخيها من جديد و رفعت قصاصات الورقة الوهمية من على الارض
ثم اخرجت الورقة الاصلية من جيب بيجامتها لتضعها على المكتبة من جديد ،، و كتبت على احدى الاوراق المبعثرة بأحد اقلام اخيها المهمل
' حتى تعرف اني عاقلة و مو مثلك ،، هذا تأييدك وترة بعدني اكرهك '



لا تعلم لم تلتصق هذه الكلمة بلسانها ؟!
لطالما تستخدمها عندما تكون غاضبة ،،
تذكرت شيئا تريد ان تمحوه بقوة من ذاكرتها ،، تذكرت ذلك الذي قد استقبل منها هذه الكلمة مسبقا
فـ حتى هو لم يسلم منها !
ولكن ليس هذا ما احرق فؤادها ،، بل ذكرى عزاء اخيها هي ما فعلت !



عادت لـ غرفتها من جديد و هي متحمسة لبدء العمل على التقرير الذي تشترك به مع 3 طلاب ،
طالبتان و طالب ،، جميعهم ينتمون لشعبة واحدة و ' كروب ' واحد ،
تحاول التماشي معهم لتمضية الوقت لا اكثر !!


عندما تقدمت من مكتبها واجهت صعوبة في حمل الكتاب من الرف و وضعه في مكانه المخصص ،
جلست على كرسيها و اول شئ فكرت به ،، من اين اتى علي بالكتاب؟
فهي لم تتصل به الا منذ 10 دقائق و اخبرها حينها انه لا يملكه ؟!
و هذا واضح عليه الاستعمال فطبعته ليست حديثة ،، إذن هو لم يشتره ، وحتى وان كان جديدا فإن فكرة شراءه مستبعده لإن الوقت لم يكن كافي


لا تعلم لما يتحدث الاخرق الصغير الذي بحجم قبضة الكف ليخبرها بشئ تأبى تصديقه ؟!

والاهم من ذلك كيف له التحدث ؟
و لكنه يفعل احيانـآ ،، و حينها يقوم بإيلامنا حقا !

فتحت اول الصفحات وهي تحاول اثبات شكوكها ، و لكنها فشلت ،، إذ انها لم تجد اسم المالك !
بدأت بدون شعور البحث بين الأوراق الكثيييرة بطريقة سريعة علها تصل لجواب لإستنتاجها ،، لكنها رغم ذلك لم تجد غير شخبطات و ملاحظات علمية بخط جذاب لا تستطيع التأكد من شكوكها بشأن صاحبه !!


في النهاية قررت ايقاف نفسها عن المضي في هذا الغباء ،، عليها ان تتوقف حالا !
كانت على وشك اغلاق الكتاب لتحضير اوراقها و احتياجاتها عندما استوقفتها كلمات بالعربية في احدى الاوراق !


و لكنها فلتت من بين يديها فعادت للبحث من جديد و هذه المرة يسكنها الامل ؛

آآه .. و اخيرا وجدتها !

' عموووري احبببك ياا قلبي انتاااا و شكراا عالموبايل الجديد '


كانت جملة عنيفــة جعلتها تشهق بشكل لا ارادي ، إلا انها هدأت عندما قرأت الاسم بجانب التوقيع ' ميووسة '


تبااااااا لعمــــر هذاااا تبااا له و لما يفعله ،،
بل تبــآ لـ علي الذي لم يجد مكانا اخر يأتي منه بالكتاب غير عمر الكريه ؛
و تباا لقلبها الذي انبأها منذ البداية عنه !!


استقامت وهي تشتم اخاها و رفيقه و قررت رمي الكتاب بغرفة اخيها وهو سيعلم السبب بالتأكيــد

عندما همت بحمله اشتعل قنــديل برأسها جعلها تهدأ و تهـدأ ثم تهـــدأ !

إبتســمت لا اراديا وهي تترك الكتاب مكانه وتهمس بغرور : هه هذا الي كاتلين روحهم عليه البنات ؟ محد كااتله و شاعل قلبه غيري اني ، هه ولا احد حيقدر يقترب منه فليش اضوج من حجييهم ؟ صدق يضررب الحب شوو بيــزل ،، لازم قبل كلشي اخابر رسووش وانطيها خبر









.
.
.







في جهة أخرى يجلس مع ألن الذي يتحدث بحماس تارة ،، و بإنزعاج تارة اخرى
ولكنه في النهاية ثار عليه : وجـــع عمر وييين بالك ؟ لك كلــب ابن الـ ـ ـ ...

صمت عندما تذكر ان والد عمر شهيــد ،، ثم اكمل بأسف حقيقي : أسسسف اني كلب وابن 16 كلب هم .. بس لتصير عصبي


كان من الممكن ان ' يصير عصبي ' لكن بعد هذه الطريقة الرهيبة بالاعتذار ليس بإمكانه سوى الضحك : لك والله تحط نفسك بمواقف طااايح حظها مثل وجهك ،، إحترم نفسك من البداية ولتغلط


لم يهتم بالرد ،، فقال ما يهمه : هسة عوووفنا مني ،، ومن لساني الزفر ،، قلي شبيك صاافن و بالك مو هنا ؟
لك والله ساعات اشك بيك



إبتسم بهدوء : شـ تشك بيه ؟ مابيه شي الحمدلله ريح نفسك



بشقاوة اردف : اي طبعا اريح نفسي ما عندي غيرك اني ،،
ثم اكمل بسرعة و كأنه يتذكر توا : لـــك صدق مقتلك .... البارحة جنت بالكنيسة و منو شفت هنااااك ؟



عمر اجاب بنفس السرعة : سلااااااف ؟!



هز رأسه ضاحكا بسخرية : لا شيجيب سلاف هناك يا غبي ،، مو هيه استسلمت و انتهى الموضوع ،، شفت امها .. خطية بقت تبجي و تقول مشتاقتلها



بحيرة رد : هيه لـ هسة مختفية ؟!


ازدرد ريقه بخفة و تغير لون وجهه ،، و هذا الامر يحدث نادرا ،، و هذا ما جعل عمر يهمس بتوجس : شبيك ألن ؟ شبيها البنيــة ؟!



بنفس الهمس اجاب و هو يعيد بجسده ليستند بتعب على الاريكة : ما بيها شي ،، بس .... أني اعرف وينها !!



توسعت حدقتيه ليقول بإستغراب : تعرف و مرحتلها ؟!


اجاب بقلة حيلة : عمــر بالنسبة النا سلاف ماتت من يوم عافت ديننا ،، إنته تعرف لو ابوها بس لقاها رح يذبحها ،، و اني مو مستعد افوت بخطيتها ،، لإن عمي اذا شك اني اروح لمكان اكثر من مرة رح يراقبني و رح يعرف لإن هوه اصلا ماعنده ثقة بيه !!


زفر بهم و ابعـــد نظره عن رفيقه : ولا عبالك ' كإن ' أني هم تدمرت وره مراحت مني !



اتعبه منظر ألن بهذا الحال ، فهذا الرجل لطالما كان شقيا و عفويا ،، و إختصاصه قلب الهدوء لـ صخب
فالصمت ليس ثوبه ابدا ،، و عندما يحزن يجبر المقابل إحترام هذا الحزن


كم يتمنى لو يفعلها ألــن و يعتنق الإسلام هو الأخر ،، و لكن بعد قناعة داخلية و رضا نفسي
فـ لا إكراه في الدين !!
ليتــه يفعلهـآ ..!






.
.
.






يجلس بإرتياح على الاريكة و امه امامه ،، و بجانبها تلك المدعوة بإبنة زوجها ،
لم يهتم لوجودها كثيرا و هذا ما يفعله دوما ،، اذ تكلم مع والدته بهدوء : باجر ان شاء الله تجي امج من الصبح و لينا الظهر ترجعها !



تناقلت النسوة النظرات المرعوبة بينهما ،، وهذا ما جعله يرفع احدى حاجبيه متسائلا ، و لكن والدته لم تجبه بما يريد : أني باجر رايحة لبيت خالتك ام سنان ،، وامر على امي ببيتكم لتجيبها انته


بالفعل تكونت علامة استفهام كبيرة فوق رأسه جعلته يعتدل بجلسته قائلا : يوووم شييج ؟ شوو دااحسج ضامه ' تخفين ' شي علية ؟!


اجابته بشئ من الحدة وهي تحاول تغليف ارتباكها : يعني شبيية قابل ؟ إنته شو من اول مجيت قالب خلقتك عبالك قووة جار نفسك و جاي



هذا ليس بمحور الحديث ،، فـ والدته قد ادارت الدفة ،، قال بشئ من الضيق : والله اني كلشي ما بيه ،، بس من افوت لهالبيت ميية جني يفوت براسي !



لم يكن بحاجة لهذا الاعتراف فهم على علم بهذا الامر ،،
توجعت الفتاة من قوله الغير منصف ،، كيف له ان يتجرأ ليقول مثل هذا القول امامها ؟!

عليه ان يتعلم اداب الضيوف و الحديث هذا الرجل العديم الذوق !!


تبا لأمل والدها بزواجهما ،، لقـــد جعلها تتعلق به بجنون ،، وهي على ثقة كاملة بكونه يمقتها من مقته لـ والدها
ولا تلمه في ذلك ،، فـ برغم كل شئ كانت والدته بالنسبة لهم ام ثانية بينما والدها لم يذيقه ابــدا طعم الابوة التي يحتاجها اي شخص ' بغض النظر عن كونه ذكر او انثى ' في اثناء نشأته و نموه


ولكن ليعلم هذا الـ علي انه مهما تمادى بأفعاله و اقواله لن يهرب من قيدها ،، سيبقى لها حتى و ان اضطرت لتكبيل يديه و قدميه بهذا المنزل الي يدخل العفاريت لـ رأسه !


والدته لم تقل شئ بعدما قال ،، وهو قام من مكانه وهو يشعر بالإزدراء ،، لولا يسر و ضي ماكان سيأتي ابدا
فهو يعلم ان والــدته لا تهتم لأمره كثيرا ،، و ردة فعله تجاه الموضوع ليست بأفضل !



قال بدون اهتمام لنظراتهم : يللا اني رايــح ،، إذا البنات ناموا شعندي باقي ،، و بعدين وراية اختي و بيبيتي بالبيت ملازم اتأخر



تبا لكلامه الوقح ،، هذا ما فكرت به الفتاة ،، حتى سمعت والدته تحدثها : سارة عيني قومي بلا زحمة عليج جيبي الـ ـ ـ...!



قال مقاطعا : كلشي ما اريد ،، و بعدين انتو اكلكم وسخ الخدامة تسويه ،، أني بيبيتي حبيبتي ممبقيتني اشتهي شي !



لم تحتمل هذا المزاج المتعكر اكثر : علي و سسسم ان شاء الله ،، مو كافي ؟ ترره انته صدق متستحي و ماااعندك ذرة احترام ،، اني امك ياحيـ ـ ـ !!



قاطعها من جديد ببرود يحرق الاعصاب : اسفين ياابة عصبناج .. يللا رايح !



خرج من بوابة القصر الذي يمقته جدا ، و شعر بالهواء النقي يدخل قصباته و يريحه قليلا ؛
ها نحن ذا ،، لم يبق سوى الخروج من السور الخارجي لكي يرتاح حقا !


عندما وصل سيارته و ركبها ،، رفع رأسه بشكل لا ارادي بإتجاه غرفته ،، و إستغرب كثيرا حين رؤيته للأنوار مضاءة

هو على ثقة بإنه اطفأها عند مجيئه اخر مرة ،
و على ثقة اكبر بإنه قد هدد اصحاب المنزل من الاقتراب من غرفته ،

ويـــل لمن تجــرأ ..!

ترجل مسرعا من السيارة ، و قبل دخوله المنزل قرر الولوج من باب الصالة الخارجية حتى لا يراه احد ،
عليه ان يطمأن اولا على سلامة غرفته ، ثم سيبحث عن الفاعل و يعاقبه !

فعل ما قرر ،، و عندما وصل عند باب الغرفة وصل لمسمعه صوت انين جعله يمسك قلبه لا لـ شئ و لكن لشعور الخطر !
كان على وشك ادارة وكرة الباب بعد ان فتح قفله بمفتاحه الخاص و لكنه سمع صوت سارة تصرخ برعب من خلفه : لااااا علـــيييييي لاااا تفتحه


إلتفت لها مصدوما من فزعها ،، و مصمما على فتح الباب اكثر ،، لكنها ركضت بإتجاهه مرعوبة وهي تصرخ : لاااا ،، الله يخلييك اوقف



مسكت يده تمنعه من عمل شئ ، و بدأت بالصراخ منادية لـ والدته : خااااالة ،، عليييي هناااا .. خااالة !!



رغم صراخها ،، كان يسمع صوتا اقوى ،،
وذو اثر اعمق في نفسه ،، الانين نفسه كان يتزايد و هذا الامر جعله يدفع بـ سارة بقوة صارخا بها : ووووجع ،، وخـــري منا خليني اشوف من شنو خايفين



فتح الباب بقوة و عنف غير آبه بصرخات والدته الاكثر فزعا من سارة والتي وصلت توا لموقع الحدث

بينما هو تسمــرت عيناه بذهول في ما يرى ،
تخشب في مكانه و الجم لسانه عن الحديــث ؛
حتى السمع يشعر بإنه قد تلاشى ،، فلا حاسة باتت تشتغل عنده بشكلها الصحيح سوى النظر
و ليتها هي الاخرى تتعطل !!
قبل ان يصدق عقله مايرى ،
لا يرى سوى عينان معلقتان بعينيه و تتوسلانه الرحمة ..!
مقلتان غارقتان ببحــر من الرعب الذي اصابه بتيآر كهربائي قصف جســده حتى اصغر خلية

تأكدت شكوكه الآن بشأن هذا البيت و أصحابه !
تبا لهم جميعـــآ




.
.
.




نهآيةْ البرآءة الثآلثَة

حُلم
مدام زهرة غير متواجد حالياً  
قديم ,   #8
معلومات العضو
مدام زهرة
ღ صاحبه بيت ღ
 
رقم العضوية : 281
☂ تاريخ التسجيل : Jan 2017
عدد المواضيع :
عدد الردود :
مجموع المشاركات : 5,199
النقاط : 1035
مدام زهرة لديها الكثير لتفخر به مدام زهرة لديها الكثير لتفخر به مدام زهرة لديها الكثير لتفخر به مدام زهرة لديها الكثير لتفخر به مدام زهرة لديها الكثير لتفخر به مدام زهرة لديها الكثير لتفخر به مدام زهرة لديها الكثير لتفخر به مدام زهرة لديها الكثير لتفخر به
افتراضي رد: رواية ابرياء حتى تثبت ادانتهم .. للكاتبة ( حلم يعانق السماء )

مرتين .. ابتسم عندما رأى عبوسها و هي تنظر بإتجاهه : شدعووة كلفت نفسك ؟ جان تأخرت بعد و نسيتني



لم يتحرك بل قال بهدوء : ليش مزعله ماما ؟


بضيق اجابت وهي تستقيم من جلستها على سريرها المنفرد : اييي والله مقلت شي ،، بس حجيت على لينا وهيه عصبــت و رزلتني ' عنفتني ' !


يده الممسكة بوكرة الباب ثبتت لثواني ثم قال متسائلا : ليش شبيها ؟


Like
fatmeh, أمة الله, صبا العلي and 7 others like this.

*انفاس المطر* غير متواجد حالياً أضافة تقييم إلى *انفاس المطر* تقرير بمشاركة سيئة رد مع اقتباس إقتباس متعدد لهذه المشاركة الرد السريع على هذه المشاركة
قديم 18-08-12, 05:15 PM #6

*انفاس المطر*
نجم روايتي وباحث بفريق عمل شخصيات صنعت التاريخ وعضو الموسوعة الماسية لقصص من وحي الأعضاء

alkap ~

الصورة الرمزية *انفاس المطر*

? العضوٌ?ھہ » 166222
? التسِجيلٌ » Mar 2011
? مشَارَ?اتْي » 1,388
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
? نُقآطِيْ » *انفاس المطر* has a reputation beyond repute*انفاس المطر* has a reputation beyond repute*انفاس المطر* has a reputation beyond repute*انفاس المطر* has a reputation beyond repute*انفاس المطر* has a reputation beyond repute*انفاس المطر* has a reputation beyond repute*انفاس المطر* has a reputation beyond repute*انفاس المطر* has a reputation beyond repute*انفاس المطر* has a reputation beyond repute*انفاس المطر* has a reputation beyond repute*انفاس المطر* has a reputation beyond repute
¬» مشروبك cola
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي
يال سخرية الوضع ،، لم يسأل اخته ما قالت ،، فما يهمه فعلا هو ' حال تلك ليسأل عنه '

قالت بدون اهتمام وهي تمسك بيده لتدخله الغرفة : شمدريني هسة عوفنا منها ، حباااب مدام اجيت تعال شوفلي اللاب توب شبيه ،، طييح حظي مديشتغل !



عقله ما زال مشغولا بها ،، و لكنه لا يريد ان ينتبه احد لما فيه ،، يكفيه ملك و نظراتها ، و علي و سخريته !
قال بعد ان استعاد السيطرة على نفسه : طبعا انتي فيروس مو بشر ، احنا لازززم كل شهر نعطل شي و تعال يا عمر شوفله جارة ' حل '




ابتسمت بدلال و هي تترك يده ليجلس على السرير ،، فصلت اللاب توب عن الشاحن و جلبته له بسرعة و نشاط و كإنها نسيت تماما ما حدث منذ قليل : طبعاا حبيبي كم ميوسة عندك ؟؟



بسخرية رد بعد ان فتح الجهاز و انتبه للـ دمار الذي خلفته اخته : وحدة و شااالعة قلبي ' بمعنى مؤذية '





.
.
.




تذوقت الطعام بشهية خفيفة ،، شهية افتقدتها منذ مدة ،، جدة علي طباخة ماهرة !
و تحمد الله على هذا الامر فلولاها كانت هي و اخوها حتما سيموتان على اثر الجوع ،، فهي ليست من هواة المطبخ و عمله !


بإبتسامة قالت للجدة : عاااشت ايدج بيبي البرياني رهيب !



الجدة اجابت بتعالي طفيف : بالعافية بيبي ،، هالعطلة ان شاء الله اقعد اعلمج ،، باجر عقبه منو ياخذج و انتي متعرفين تسوين شي ؟!


بنفس الابتسامة لكن بطريقة مختلفة : لا عيني شكرا ما اريد ،، اصلا اني ما اتزوج شلي بشلعان القلب !



بثقة اجابت : أنجبي ،، كل بنية نهايتها الزواج لتعيدين هالحجي الي ما منه فايدة ،، و بعدين تريدين تبقين على قلب اخوج ؟! هوه هم يريد يشوف نفسه و يفتح له بيت و اذا انتي بعدج ما رح يقدر يعوفج



بالطبع ستقول هذا الكلام فـ علي هو حفيدها و ليست هي !
لم تهتم بالامر كثيرا و حولت اهتمامها للسلطة و هي تقول : هممم شوفي الزلاطة شلون تخبل بيبي ،، حتى لتقولين مااعرف شي ،، و ورة الاكل الجاي ' الشاي ' منو يسوي مو هم اني ؟! تره بيه امل !



الجدة ردت وهي غير ابهة لما قالته : غصبا عليج تتزوجين و اجي لبيتج و تسويلي برياني انتي !


ضحكت ساخرة و لـ ثواني فقط تراءت لها عيناه و هما تسترقان النظر لها !
و تداخلت معه اصوات المعجبات الغبيات
بسرعة ابعدت صورته عن بالها و هي تأخذ شهيقا حارا لتخرج زفيرا محرقا كارها لما فعلته

الجدة ابتسمت و هي تكمل اكلها بعد قولها : لتتنهدين ،، الي الله كاتبه حيصير ان شاء الله


كانت الملعقة على وشك السقوط من بين اصابعها الا انها تماسكت من غير ان تحاول الرد بالكلام !



بعد ان اكملوا غداءهم كانت هي من يغسل صحون الغداء والجدة تجلس على احدى الأرائك في مطبخهم الكبير جدا و المكون من جزءين احدهما تحضيري و الاخر يمثل جلسة مريحة بوجود التلفزيون !


تستغرب مدى عصرية حياة هذه الجدة ،، فبعمرها المقارب للـ 65 تجدها مهتمة بنفسها جدا !
تختلف اختلافا كبيرا عن جدات الفتيات اللاتي تعرفهن ، فهذه تهتم بأناقتها و مظهرها و بالرغم من ذلك تجد ان احترامها لسنها فائق

فهي غير متصابية ابدا ،، و لكنها تحب الاعتناء بمظهرها وفقط !
حتى انه حقائبها و احذيتها ذات الكعب الواطئ هي من ماركات عالمية و بأسعار عالية جدا !!


لكن طبيعة الحياة تختلف بين الجميع و هي ما جعلت هذه المرأة بهذا الشكل
لا تعلم لم فكرت بأيام وجود عمتها ام حيدر هنا !

لقد كانت مقيدة جدا ،، حتى انها كانت تحاول تناول الطعام بغرفتها و على انفراد ،، يالها من ايام عصيبة حقا ،، فقدت وقتها شعور الانتماء لهذا المنزل و كإنها ضيفة ثقيلة فيه ،،
الشئ الوحيد المسلي انذاك هو وجود مصطفى رحمه الله




تنبهت لـ صوت مزمار سيارة علي ،، قالت بضيق و هي تغسل يدها : اففففف ،، يعني ميقدر ينزل هوه يفتح البااب ،، شقد مكرووه !



جدته نظرت لها بشئ من الحدة : روووحي انتي شناقصج ايد رجل ؟ و بعدين هوه تعبان جاي روحه طالعة بهالحر


مسحت كفيها ببجامتها الصيفية ولم تحاول الانخراط في محاورة عقيمة مع هذه المرأة
و كإنها هي الغير متعبة ،، فهي ايضا لم تعد من الكلية الا منذ ساعتين

توجهت نحو الباب الخارجي و في طريقها تفقدت نظافة سيارتها المركونة في الموقف !
كم تتمنى لو يكون القادم هو والدها !
اليست هذه سيارته ؟ فلا يحق لغيره الركوب
لم علي لم يرحم ضعفها و شدة احتياجها لإبعاد هذه السيارة و مزمارها عن المنزل ؟!
فهي لا تحتمل سماع هذا الصوت و الامتثال لطلب السائق ان كان غير والدها

و لكن هذه مجرد امنيات حبيسة لصدرها و لـ كبرياءها التي ترفض الخذلان و التنازل !
فـ هي لن تقول شيئا ، و لكنها تتمناه ان يفهم ،، حتى و ان طالت مدة فراق والدها
ستبقى كلما سمعت هذا الصوت و رأت هذه الـ ' جيب ' ستتذكر رجلا واحدا


فتحت له الباب من غير ان تظهر للمارة ،، بمهارة اعتادتها ،، ولكنها كانت متأكدة من انه سيتضايق من خروجها بهذا الشكل

فـ حتى ان لم يقل فهو واضح جدا بالنسبة اليها
يحاول أن لا يجبرها على الحجاب او الالتزام ،، فقد فعلها مرة بوجود والدها و صدم من عدم موافقة ابوه على هذا الامر
فكما قال سابقا انه لا يريد ان يجبرها على شئ هي لا تريده و لا تستطيع تحمله !
و كان على ثقة بكونها ستأتيه يوما زافة له رغبتها بالحجاب !
لكنها لم تفعل ،، و هو استشهد قبل ان يفرح بخبرها



عندما ركن سيارته او بالاحرى سيارة والدها خلف سيارتها ترجل منها و وجهه احمر من فعل الشمس القوية ؛
لا شعوريا ابتسمت بسبب تكشيرة وجهه و عصبيته الواضحة ، و كأنه يفكر بالعراك مع الشمس هذه المرة !


رمى عليها السلام بدون اهتمام و تحرك قبلها لـ جهة المطبخ ، سلم على جدته التي استقبلته بحفاوة شديدة ،، و توجه مباشرة ناحية الموقد لكي يكشف عن نوعية الغداء كعادة اغلب رجالنا !

و عندما اعجبه جدا قرر ان يأكل وهو في مزاج غير هذا !
إذ انه تمغط بتعب : اوووف يااابة تكسرررت اليوم ،، الكلب ابن الكلب المدير اليوم شاايش ' هائج ' علينا خلا الكل يتراكض


ضحكت لينا بتشفي وهي تعود لتكمل عملها ،، اصابها الضجر عندما قالت جدته بإهتمام : سووودة علييية يووم ،، هسة اختك تصبلك غدا و تغدا و نااام !



بنفس الارهاق اجاب و اشعر لينا بالارتياح : لا مو جوعان هسة ، اروح انام ومن اقعد اكل و بعدين اروح لبيتنا من زمان مراايح

اكمل وهو يتحرك من جديــد : تريدين تجين وياية تشوفين امي ؟



اجابت جدته بتعقل : واختك وين تروح ؟



عاااد لها شعور عدم الارتياح و كإنها عبء ثقيل في هذا المنزل الذي كان قصرها هي و اخوها !

قال وهو يقف متابعا حركات لينا بدون اهتمام : تجي ويانه ،، قابل وين تروح ،، ساعة و نرجع



اجابت من غير ان تلتفت بإتجاههم متظاهرة بإنغماسها في الغسيل : عندي كوز بااجر ما اروح ،، روحوا وحدكم !



كانت على ثقة بإنهم لم يتركوها بمفردها ، و لكنها ارادت الاغاظة وحسب !
لكنها لم تنجح اذ انهما لم يهتما لما قالت ،، فإجابة الجدة كانت مقتصرة على : بااجر الصبح من تروحون للدوام ان شاء الله وصلني يم امك ،، و الظهر لينا ترجعني من ترجع



كان حلا روتينا اعتادوه منذ فترة !
هز رأسه مقتنعا و كان على وشك الخروج من المطبخ عندما تذكر ما اوصى به اخته اليوم ،، فتوقف ليلتفت لها متسائلا : صدق لين جبتي التأييد ؟


وهي على نفس وضعها اجابت : إييي حطيته بغرفتك فوق !



إبتعد علي من غير حتى كلمة شكر ، و عادت الجدة لتتابع التلفزيون ،
أما هي ،، فـ إشمئزت من عقلها الذي عاد لـ يرن بكلمات السمراء الجذابة !



.
.
.












كانا هما الاثنان يقفان كـ مراهقين عند باب بيت عمر ،، يتكلمان بحماس شبابي بشأن مباراة أمس ؛
الشئ الوحيد الذي يفرقهما هو ' مباراة الكلاسيكو '
فأحدهما مدريدي و الأخر كتلوني كما يقال !


و مثل كل مرة ينتهي الامر بمشادة كلامية عنيفة قريبة للشجار ينهيها عمر بتعقله الدائم ،، ليحاول علي اشعالها من جديــد !


في النهاية قرر الإستسلام ،، فـ لديه امر عليه اتمامه ،، يجب عليه الذهاب لبيت والدته و رؤية أختيه !

قـآل بهدوء مفاجئ بعد ان كان يصرخ منذ قليل : يللا اني رايح ،،من زمان مشايف يسر و ضي



هز رأسه متفهما بعدها قال عند رؤية سيارة تدخل بداية الفرع السكني و تقترب عندهم : ولــي خلصني ،، اجا آلن حبيب قلبي ،، و الله مشتااقله الكلب فد مرة ميسأل !



التفت علي بإتجاه السيارة ليقول بـ برود : ****



ضحك عمر ملئ شدقيه ،، بالوقت الذي ركن ألن سيارته بالقرب و الابتسامة على محياه : هلا والله بالشباب الزينة ،، طبعا عرفت راح القاكم على هالحالة بعدكم دايحين ' كلمة رجالية بمعنى صايعين ' مو بيدكم !!


ضحك عمر و ضربه علي على كتفه ثم تبادلا السلام الأخوي ؛
ثم اقترب من عمر و حدث المثل و هو يقول : انتو محد يقدر يطيح حظ صداقتكم بس الكلاسيكوو ،، هههههه



ليقل علي بسخرية : غير إنته خواف مداخل ويانه بهاي الحرب



فأجاب بتهديـــد : أبووو حسيــــن اغااااتي ' كلمة رجالية بغدادية تدل على الاحترام ' و تااج راسي الورد ،، لتخليني اشغل هالعضلات عليييك !



عمــر تدخل مسرعا عندما رأى نظرات العلي الغير مبشرة بخير : يمعوود الن كبرنا على هالخبالات ،، سكتوا لتفضحونا بالمنطقة !



ضحك ألن و علي شعر بذلك الخامد في قفصه الصدري يعلن عن إنقباضة قاسية !
كم يكره الذكريااات و يمقتها !


بهذه اللحظة فقط رن هاتفه ،، اخرجه من جيبه من غير ان يتحرك و قرأ اسم المتصل ' لييين '

بشكل تلقائي رفع عينه بإتجاه منزلهم ،، و لم يلحظ هذه الحركة غير عمر الذي كان منتبها لكل ما يفعله اخوها !

رد بعد ان ابتعد خطوتين عن اصدقاءه : ها ؟ شتريدين ؟!



وصله صوتها متمردا ،، و يعزي السبب لقلة ذوقه بالكلام : اقلك حباااب اريــد كتاب golden frank عندي سمنار ' مناقشة ' و قلولنا لاازم نطلع الموضوع منه ،، علاااوي الله يخلييك جيبليااه !


إستخف بكلامها كثيرا : و منيين اجيبلجياه هسة ؟!


ضعف صوتها وهي تشعر بقلة الحيلة : شمدريني لعد اني ليش مخابرتك ؟! دشووفه انته بلكت عندك بالبيت !


أجابها بدون اهتمام : لا ماعندي ،، شوفي بمكتبة ابوية اكيد عنده !


قالت بعصبية من بروده : دووورت و ملقييت ،، علــــي لازم تجيبلياه والله اقلب البيت اذا مجبته !



رفع حاجب بإستهتار : روحي قلبي من هسة لإن مراح اجيب شي !!



و اغلق الخط بدون ادنى شعور بالذنب ،، و قبل ان يعود لرفيقيه وصلته رسالة كان متأكد من مرسلها
' جنت متأكدة هيجي حتقلي ،، اني لو ابوية واخوية موجودين جان محتاجيتك ،، شقــــد اكرررررهك '



إبتسم بخفة بعد أن اتم القراءة ،، ما كانت تشعر وهي تكتب ما كتبت ؟!
تريد لوي ذراعه هذه الصغيرة !
عقلها مازال بعمر العاشرة ،، برغم سنها الذي اقترب من الـ 20


ما يهم الآن إنها فعلتها ،، قد لوت ذراعه !
و لكنه في كل الأحوال لن ينفذ لها مطلبها ،، لإن الوقت الآن متأخر ،، لن يجد اي مكتبة طبية !!


ألن كان يحدث عمر عن غرابة سفرته للسويــد ، و غرابة عودته ايضا ؛
إلا انه لاحظ شرود عمر وعدم إهتمامه بما يقول برغم حواسه المتيقضة ، هذا ما جعله يقول : عمممر شبيك ولك مو صارلي ساعة دااكل ***


علي و ألن لا يستطيعان التحضر وترك الالفاظ السوقية ،، و هو لا يستطيع مسك نفسه عن الضحك عند سماعهما يشتمان !
و لكن هذه المرة كان باله مشغولا بمحادثة علي و أخته ،، فبعد رؤية نظرة علي لبيتهم تأكد بإنها هي المتصلة ؛

يا ليته يعلم ما تريد ،،
استنكر امنيته المخذولة تلك و أجاب ألن ; ما بيييه شي ،، اقلك ليش متفوت ' تدخل ' جوه ؟ علي يريد يروح لبيتهم يشوف خواته واني وياك نبقى و سولفلي على راحتك !


أعجبته الفكرة وقال بعد ان نقل نظره لعلي الذي تقدم عندهم : احسن ميجي صاحبك هذا ،، ما اريد اشوهله وجهه


لم يجبه ولا بحرف لاذع كعادته و هذا ما استغربه الاثنان ،، و لكن عمر وجدها فرصة ذهبية ليسـأل : خيير علي شبيك ؟!


بعد ان كان يعبث بهاتفه رفع رأسه : هااا .. لا مابيه ،، بس هاي لينا تريد كتاب و ضوجتني !



كانت إبتسامته على وشك الظهور ،، ليت كل امانيه تتحقق بهذه السرعة ،، فلو كانت هكــذا لن يفكر الا بأمنية واحدة ،، و واحدة فقــط ،، يريدها أن تشتعل حبا له ،، حتى و إن لم تكن نصيبه ،، لا يريد غير إحراقها كما يحترق هو لـ ذكرها !



قال ألن متسائلا : لينا اختك ؟ شتريد كتابيش ؟ عربي انكليزي حااضر اني !


قالها بمزاح ليقول علي بإنزعاج : دوولي ' بمعنى روح ' شقد بطران ،، ولك هسة هية بالصيدلة و شالعة قلبي ،، وهسة صايرة نار تريد الكتاب



حتى الامنية لا تتجرأ بالنمو ،، فهاهو اخوها يذكره بالفرق بينهما !
فهي ستصبح بعد سنين معدودة ' الدكتورة الصيدلانية ' ،، و هو سيبقى كما هو ؛
و هذا هو الxxxx الذي اجهض الأمنية !!!


ألن اجاب : ايي عفية سباعية ' بطلة ' ،، زين يا كتاب ؟ و وين اكو مكتبة مفتحة هسة ؟ هاي السوالف تلقاها بباب المعظم والصبح لازم


تمتم بهدوء بعد ان اعاد هاتفه بجيبه : أدري ،، بس ....!!


لم يقل شيئا ،، لا يستطيع الافصاح عن طعنة اخته ،، حينها فقط تكلم الصامت : علي يا كتاب ؟ بلكت عندي



نظر له بشئ من الشفقة ،، عمــر ؛
لن تنفك إن تهتم بها ،، و هي لن تتنازل عن قرارها و تهميشها لوجودك


اخبره اسم الكتاب فقال عمــر بعد ان شعر بالراحة تغزو قلبه ، و كيف لا يشعر بها وهو يحل مشكلة الفتاة المدللة و يهدأ من غضبها قليلا : إييي عندي ،، إنتظر قبل لتروح لبيتكم اجيبلكياه !


تركهما مكانهما وتحرك بهدوء للداخل و إبتسامة خفيفة على وجه علي تشيعه !
لم يتأخر طويلا اذ انه عاد و اعطى الكتاب لـ علي الذي قال من غير ان يأبه لوجود ألن : اقرا عليه الفاتحة ،، ما اضمن اختي اذا عرفته كتابك شتسوي بيه !



بحــدة اجاب : لتقلهـــآ كتابي ،، عليك الله علي لا تصير زمال وتقلها ،، عوفها بحالها مو طيحت حظها بتصرفاتك هاي !



لم يفعل شئ سوى القهقهة المثيرة للنرفزة بالنسبة لـ عمر ،، و الغير مفهومة بالنسبــة لـ ألن !!


اخذ الكتاب وتوجه لمنزلهم وهو غير مرتاح لفكرة انتقال عمر و اهله بتاتا ؛
فلن يستطيع وقتهـآ الاطمئنان على اهله في حال غيابه ،، و لكن ليس بيده حيلة ،،
حاول كثيرا ان يثني رفيقه عن هذا الشر ،، و لكن عمر كان مصرا و مصرا جدا ؛
و ها قد قرب موعد انتقالهم ،، و عودة التوتر بالنسبـة له !


عندما دخل المنزل وجد جدته تقرأ القران في المطبخ ،، لم يشأ مقاطعتها لكنها هي من توقفت قليلا لتنظر له بتساؤل : ها يمة شبسرعة رجعت ؟ شنو مراح تروح ؟!



قال بهـدوء وهو يتجول بإنظاره : هسة اروح بيبي ،، بس وين لييينا ؟


الجدة : فوق دتقره !



صعـد مباشرة لها و قلبه ينبأه بوضع لن يعجبه ،،
وجد بابها مفتوحا فــدخل مباشرة وهو يقول : هاي الكتاب وجبنالجيااه !



إستغرب عدم وجودها بالغرفة ، الامر الذي جعل الشك يدب في أعماقه ،،
ترك الكتاب على رف المكتبة و تحرك الى الخارج بسرعة ،

هذا ما كان يغشاه !
كيف لم يفكر بالأمر ؟!
أخته ليست ضعيفة ولا طفلة غبية كما يظن احيانا
بل انها شرسة تعيـــد الصاع صاعين !

وقف عند مدخل غرفته و استند بكتفه على حافة الباب وهو يرى التحدي بعينيها ،
نقل انظاره على الارض ثم لها : هاي شسويتي ؟



رفعت كتفيها بدون ادنى إهتمام : ولا شي ،، بس شكيت ' مزقت ' التأييد الي مثل الزمال رحت سويتلكياه والشمس حرقتني بس لإنك طلبته مني ،، فهاهية هسة ارتاحيت .. العين بالعين والبادي اظلم !



برغم صوتها الهادئ كانت في الداخل مرعوبة من عصبيته التي إن ثارت لن تجد ما يخمدها ؛
و لكنها تظاهرت بالقوة و السيطرة و لم تغيير من موقفها ؛

و هو بالفعل استشاط غضبا ،، و لكن يبدو انها تقرأ شئ من القرآن الكريم لتهدءته رغما عنه ،، فهاهو لا يستطع الصراخ بوجهها ولا يستطيع تأنيبها
فهو بالفعل كان ' الاظلم ' ،
و ردة فعلها كانت من جنس العمل ،، و مناسبة جدا !!

رفع سبابته بوجهها ليهدد و لكن بهدوء : باااجر يااا زماااااالة ، تروحين مرة لخ للطبية ' كلية الطب ' ،، و تجيبيلي تأييد لاخ ، و لا والله يا لين اجيج للكلية و قدام ' امام ' جماعتج أطييح حظج ،، مو شايفتني زعطوط تلعبين وياية ،، و جبتلج الكتااب بغرفتج ، بس مثل مقتلج اذا باجر التأييد مو يمي بنفس الكتاب اكسر راسج !



ابتعد عن المكان وهو يغلي غيظا ، الا انه تماسك ولا يعلم السبب بذلــك ،
بينما هي فـ توجهت مسرعة لغرفتها غير أبهة بتهديده الأحمق ،،
عندما دخلت الغرفة لا شعوريا ابتسمــت براحة عميقة وهي تزفر الهم الكابت على صدرها

فـ هي لم تكن واثقة بكلام علي والآن فقط هدأت ،، لكنها عندما اقتربت لا اراديا نزل فكها السفلي بشكل كوميدي ،،
أيعقل ان يكون هذا كتابا ؟!
يبدو ان وزنه بحدود الـ 10 كيلو غرام ،
يا الهي ،، كيف ستستطيع حمله ؟!
أو بالأحرى كيف ستستطيع البحث فيه ،، إنه مرعب !!


ضحكت بدون شعور عندما تذكرت تهديد اخوها ،، قال انه سيكسر الكتاب على رأسها
و بعد رؤية شخصه المبجل هي أكيدة بإنه لن يصبه مكروه غير تلوثه بدماء رأسها الذي سيتهشم تحته !


الفكرة اصابتها بالإشمئزاز ، إنها تخاف الدم ،، تخافه جدا
فـ تأريخها مع هذا السائل سيبقى عالقا في مخيلتها ولو بعد مائة عام !
اولا دم ابوها المغطي ارضية موقف السيارات ،، و من ثم دم مصطفى المغطي جســده !


اخذت نفسا عميقا وهي تحاول ان تتناسى الألم الذي له وقع الطرق بالمسمار في عضلة القلب
الم يدميها ،، و يمزقها لأشلاء مبعثرة !


بعد أن اطمأن قلبها لوجود ما تحتاجه ،، عادت لغرفة اخيها من جديد و رفعت قصاصات الورقة الوهمية من على الارض
ثم اخرجت الورقة الاصلية من جيب بيجامتها لتضعها على المكتبة من جديد ،، و كتبت على احدى الاوراق المبعثرة بأحد اقلام اخيها المهمل
' حتى تعرف اني عاقلة و مو مثلك ،، هذا تأييدك وترة بعدني اكرهك '



لا تعلم لم تلتصق هذه الكلمة بلسانها ؟!
لطالما تستخدمها عندما تكون غاضبة ،،
تذكرت شيئا تريد ان تمحوه بقوة من ذاكرتها ،، تذكرت ذلك الذي قد استقبل منها هذه الكلمة مسبقا
فـ حتى هو لم يسلم منها !
ولكن ليس هذا ما احرق فؤادها ،، بل ذكرى عزاء اخيها هي ما فعلت !



عادت لـ غرفتها من جديد و هي متحمسة لبدء العمل على التقرير الذي تشترك به مع 3 طلاب ،
طالبتان و طالب ،، جميعهم ينتمون لشعبة واحدة و ' كروب ' واحد ،
تحاول التماشي معهم لتمضية الوقت لا اكثر !!


عندما تقدمت من مكتبها واجهت صعوبة في حمل الكتاب من الرف و وضعه في مكانه المخصص ،
جلست على كرسيها و اول شئ فكرت به ،، من اين اتى علي بالكتاب؟
فهي لم تتصل به الا منذ 10 دقائق و اخبرها حينها انه لا يملكه ؟!
و هذا واضح عليه الاستعمال فطبعته ليست حديثة ،، إذن هو لم يشتره ، وحتى وان كان جديدا فإن فكرة شراءه مستبعده لإن الوقت لم يكن كافي


لا تعلم لما يتحدث الاخرق الصغير الذي بحجم قبضة الكف ليخبرها بشئ تأبى تصديقه ؟!

والاهم من ذلك كيف له التحدث ؟
و لكنه يفعل احيانـآ ،، و حينها يقوم بإيلامنا حقا !

فتحت اول الصفحات وهي تحاول اثبات شكوكها ، و لكنها فشلت ،، إذ انها لم تجد اسم المالك !
بدأت بدون شعور البحث بين الأوراق الكثيييرة بطريقة سريعة علها تصل لجواب لإستنتاجها ،، لكنها رغم ذلك لم تجد غير شخبطات و ملاحظات علمية بخط جذاب لا تستطيع التأكد من شكوكها بشأن صاحبه !!


في النهاية قررت ايقاف نفسها عن المضي في هذا الغباء ،، عليها ان تتوقف حالا !
كانت على وشك اغلاق الكتاب لتحضير اوراقها و احتياجاتها عندما استوقفتها كلمات بالعربية في احدى الاوراق !


و لكنها فلتت من بين يديها فعادت للبحث من جديد و هذه المرة يسكنها الامل ؛

آآه .. و اخيرا وجدتها !

' عموووري احبببك ياا قلبي انتاااا و شكراا عالموبايل الجديد '


كانت جملة عنيفــة جعلتها تشهق بشكل لا ارادي ، إلا انها هدأت عندما قرأت الاسم بجانب التوقيع ' ميووسة '


تبااااااا لعمــــر هذاااا تبااا له و لما يفعله ،،
بل تبــآ لـ علي الذي لم يجد مكانا اخر يأتي منه بالكتاب غير عمر الكريه ؛
و تباا لقلبها الذي انبأها منذ البداية عنه !!


استقامت وهي تشتم اخاها و رفيقه و قررت رمي الكتاب بغرفة اخيها وهو سيعلم السبب بالتأكيــد

عندما همت بحمله اشتعل قنــديل برأسها جعلها تهدأ و تهـدأ ثم تهـــدأ !

إبتســمت لا اراديا وهي تترك الكتاب مكانه وتهمس بغرور : هه هذا الي كاتلين روحهم عليه البنات ؟ محد كااتله و شاعل قلبه غيري اني ، هه ولا احد حيقدر يقترب منه فليش اضوج من حجييهم ؟ صدق يضررب الحب شوو بيــزل ،، لازم قبل كلشي اخابر رسووش وانطيها خبر









.
.
.







في جهة أخرى يجلس مع ألن الذي يتحدث بحماس تارة ،، و بإنزعاج تارة اخرى
ولكنه في النهاية ثار عليه : وجـــع عمر وييين بالك ؟ لك كلــب ابن الـ ـ ـ ...

صمت عندما تذكر ان والد عمر شهيــد ،، ثم اكمل بأسف حقيقي : أسسسف اني كلب وابن 16 كلب هم .. بس لتصير عصبي


كان من الممكن ان ' يصير عصبي ' لكن بعد هذه الطريقة الرهيبة بالاعتذار ليس بإمكانه سوى الضحك : لك والله تحط نفسك بمواقف طااايح حظها مثل وجهك ،، إحترم نفسك من البداية ولتغلط


لم يهتم بالرد ،، فقال ما يهمه : هسة عوووفنا مني ،، ومن لساني الزفر ،، قلي شبيك صاافن و بالك مو هنا ؟
لك والله ساعات اشك بيك



إبتسم بهدوء : شـ تشك بيه ؟ مابيه شي الحمدلله ريح نفسك



بشقاوة اردف : اي طبعا اريح نفسي ما عندي غيرك اني ،،
ثم اكمل بسرعة و كأنه يتذكر توا : لـــك صدق مقتلك .... البارحة جنت بالكنيسة و منو شفت هنااااك ؟



عمر اجاب بنفس السرعة : سلااااااف ؟!



هز رأسه ضاحكا بسخرية : لا شيجيب سلاف هناك يا غبي ،، مو هيه استسلمت و انتهى الموضوع ،، شفت امها .. خطية بقت تبجي و تقول مشتاقتلها



بحيرة رد : هيه لـ هسة مختفية ؟!


ازدرد ريقه بخفة و تغير لون وجهه ،، و هذا الامر يحدث نادرا ،، و هذا ما جعل عمر يهمس بتوجس : شبيك ألن ؟ شبيها البنيــة ؟!



بنفس الهمس اجاب و هو يعيد بجسده ليستند بتعب على الاريكة : ما بيها شي ،، بس .... أني اعرف وينها !!



توسعت حدقتيه ليقول بإستغراب : تعرف و مرحتلها ؟!


اجاب بقلة حيلة : عمــر بالنسبة النا سلاف ماتت من يوم عافت ديننا ،، إنته تعرف لو ابوها بس لقاها رح يذبحها ،، و اني مو مستعد افوت بخطيتها ،، لإن عمي اذا شك اني اروح لمكان اكثر من مرة رح يراقبني و رح يعرف لإن هوه اصلا ماعنده ثقة بيه !!


زفر بهم و ابعـــد نظره عن رفيقه : ولا عبالك ' كإن ' أني هم تدمرت وره مراحت مني !



اتعبه منظر ألن بهذا الحال ، فهذا الرجل لطالما كان شقيا و عفويا ،، و إختصاصه قلب الهدوء لـ صخب
فالصمت ليس ثوبه ابدا ،، و عندما يحزن يجبر المقابل إحترام هذا الحزن


كم يتمنى لو يفعلها ألــن و يعتنق الإسلام هو الأخر ،، و لكن بعد قناعة داخلية و رضا نفسي
فـ لا إكراه في الدين !!
ليتــه يفعلهـآ ..!






.
.
.






يجلس بإرتياح على الاريكة و امه امامه ،، و بجانبها تلك المدعوة بإبنة زوجها ،
لم يهتم لوجودها كثيرا و هذا ما يفعله دوما ،، اذ تكلم مع والدته بهدوء : باجر ان شاء الله تجي امج من الصبح و لينا الظهر ترجعها !



تناقلت النسوة النظرات المرعوبة بينهما ،، وهذا ما جعله يرفع احدى حاجبيه متسائلا ، و لكن والدته لم تجبه بما يريد : أني باجر رايحة لبيت خالتك ام سنان ،، وامر على امي ببيتكم لتجيبها انته


بالفعل تكونت علامة استفهام كبيرة فوق رأسه جعلته يعتدل بجلسته قائلا : يوووم شييج ؟ شوو دااحسج ضامه ' تخفين ' شي علية ؟!


اجابته بشئ من الحدة وهي تحاول تغليف ارتباكها : يعني شبيية قابل ؟ إنته شو من اول مجيت قالب خلقتك عبالك قووة جار نفسك و جاي



هذا ليس بمحور الحديث ،، فـ والدته قد ادارت الدفة ،، قال بشئ من الضيق : والله اني كلشي ما بيه ،، بس من افوت لهالبيت ميية جني يفوت براسي !



لم يكن بحاجة لهذا الاعتراف فهم على علم بهذا الامر ،،
توجعت الفتاة من قوله الغير منصف ،، كيف له ان يتجرأ ليقول مثل هذا القول امامها ؟!

عليه ان يتعلم اداب الضيوف و الحديث هذا الرجل العديم الذوق !!


تبا لأمل والدها بزواجهما ،، لقـــد جعلها تتعلق به بجنون ،، وهي على ثقة كاملة بكونه يمقتها من مقته لـ والدها
ولا تلمه في ذلك ،، فـ برغم كل شئ كانت والدته بالنسبة لهم ام ثانية بينما والدها لم يذيقه ابــدا طعم الابوة التي يحتاجها اي شخص ' بغض النظر عن كونه ذكر او انثى ' في اثناء نشأته و نموه


ولكن ليعلم هذا الـ علي انه مهما تمادى بأفعاله و اقواله لن يهرب من قيدها ،، سيبقى لها حتى و ان اضطرت لتكبيل يديه و قدميه بهذا المنزل الي يدخل العفاريت لـ رأسه !


والدته لم تقل شئ بعدما قال ،، وهو قام من مكانه وهو يشعر بالإزدراء ،، لولا يسر و ضي ماكان سيأتي ابدا
فهو يعلم ان والــدته لا تهتم لأمره كثيرا ،، و ردة فعله تجاه الموضوع ليست بأفضل !



قال بدون اهتمام لنظراتهم : يللا اني رايــح ،، إذا البنات ناموا شعندي باقي ،، و بعدين وراية اختي و بيبيتي بالبيت ملازم اتأخر



تبا لكلامه الوقح ،، هذا ما فكرت به الفتاة ،، حتى سمعت والدته تحدثها : سارة عيني قومي بلا زحمة عليج جيبي الـ ـ ـ...!



قال مقاطعا : كلشي ما اريد ،، و بعدين انتو اكلكم وسخ الخدامة تسويه ،، أني بيبيتي حبيبتي ممبقيتني اشتهي شي !



لم تحتمل هذا المزاج المتعكر اكثر : علي و سسسم ان شاء الله ،، مو كافي ؟ ترره انته صدق متستحي و ماااعندك ذرة احترام ،، اني امك ياحيـ ـ ـ !!



قاطعها من جديد ببرود يحرق الاعصاب : اسفين ياابة عصبناج .. يللا رايح !



خرج من بوابة القصر الذي يمقته جدا ، و شعر بالهواء النقي يدخل قصباته و يريحه قليلا ؛
ها نحن ذا ،، لم يبق سوى الخروج من السور الخارجي لكي يرتاح حقا !


عندما وصل سيارته و ركبها ،، رفع رأسه بشكل لا ارادي بإتجاه غرفته ،، و إستغرب كثيرا حين رؤيته للأنوار مضاءة

هو على ثقة بإنه اطفأها عند مجيئه اخر مرة ،
و على ثقة اكبر بإنه قد هدد اصحاب المنزل من الاقتراب من غرفته ،

ويـــل لمن تجــرأ ..!

ترجل مسرعا من السيارة ، و قبل دخوله المنزل قرر الولوج من باب الصالة الخارجية حتى لا يراه احد ،
عليه ان يطمأن اولا على سلامة غرفته ، ثم سيبحث عن الفاعل و يعاقبه !

فعل ما قرر ،، و عندما وصل عند باب الغرفة وصل لمسمعه صوت انين جعله يمسك قلبه لا لـ شئ و لكن لشعور الخطر !
كان على وشك ادارة وكرة الباب بعد ان فتح قفله بمفتاحه الخاص و لكنه سمع صوت سارة تصرخ برعب من خلفه : لااااا علـــيييييي لاااا تفتحه


إلتفت لها مصدوما من فزعها ،، و مصمما على فتح الباب اكثر ،، لكنها ركضت بإتجاهه مرعوبة وهي تصرخ : لاااا ،، الله يخلييك اوقف



مسكت يده تمنعه من عمل شئ ، و بدأت بالصراخ منادية لـ والدته : خااااالة ،، عليييي هناااا .. خااالة !!



رغم صراخها ،، كان يسمع صوتا اقوى ،،
وذو اثر اعمق في نفسه ،، الانين نفسه كان يتزايد و هذا الامر جعله يدفع بـ سارة بقوة صارخا بها : ووووجع ،، وخـــري منا خليني اشوف من شنو خايفين



فتح الباب بقوة و عنف غير آبه بصرخات والدته الاكثر فزعا من سارة والتي وصلت توا لموقع الحدث

بينما هو تسمــرت عيناه بذهول في ما يرى ،
تخشب في مكانه و الجم لسانه عن الحديــث ؛
حتى السمع يشعر بإنه قد تلاشى ،، فلا حاسة باتت تشتغل عنده بشكلها الصحيح سوى النظر
و ليتها هي الاخرى تتعطل !!
قبل ان يصدق عقله مايرى ،
لا يرى سوى عينان معلقتان بعينيه و تتوسلانه الرحمة ..!
مقلتان غارقتان ببحــر من الرعب الذي اصابه بتيآر كهربائي قصف جســده حتى اصغر خلية

تأكدت شكوكه الآن بشأن هذا البيت و أصحابه !
تبا لهم جميعـــآ




.
.
.




نهآيةْ البرآءة الثآلثَة

حُلم
مدام زهرة غير متواجد حالياً  
إنشاء موضوع جديد موضوع مغلق

الكلمات الدلالية (Tags)
.. , للكاتبة , السلام , ابرياء , ادانتهم , تثبت , حلم , حتى , يعانق , رواية

أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع ♥ كاتبة الموضوع ♥ المنتدى مشاركات آخر مشاركة
حكاية ألف ليلة وليلة مع شهريار وشهرزاد همسة دلع القسم الادبي العام 69
رواية بأمر الحب / للكاتبة تميمة نبيل Fresh Daisy روايات طويلة 3
الإعجاز التّأثيريّ للقرآن الكريم رضاك ربي الاسرار العلمية في القرآن والسنه 7
فراشة أعلى الفُرقاطة . منال محمد سالم سمسم روايات طويلة 44
(( رياح الالم و نسمات الحب )) للكاتبة/ semo ( مكتملة ) حًكٱيّة روِحً مجَنٌوِنٌة روايات كاملة 34